الثلاثاء 13/مايو/2025

مشروع عباس

مشروع عباس

صحيفة الوطن القطرية

ما يريده الفلسطينيون من أية مفاوضات تستهدف إنهاء النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني إجابات محددة وواضحة وقاطعة على تساؤلات أساسية:

ـ متى سينتهي الاحتلال؟

ـ متى ستكون هناك دولة فلسطينية؟

ـ ما هي حدود الدولة الفلسطينية؟

ـ ما هو مصير القدس؟

ـ ما هو مصير اللاجئين الفلسطينيين؟

اللقاءات نصف الشهرية التي يعقدها عباس وأولمرت بانتظام بناء على تعليمات كوندوليزا رايس تدور حول الاتفاق على «إطار عام» أو «اتفاق مبادئ» لتسوية مؤقتة تتجنب الإجابة عن التساؤلات الاساسية للفلسطينيين ولكنهما يحرصان على تناول ذات القضايا التي كانت المفاوضات تدور حولها قبل 10 سنوات.

لأول مرة حصل محمود عباس على فرصة للمضي في مشروعه دون معوقات، فعندما كان رئيسا للوزراء تحت الزعيم الراحل ياسر عرفات لم يتمكن أبو مازن من المضي قدماً في مشروعه وعندما أصبح رئيساً منتخباً فازت حماس بالانتخابات التشريعية ولم يتمكن من المضي قدماً في مشروعه. أما الآن بعد أن وقعت القطيعة مع حماس لاستيلائها على قطاع غزة، وفي ظل رضا كل من “إسرائيل” وأميركا عن موقفه الرافض للحوار مع حماس سعياً لإرضائهما بدوره، فقد سنحت له الفرصة لأن يمضي بمشروعه حتى نهايته. ومن أجل ذلك يريد تحقيق شيء ملموس في مفاوضاته مع أولمرت قبل اجتماع السلام في الخريف. فإذا تمكن من انجاز ذلك فسوف يتم التوصل إلى تسوية مؤقتة ويطرحها على استفتاء عام مع الدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

لكن سوف يتحتم على عباس أن يقنع الفلسطينيين بأن الحل المؤقت يأتي في إطار عام سيقود إلى استقلال كامل وإنهاء كامل للاحتلال وقيام دولة فلسطينية.

أما إذا لم يتمكن عباس من تحقيق شيء ملموس قبل موعد اجتماع السلام في نوفمبر القادم فسوف يجد نفسه في فراغ وبدون أي شيء مقدم له من الإسرائيليين والأميركيين وسيكون قد مضت أشهر على القطيعة مع حماس وربما سيجد أن الحل الوحيد أمامه هو تقديم استقالته.

إن هذا الوهم بإنهاء النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي من دون أساس سياسي سيكون له ثمن باهظ وهو أشبه باتفاق السلام اللبناني – الإسرائيلي عام 1983 الذي بني على افتراضات واهية وانهار بسرعة.

الوهم الذي يدور في ذهن عباس وأولمرت وبوش سعياً لخروج كل منهم من أزمته سوف يتبدد وستكون النتيجة المرجحة أن استراتيجية الحل الأحادي الشارونية قد فشلت واستراتيجية الحل المؤقت قد فشلت وتعمقت تداعيات الفشل الذريع لإدارة بوش في إدارة الحرب في العراق وتأكد انهيار مشروع الشرق الأوسط الجديد ومع مطلع العام القادم سيختفي زعماء ارتهنت ادوارهم بالمشروع الأميركي للهيمنة على المنطقة وستصبح الساحة مهيأة لوجوه جديدة تتعامل مع الواقع الجديد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات