الثلاثاء 13/مايو/2025

عفواً مصطفى .. التنفيذية لم تعتقلك !!

د. طارق عبد الباري

فجر الرابع عشر من شهر آب الجاري حاصر – زوار الفجر- من ميليشيات أجهزة الأمن وحركة فتح منزل الصحفي مصطفى صبري في قلقيلية ، وأرهبوا الأطفال و سكان المنزل وعاثوا فيه فسادا وتخريبا واعتقلوا الصحفي الفلسطيني!!.

خبر اعتقال صبري لم تجد صحف الحياة والقدس والأيام الفلسطينية ووكالة معا وغيرهم متسعا لنشره على صفحاتهم المتعددة ، تماما كما جرى مع عشرات المكاتب الصحفية والمؤسسات الإعلامية بالضفة المحتلة من اقتحام وسرقة ونهب وسلب من قبل زعران الانفلات الأمني من الميليشيات الأمنية والفتحاوية، والتي جميعها لم تلق بالاً عند ما يسمى مجلس نقابة الصحفيين لماذا ؟!!.

أقولها وببساطة لأن القوة التنفيذية ليست هي من اعتقلك يا صديقي مصطفى، آه يا صديقي لو أن من اعتقلك التنفيذية لأصبحت بطلا قوميا، ولوصلت قضيتك عند كونداليزا رايس، ولذكرك بوش في خطاباته ، ولاعتبر أولمرت اعتقالك ضد حرية الرأي والتعبير ، ولأصدر الرئيس عباس مرسوما بترقيتك ونيلك نوط القدس ، واعتبر من اعتقلك قوة غير شرعية و يجب محاكمتها.

صديقي العزيز .. رغم حزني وغضبي على اعتقالك إلا أنني انتبهت بجدية عندما علمت أن أحد أعضاء مجلس نقابة الصحفيين خلال افتتاح مقر نقابة الصحفيين بغزة (14-8) يسأل عن اسمك ويسجله في ورقة، ما دعاني للحظة إلى التفكير إلى أن الساعات القادمة ستشهد أول بيان للنقابة يتحدث عن جهة تهاجم الصحفيين غير القوة التنفيذية، واعذرني يا صديقي .. فقد انتظرت ساعات بل أيام والبيان لم يصدر، لا أدري ربما لم يجدوا حبرا أو ورقا أو ربما جاءت الأوامر من رام الله أن المذكور ليس صحفيا وليس فلسطينيا لا أدري!!.

لا تحزن يا صديقي، فحتى من حاول قتله جنود الاحتلال الإسرائيلي وبترت قدميه، لم يشفع له ذلك عند ما يسمى مجلس نقابة الصحفيين لإصدار بيان تضامني معه ويهاجم الاحتلال، مؤسسات إعلامية دولية تضامنت مع الصحفي الجريح عماد غانم، ونقابتنا غلبتها فئويتها وحزبيتها، وبقيت في ثلاجة الموتى.

أنت يا صديقي لست من الذين باعوا الوطن، ولست من أصدقاء دايتون، ولم توقع على وثيقة جنيف، أنت لم تكن تبعث بمعلوماتك إلى أجهزة الأمن المتعاونة مع (اسرائيل)، عذرا أنت لم تكن ترسل بتقاريرك إلى الطيب عبد الرحيم، وطلال أبو زيد وغازي الجبالي، لذلك أنت لا تستحق بيانا يقف إلى جانبك!!!.

إنهم يا صديقي يتباكون بدموع التماسيح على حقوق الصحفيين ، وعلى الحقيقة وحرية الرأي والتعبير ، لكنهم لا يرون إلا بعين واحدة ، ولا يوجد من بينهم من يجرؤ للحديث بكلمة عما يجري بالضفة المحتلة من مجازر إعلامية ، كيف دمرت مكاتب الصحفيين والملاحقات الأمنية للمراسلين ، وكيف حرقت سيارات الجزيرة و منزل و مكتب مراسلها في نابلس ، وكيف اعتقل مراسل فضائية الأقصى محمد اشتيوي وتم تهديده بالقتل ، كيف حرقت مكاتب صحيفتي فلسطين والرسالة ومنعتا من الطباعة والتوزيع ، وكيف تصدر الأوامر بالقوة لرؤساء التحرير في صحفنا اليومية بكيفية التعامل مع الأخبار والأحداث وإلا فالزعران جاهزون؟!

مؤسسات وجمعيات وفصائل فلسطينية يا صديقي أصدرت البيانات الثورية الهجومية بالعشرات عن اعتداء القوة التنفيذية على الصحفيين في غزة – والاعتداء مرفوض– لكن أحدا منهم لم يذكرك بين السطور ، اعذرهم يا أخي فهم لم يسمعوا بما يجري بالضفة ، واعذرهم لأن أموالهم قد تقطع إذا غضب أولمرت ودايتون ، واعذرهم لأن فكرك مختلف عن فكرهم ، إنهم الوجه الآخر للقوم .. صدقني سيذكرك التاريخ و يلفظهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات