الأحد 11/مايو/2025

إنهم يكذبون

سراج الدين المقدسي

حينما رأيت الشاب المختطف مؤيد بني عودة على شاشة التلفاز المنسوب لفلسطين بهتانا وزورا وهو يدلى باعترافات اقل ما يقال عنها إنها فاقوعات في الهواء وفبركات أمنية وإعلامية لرفع الضغط الشعبي عن عباس وزمرته وإلقائه على  حماس وقيادتها في محاولة يائسة ومكشوفة و بإخراج مسرحي هزيل لتفتيت الالتفاف الجماهيري حول حماس ومشروعها المقاوم بعد معركة الحسم العسكري مع الانقلابيين وسيطرتها على غزة وبعد إن شاهد العالم اجمع الجرائم التي تسجل وتحدث كل يوم في الضفة المحتلة والحرمات التي تنتهك والبيوت التي تقتحم وتحرق والمواطنون الذين يختطفون وحالات التعذيب في السجون.

كل هذه الجرائم والتي فاقت في بشاعتها جرائم المحتل طوال سنين الاحتلال التي عشناها دفعت بعباس وزمرته إلى السعي والبحث عن نصر مزيف وكبش فداء يخرجهم من ورطتهم فلم يجدوا غير الشاب مؤيد بني عودة حيث بدأوا مسرحيتهم الهزيلة بتسريب أنباء عن وفاته سريريا ونقله للداخل للعلاج في احد المشافي الصهيونية جراء التعذيب وبعد أن قامت حماس بعدة خطوات احتجاجية و شنت هجوما إعلاميا على زمرة عباس أخرجوا مؤيد بني عودة ليقولوا لوسائل الإعلام بأن حماس تكذب وها هو حي يرزق و بصحة جيدة وها هو يقر ويعترف بأنه عميل لقوات الاحتلال وحتى تكتمل المسرحية الهزلية اجبروه على الاعتراف بأنه شارك في تصفية خمسة مقاومين .

هذه المسرحية الواهية والإخراج الفاشل لها كانت لاستباق الأحداث كمن يعمل بالمثل العربي “ضربني وبكى وسبقني واشتكى ” خاصة بعد أن تكشفت جرائمهم وممارساتهم التي يندى لها الجبين بحق أهلنا وأحبتنا في الضفة المحتلة تلك الأفعال التي كشفت عن الوجه الحقيقي لعباس وزمرته وأسقطت القناع الفلسطيني الذي كانوا يلبسونه كما سقط في غزة ، ومن اجل استباق حماس وإرباكها إعلاميا وعدم التعاطي مع ما ستنشره من ملفات الفساد بحق أباطرة أوسلو والتي من بينها ملف ابنة رجل المخابرات الأول والمسئول عن فبركة هذه المسرحية توفيق الطيراوي وغيره الكثير ممن لهم ملفات فساد قد تكشفت أوراقها .

إن صورة الشاب مؤيد وهو يعترف بجرائم لم يفعلها تحت ضغوط كثيرة وان لم تظهر في الشريط الذي أعلنوه تجعلنا نعود بالذاكرة إلى عام 96 وما فعلته الأجهزة الأمنية حينها بأبناء حماس في غزة وإجبارهم على الاعتراف أمام شاشة نفس التلفزيون في حينه بأنهم تلقوا أوامر من قيادات حماس في إيران لاغتيال ياسر عرفات عن طريق زرع عبوات ناسفة في المقبرة الشرقية وأيضا التخطيط لاغتيال العديد من قيادات حركة فتح وأجهزة السلطة في حينه ، وهذه الصورة لمؤيد تجعلنا لا ننسى أيضا قضية الشهيد نضال دبابش وإخفاء الحقيقة طيلة اثنتي عشرة سنة تقريبا.

إنهم أناس امتهنوا الكذب وامتهنوا بث الإشاعات المغرضة والاعترافات الكاذبة من اجل تشويه صورة حماس والتشكيك بأبناء القسام ولكن ها هي الحقيقة تظهر كالشمس في رابعة النهار ويبقى نضال وذكرى الشهداء وذهب الطغاة واندثرت أخبارهم كما سيبقى مؤيد ويذهب الطواغيت الجدد ، إنها كذبة كبيرة خرجت من أفواههم فهم يكذبون دوما في كل محافلهم في تلفازهم وفي إذاعتهم وفي وكالات أنبائهم وفي مواقعهم الالكترونية وهم يكذبون الكذبة ويصدقونها ويريدون من الشعب إن يصدقهم ، وعلى النقيض تماما منهم تقف حماس شامخة شموخ الجبال الرواسي بأبنائها وبقياداتها وبجماهيرها ولن تثنيها الأكاذيب ولا الأراجيف والإشاعات والمسرحيات التي يبثونها فكل ذلك اوهن عند حماس من بيت العنكبوت وستنجلي الغمة والكربة عن أهلنا في الضفة المحتلة قريبا بإذن الله ويقولون متى هو ، قل عسى إن يكون قريبا لأننا ليس مثلهم حتى وان قالوا عنا إننا نكذب فهم في ذلك أيضا يكذبون .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات