عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

المسنّة صبحة القرا.. خرجت لتلبي استغاثة نجلها فاغتالها الصهاينة بدم بارد

المسنّة صبحة القرا.. خرجت لتلبي استغاثة نجلها فاغتالها الصهاينة بدم بارد

لم تشفع سني الحاجة الفلسطينية صبحة القرا، التي تجاوزت العقد الثامن من عمرها، لها أمام جنود الاحتلال فأطلقوا النار تجاهها وأصابوها بشكل مباشر في الصدر، لتسقط مضرجة بدمائها، محتضنة نجلها المجاهد القسامي عمر القرا، وليمضيا معاً شهيدين كريمين.

واحتضنت ابنها …

وعلى مدى أكثر من خمس ساعات بقيت الحاجة صبحة محتضنة ابنها المجاهد عمر، الذي كان ممتشقاً سلاحه، وامتزجت دماؤهما معاً لتروي الأرض التي أحبّاها وأحبتهم، قبل أن تسمح قوات الاحتلال لعدد من ذويهما بنقلهما تحت شجرة زيتون قرب المنزل الواقع جنوب شرقي قطاع غزة، عدة ساعات أخرى، قبل أن يتمكن الأهل من نقلهما لمستشفى ناصر في خان يونس.

استغاثة المجاهد

ترقرت الدموع في مقلتي ريم القرا، زوجة الشهيد، التي أمسكت بيد طفلتها وكأنها تخشى أن تفقدها كما فقدت زوجها وعمّتها قبل ساعات، وهي تروي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” فصول الجريمة الصهيونية “خرج زوجي المجاهد بكتائب القسام من منزلنا بعد الساعة الواحدة فجر الثلاثاء (14/8)، بعدما جاءه اتصال بوجود قوات صهيونية خاصة، وهو عاقد العزم على الجهاد، وبعد أن ودعنا وودع ولديْنا وبنتنا الصغيرة”.

قالت ريم متابعة “بعد خروج زوجي سمعت تبادل إطلاق نار، وبدأت بالدعاء لزوجي الذي سبق له وأن أُصيب في مواجهات مع قوات الاحتلال، وفجأة سمعت زوجي يردّد: الله أكبر الله أكبر، ويقول: أُصِبت .. أُصِبت”.

الأم تلبي النداء

صمتت زوجة الشهيد ومسحت دموعها من أسفل النقاب الذي ترتديه، قبل أن تستكمل “عمتي، والدة الشهيد، الحاجة التي جاوز عمرها 85 عاماً، وبمجرد أن سمعت صرخة عمر حتى خرجت نحوه بخطواتها البطيئة بحكم سنوات عمرها”.

والصهاينة استقبلوها بالرصاص

التقط زوج الشهيدة الكبير، المسنّ محمد القرا، الحديث وقال بحسرة “كانت رحمها الله تعتقد أنّ سنوات عمرها ستشفع لها، ولكنّ جنود الاحتلال أطلقوا النار عليها واغتالوها، لتسقط وتحتضن ابنها”.

وعادت زوجة الشهيد، المكناة “أم يوسف” لتقول “سمعنا بعد ذلك إطلاق نار كثيف ومتبادل، دون أن نتمكن من تحديد مصير زوجتي وعمتي، وقام عدد من الشبان بالنداء على زوجي، لكنه لم يردّ”.

ولم تتأكد العائلة المكلومة من استشهاد الأم وابنها، إلاّ عند الساعة السادسة صباحاً، عندما بدأت قوات الاحتلال تطلب من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والخمسين الخروج من منازلهم.

مشهد مؤثر

تقول سمية، ابنة الشهيدة، والتي تقطن منزلاً مجاوراً لمنزل عائلتها “خرجت مع ابني الوحيد الذي يبلغ من العمر سبعة عشر عاماً، خشية أن يتعرّض له جنود الاحتلال، وبمجرّد خروجي من المنزل فُجِعت بمشهد والدتي المسنّة وهي تحتض شقيقي عمر وتتشبث به، وقد نزفت دماؤهما وملأت أرض الشارع الذي يفصل منزلينا”.

رفعت سمية يديها إلى السماء، شاكية إلى الله “حسبنا الله ونعم الوكيل”، قبل أن تشير إلى أنها وبمجرد أن شاهدت هذا المنظر حتى بدأت بالصراخ والتكبير والدعاء للشهيدين، دون أن يحرك ذلك إنسانية جنود الاحتلال.

قالت سمية متابعة “قمت بمساعدة زوجي ووالدي على سحب الشهيدين أسفل شجرة زيتون، بعدما لم يسمح جنود الاحتلال لسيارات الإسعاف بالوصول إلى المكان”.

ومن الموقع الذي استُشهد فيه شقيقها ووالدتها؛ أشارت سمية لمنزل مجاور أكدت أنّ جنود الاحتلال كانوا يتحصنون فيه، و”منه اغتالوا والدتي بعدما اشتبك معهم شقيقي”، حسب ما أوضحت.

وتستمر فصول الجريمة

لم تكتف قوات الاحتلال بجريمة إعدام المسنّة، الحاجة صبحة القرا، بل واصلت على مدى ساعات طويلة منع نقل جثمانها مع جثمان ابنها إلى مستشفى ناصر، بل أقدمت في ساعات الظهيرة على اقتحام منزل الشهيدة وتحطيمه من الداخل بشكل همجي، وعمدت إلى حجز أسرة الشهيدة في منزل أحد أبنائها في المنطقة.

تستذكر ابنة الشهيدة أنه وبعد أن تأخر نقل الجثمانين للمستشفى؛ قرّرت المجازفة وقامت مع شقيقة ثانية لها بنقل الجثمانين على عربة “كارو” (عربة تجرّها دابة) وهما يرفعان الرايات البيضاء لتأكيد أنهما ليسا في وضع قتالي، ومضوا وسط القصف العنيف من قوات الاحتلال حتى تمكنوا من الخروج من منطقة التوغل في ساعات ما بعد العصر، حيث كانت سيارة إسعاف تتأهب لنقلهم إلى مستشفى ناصر بخان يونس.

“لن نغفر ولن ننسى ..”

تدفّق المئات من الأهالي لمواساة العائلة بعد الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، والتي طالت أيضاً أحد أحفاد الشهيدة، المجاهد القسامي أحمد القرا، وكان لسان حال الجميع يقول “صحيح أننا نتألّم .. لكنّهم شهداء .. ونحن على عهدهم نمضي، لا يمكن أن نغفر أو ننسى”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...