الأحد 11/مايو/2025

تصدعات في الصهيونية

تصدعات في الصهيونية

صحيفة الوطن السعودية

إحدى الخرافات التي أوجدها اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة هي أن اليهود في جميع أنحاء العالم مجمعون في تأييدهم ل”إسرائيل”، بغض النظر عما تفعله. ذلك ليس صحيحاً ولم يكن أبداً كذلك.

الصهيونية السياسية الحديثة، والتي تتطلب أيديولوجيتها دولة يهودية بأغلبية يهودية، اخترعها صحفي نمساوي وبقيت لعقود طويلة تكافح لتثبيت أفكارها. لم يكن الرب هو الذي أسس دولة “إسرائيل” المعاصرة. الاستعمار البريطاني والولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والصهيونية هم من فعلوا ذلك.

حوالي ثلث يهود العالم فقط اختاروا أن يعيشوا في “إسرائيل”، بالرغم من حوالي قرن من الجهود لإقناع اليهود بالهجرة. كان هناك الكثير من النقاد اليهود للصهيونية، ولا يزال هناك الكثير منهم، بالرغم من اتباع الصهيونية الحديثة لأساليب فاشية لإسكات الجدل.

جويل بينين، الذي يتعرض للهجوم من الحملة التي تسعى لإسكات نقاد “إسرائيل”، قال ما يلي في مقال كتبه مؤخراً ونشر في موقع “زي نيت”:

“المنظمات التي تدعي تمثيل اليهود الأمريكيين تشن حملة منظمة من تشويه السمعة والرقابة وزرع الكراهية لإسكات الانتقادات للسياسة الإسرائيلية. إنهم يفرغون الجوهر الأخلاقي للتقاليد اليهودية، ويتصرفون عوضاً عن ذلك وكأن الهدف الأكبر من كون المرء يهودياً هو الدفاع عن “إسرائيل”، سواء كانت على حق أو على باطل.

“لماذا التقليل من قيمة وتشويه سمعة وإسكات أولئك الذين لديهم وجهات نظر مختلفة؟ أعتقد أن سبب ذلك هو أن اللوبي الصهيوني يعرف أنه لا يستطيع الفوز استناداً إلى الحقائق. إن نقاشاً نزيهاً لا يمكن أن يؤدي إلا إلى نتيجة واحدة: الوضع الراهن الذي تعلن فيه “إسرائيل” أنها وحدها تملك الحق وتنوي فرض إرادتها على الفلسطينيين الضعفاء، وتجردهم بشكل نهائي من أرضهم ومواردهم وحقوقهم، لا يمكن أن يؤدي إلى سلام دائم.

“نحن بحاجة إلى جدال مفتوح وإلى الحرية لمناقشة الحقائق غير المريحة ونستطلع مجموعة كاملة من الخيارات السياسية. عندها فقط سيكون بإمكاننا أن نتبنى سياسة خارجية تخدم المصالح الأمريكية.”

أفيجيل أباربانيل، وهي يهودية مولودة في “إسرائيل” وعاشت هناك 27 سنة قبل أن تهاجر، لديها كلمات أكثر قسوة حول هذا الأمر:

“المواطنون الفلسطينيون في “إسرائيل” يعيشون في ظل دولة بوليسية استبدادية ووحشية. تعاملهم مع البيروقراطية الإسرائيلية ليس فقط محبطاً ولكنه قد يكون خطيراً أيضاً.

“الفلسطينيون في الأراضي المحتلة يعيشون في ظل نظام شبيه بنظام بينوشيه. فهم يمكن أن يختفوا في منتصف الليل، بعد أن يتم عصب عيونهم وتقييدهم وضربهم وإذلالهم واقتيادهم لأماكن مجهولة دون إعطاء أية معلومات لهم أو لأسرهم، ويتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي ويتم احتجازهم إلى أمد غير مسمى، غالباً دون تهم محددة وبغض النظر عما إذا كانوا مذنبين بأي شيء.

“”إسرائيل” ليست بلداً لطيفاً. إنها دولة بوليسية قوية تم إنشاؤها على أساس وهم مرضي بالاضطهاد بكياسة خارجية خادعة، وتم تشكيلها والحفاظ عليها بعناية لاستهلاك أولئك الذين لا يزالون يؤمنون بخرافة الديمقراطية الإسرائيلية.”

ربما علينا إرسال المقطع السابق إلى السياسيين الأمريكيين الذين يكررون مزاعم منظمة إيباك الصهيونية بأن “”إسرائيل” هي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.”

أمريكا تحتاج كثيراً إلى جدل مفتوح ونزيه يستند إلى الحقائق وبدون إطلاق الشتائم. السياسيون الأمريكيون جبناء مثل الأطفال الانطوائيين عندما يتعلق الأمر ب”إسرائيل”. يحب اللوبي الإسرائيلي أن يتباهى بهزيمة المرشحين الذين لا ينصاعون لإرادة اليمين الإسرائيلي. وكنصيحة للسياسيين الذين لا يتميزون بالجبن التام، الطريقة للتعامل مع هذا الوضع هي في جعل منظمة إيباك إحدى قضايا حملتهم الانتخابية.

هناك مجموعة من قادة الصهاينة اجتمعت في “إسرائيل” منذ فترة قصيرة، وهم قلقون من تزايد الانتقادات التي تتعرض لها المنظمات الصهيونية. إنهم ليسوا مجموعة لا تقهر. إنهم لا يستطيعون إسكات أي أمريكي إلا إذا استسلم إلى الخوف من أن يتعرض للشتائم، وقد تعلمت منذ أن كنت طفلاً أن العصي والحجارة تستطيع أن تكسر العظم، لكن الكلمات لا تستطيع أن تؤذيك.

* كاتب أمريكي “خدمة كينج فيتشر، خاص الوطن

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات