الثلاثاء 13/مايو/2025

مستوطنو البلدة القديمة في الخليل: تنغيص وإرهاب عنصري بغيض بحق المواطنين

مستوطنو البلدة القديمة في الخليل: تنغيص وإرهاب عنصري بغيض بحق المواطنين
يعيش مواطنو البلدة القديمة في مدينة الخليل بالضفة الغربية، في خوف دائم ويشكون من عدم حرية الحركة والتنقل بين زوايا البلدة، بفعل ما يتسبب به نحو 500 مستوطن إسرائيلي يقطنون الحي القريب من البلدة من إرهاب وتخويف وقهر كل مواطن هناك.

ولا يقتصر هذا الإرهاب على الإنسان فحسب، بل تعدت اعتداءات المستوطنين المستمرة على المقدسات والمحال التجارية في البلدة المذكورة، والتي أغلق معظمها وحرم أصحابها من مصدر رزقهم.

وطالت الاعتداءات كذلك أشجار الزيتون والأشجار المثمرة هناك، ضمن سياق مخطط الترحيل والتهجير للفلسطينيين وإبقاء المنطقة تخص المستعمرين فقط.

ويقوم عشرات المستعمرين خلال الأيام الماضية وحتى اليوم بشن اعتداءات شرسة على أهالي بلدة الخليل القديمة وممتلكاتهم، محاولين الإستيلاء على المزيد من البنايات والشوارع والساحات وترهيب الآمنين، حتى وصل الأمر إلى إضرام النار في أحد المساجد المسمى بـ”وقف الكيال”.

وقال مواطنون إن الوضع في البلدة القديمة وفي المناطق القريبة من مستعمرة “كريات أربع” يزداد خطورة يوماً بعد يوم، والخوف على الحياة مستمر في ظل وجود الحرية الكاملة التي يتمتع بها المستعمرون من قبل سلطات الاحتلال لشن اعتداءاتهم على أهالي المنطقة و ممتلكاتهم.

وقالوا إن الخروج من المنازل أمسى للضرورة القصوى، بسبب خشيتهم من استيلاء المستعمرين على ممتلكاتهم وهم غائبين، أو أن يقوموا بالاعتداء على أفراد العائلة المتبقين في البيوت.

ويتفنن هؤلاء المستعمرين في استخدام وسائل الإذلال والمضايقة بحق المواطنين، فيكتبون العبارات البذيئة والمسيئة على واجهات وجدران البيوت والمحال التجارية بحق الأهالي والأطفال خاصة، والتي تدعو إلى قتل الفلسطينيين والعرب أو ترحيلهم من المنطقة.

كما يقومون برشق الحجارة والزجاجات الفارغة والنفايات القذرة والقضبان الحديدية على المواطنين المارين أو على شبابيك البيوت، فينبعث الخوف في نفوس الأطفال ويحرمون من النوم وتتحول أحلامهم الصغيرة إلى كوابيس مفزعة.

ويشهد المواطنون على أن هؤلاء يقومون بالتبول وإلقاء القاذورات في خزانات المياه الصالحة للشرب وللاستخدام الآدمي.

ثمة مصادر من اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي في المحافظة، أشارت إلى إنها تبذل جهودا حثيثة من أجل مساعدة المواطنين وتعزيز صمودهم في المناطق المقامة فيها البؤر الاستعمارية الأربع في البلدة وهي ” أبرهام أبينو، بيت هداسا، بيت رومانو والمعهد الديني اليهودي”، وكذلك في مستعمرة “كريات أربع” القريبة.

من ناحية أخرى، يشهد الحرم الإبراهيمي الشريف بالمدينة إجراءات إسرائيلية مشددة منذ المجزرة التي ارتكبها المستعمر اليهودي باروخ غولدشتاين عام 1994 والتي اسفرت عن وقوع 40 شهيداً و 300 جريح من المصلين الفلسطينيين فيه.

رئيس الحرس في الحرم الإبراهيمي الشيخ سعود الخطيب، يفيد بأن سلطات الاحتلال قسمت آنذاك الحرم إلى قسمين، إحدهما يسيطر عليه المستعمرون ويبلغ نحو 65% من مساحة الحرم، في حين تبقى الجزء الأصغر للمسلمين.
ويضيف الخطيب أن خلال الأعياد اليهودية يتم الاستيلاء على المساحة الخاصة بالمسلمين لصالح اليهود، مستنكراً وجود العشرات من آلات التصوير ومراقبة الصوت، التي ترصد كافة تحركات المصلين عدا عن اعتقال العديد من المواطنين على الحواجز والبوابات الالكترونية المقامة على مداخل الحرم.

وأكدت لجنة إعمار الخليل، إن الوضع في المنطقة مأساوي ولابد من تدخل عاجل من قبل المجتمع الدولي وهيئاته ومؤسساته، من أجل وقف تلك الممارسات البغيضة بحق نحو 40 ألف مواطن، هم من يقطن البلدة القديمة بالخليل.

كما أن غرفة تجارة الخليل أوضحت أن ما يزيد عن 1600 محل تجاري مغلق بفعل الأوامر العسكرية الإسرائيلية أو جراء الاستمرار في إغلاق عدداً من الشوارع مثل شارع الشلالة والشهداء وأجزاء من شارع السهلة، الأمر الذي يتسبب بشل الحياة الاقتصادية، وبالتالي الهجرة من المكان والبحث عن مصدر رزق آخر في منطقة أخرى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات