الإثنين 12/مايو/2025

الإعلام الإلكتروني الأصفر ومصادره الخاصة

حسن القطراوي

أكد مصدر خاص لموقع كذا بأن مجموعات من كتائب القسام وأجهزة أمن القوة التنفيذية التابعة لحماس في غزة قد قامت باقتحام كذا وكذا في حي كذا بمدينة غزة حيث قامت بإعدام عناصر ينتمون إلى حركة كذا داخل كذا هذا وقد أكد المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه عن حملة قد تقوم بها هذه القوة ضد حركة كذا في قطاع غزة!

 وبعدها بساعات يخرج بيان بين الحركتين التابعتين لكذا يوضح أن ما حصل هو حادث عرضي لن يتكرر وان القوة الأمنية يجب أن تأخذ دورها والقانون يجب أن يطبق على الجميع ويتفاجأ المصدر الخاص بالمواقع الصفراء بالبيان ولا يقوم بنشره حتى اليوم، وبمثل هذه العبارات التي لا تنتمي إلى السياسة الإعلامية بحال من الأحوال تبدأ المواقع الإعلامية الالكترونية الصفراء أخبارها التي تتعلق بحماس أو بالقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية أو كتائب القسام، والواقع أن هذه المواقع ليست لها سياسة إعلامية أصلاً ترتكز عليها هي فقط صنعت من اجل النيل من مصداقية حماس والأفراد الذين ينتمون إليها سواء كانوا عسكريين أو سياسيين، ثم النيل المباشر من القادة السياسيين الحمساويين على وجه الخصوص لمحاولة إرباك الرأي العام الفلسطيني والعالمي الذي يتخذ مواقف مؤيدة لحركة حماس وقادتها في قطاع غزة.

هذه المواقع شيدت وقد أخذت على عاتقها هذه الأمانة التي تتمثل في ضرب مشروع حماس الإسلامي في فلسطينيين لإرهاب الناس فكرياً من هذا المشروع على اعتبار انه مشروع تكفيري ظلامي غير واضح المعالم يقوم على التضليل، لذلك فإن المتابع لتلك المواقع يصطدم بسياسة إعلامية غريبة يتمثل 80% منها على أكد مصدر خاص ويرفض الكشف عن اسمه بمعنى أن الأهواء والخيال الإعلامي يرسم بوضوح سياسة أخبار تلك المواقع القائمة كما أسلفنا على سياسة إرهاب الناس من المشروع الإسلامي الذي تقوده حماس في فلسطين ومحاولة النيل من حجم وقوة حماس في أي انتخابات قائمة بمعنى أن هذه المواقع لا تقوم على كشف الحقيقة بتاتاً ولا تقترب منها في أي موضوع قد يثني على حماس أو قواها الأمنية، صاحبة تطهير أوكار المخدرات، بمعنى أن تلك المواقع هدفها إبراز الأخطاء التي قد تحصل في أي قوة أمنية أو أي تنظيم فالجميع غير منزه من أن يعتري بعض الأعمال التي يقوم بها بعض الأخطاء الفردية وما إن تحصل مثل تلك الأخطاء الفردية حتى يلتقطها هذا الإعلام الذي لا يمت للإعلام بأي صله ليضعها تحت المجهر الخاص بالكذب في قلب مواقعهم المختلفة ليصبح الخطأ الفردي سياسة تنتهج في التنظيم المستهدف يرسمها كبار قيادته على حد قول هذه المواقع الصفراء.

ولا شك في أن الكل الفلسطيني المتعلم يعرف ذلك يقيناً لكنه يتابعها ليس حباً فيها بقدر ما يشتهي التعرف على حجم المنافسة التي بدت واضحة بين الإعلام الفلسطيني الحر والقائم على المصداقية والإبداع في رسم سياسته الإعلامية وبين تلك المواقع الإعلامية الصفراء والتي لا تتوانى أيضا عن تكحيل عيون مواقعها ببعض الأخبار غير الأخلاقية والجنسية التي تحاول من خلالها جذب شريحة ما تستهدفها لتكون مدخلا لقراءة تلك الأخبار المسمومة والكاذبة التي تزين بها صفحاتها على الشبكة الالكترونية.

المشكلة لا تكمن في الإعلام الموازي أو الضعف في أدائه لأن الإعلام الحر والموازي لا يمكن أن يعتمد على مصدر خاص يرفض الكشف عن اسمه في 80% من أخباره لأن هذا الموقع الصادق يعلم أن الخبر اليقين يتمثل في توضح حيثيات أي مادة إعلامية يتم تحريرها من خلال إبراز كل العوامل الفنية التي تتيح للمتابع التأكد من صدقية الخبر احتراماً لعقليته وحضوره للشاشة الالكترونية المبني عليها سياسة هذا الموقع أو ذاك، وما فاجأني قبل أيام هو اعتماد بعض المواقع على رسائل مجهولة الأشخاص لنقل الأخبار الخاصة بموقعهم الالكتروني فقد نقل موقع فلسطين الآن الالكتروني المقرب من حماس بعض الوثاق التي تتعلق بكشف السياسية الإعلامية لموقع الكتروني ما والذي وقع في شرك فخ نصبه له شخص مقرب من حماس ليكشف هذا الشخص للجمهور مدى مصداقية الأخبار التي يتناقلها هذا الموقع فأرسل لهم الشخص برسالة الكترونية مفادها أن لديه وثائق تدين حركة حماس وقادتها، عندها لم يتواني ذاك الموقع ليراسله ويطلب منه الوثاق فأخبرهم الشخص أنه سيرسلها لهم عبر الفاكس الذي قد أوضحوه له في الرسالة أو في رسالة الكترونية لكنه أخبرهم أن لديه خبراً ليس فيه وثائق يتعلق بقيام قيادي في القوة التنفيذية بسرقة ذهب بقيمة “2500” دينار من منزل جيرانه وهو الخبر الذي نشر على هذا الموقع وفي زاوية ملفات خاصة عالية المصداقية وكل ذلك موضح بالوثائق على موقع فلسطين الآن المقرب من حماس، لينكشف زيف أكد مصدر خاص مقرب من موقع كذا وليعلم الجميع بدون استثناء من هو ” المصدر الخاص” المقرب من مواقعهم الصفراء فإما أهواء وإما كذب وافتراء، وعندها فالأمر متروك للمتابع فعليه هو فقط أن يميز ويختار فهو الوحيد المخول أن يصدّق بين الوثائق المبني عليها خبر ما وبين المصدر الخاص التابع لموقع كذا.

* كاتب فلسطيني

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....