الإثنين 12/مايو/2025

استلهام الوصفة الإسرائيلية

استلهام الوصفة الإسرائيلية
جريدة الزمان
لو كانت الامم المتحدة محايدة مائة بالمائة ولم تخضع للنفود الانكَلوامريكي لقلنا هذا الاقتحام مقبول.
ولكن (وللاسف) يغلب علي قراراتها الكيل بمكيالين سيما في موضوع الصراع العربي الاسرائيلي.
وتقف وراء ذلك قوة الدولار ونفوذ الدولار والتهديد بالامتناع عن تقديم مساهمة الولايات المتحدة المالية..! تعامل امريكا وعجرفة ممثلها الدائم فيها غير مستحب ولا مقبول من الدول ذات المصلحة وهي عضو.. هذا يجعل محبي العراق ودعاة السلام متحفظين علي مثل هذا القرار وقبول قدوم قواتها لتاخذ بزمام الامور من الامريكان وحلفائها الفاشلين تماماً باعتراف قادة الحزب الديمقراطي وممثليهم في مجلس الشيوخ وغيرهم كثيرين من اصحاب الرأي والنفوذ الامريكي والعالمي.
العراقيون بعد تجربة الاحتلال وطغيان الفرس العجم ونسله ومن يصلهم الطعام الدسم والتومان الممزوج بالدعاء اصبح العراقي العربي شيعياً وسنياً نعم اصبح حساساً في موضوع وجود أي اجنبي وكيف وذبح من شهدائه ستمائة الف شهيد بيد جند الاحتلال والمرتزقة والمليشيات الكافرة.. وان كان هذا كثيراً عند بعضهم ولكن عندي وعند كل الشعب فداء للعراق.
اصبح اطفال العراق مرعوبين لدرجة انهم يتخيلون الحبل وكانه حية !!
قبل سنتين نشرت لي جريدة الزمان مقالاً شرح الجانب القانوني من وجوب تمسك العراق باتفاقية جنيف الرابعة وان مصلحة العراق امام الجثث والدماء وسكوت الاحتلال وتجنب واجبه وفق هذه الاتفاقية.. وعن مسؤوليته الكاملة في توفير الامن للعراقيين بل انهم اصبحوا يشجعون بعض المليشيات بتوجيه ضربات وحشية لبعض المناطق وقد نجحوا بتهجير سبعة ملايين .. منهم اربعة توزعوا علي دول الجوار ومصر وتركيا مهجرين داخل العراق معظمهم في شمال العراق رغم كل ضوابط الاقامة التي يتبناها حزب الوطني الديمقراطي الكوردستاني ودعوت في مقالي هذا ان طلب تدخل الامم المتحدة فيه نفع للعراق ..ولقد نشر هذا المقال علي موقعه www.kitlawform.com وتلقيت ردود كثيرة ومنها قاسية تتهمني بان اضع العراق تحت احتلال دولي بدل الاحتلال الامريكي وبهذا لا يمكن خروجهم بل وسيذوب العراق مستقبلاً من علي الخارطة كدولة.
اليوم وبعد سنتين اجد نفسي لازلت اميل علي تدخل الامم المتحدة بالقرار السياسي العراقي وذلك للاسباب التالية:
اولاً : لا جدوي بالمطلق من جدية الحكومة الحالية بالحوار الحضاري فهي تعتقد انها اقوي مركزا بالدعم الايراني من ان تستجيب الي حوار عقلاني حقيقي مع الهاشمي ولماذا يقبلون به حتي لو اخذ الرئيس الطالباني وكل المعتدلين وضع ثقلهم للتفاوض مع الدكتور طارق الهاشمي وهي مطاليب عادلة ونقيضها الظروف وتبررها شدة الخسارة البشرية وفقدان الحرية والعدالة ونهر الدماء الجاري لهذه الفئات مع استمرار توزيع الجثث.
ايعقل ان الحكومة لا تشارك الشعب ان اطلاق سراح المعتقلين الذي مضي عليهم مدة طويلة دون تحقيق ..!! ولا تقبل الحوار بشأنهم ايعقل ان الحكومة لا تشعر بخطر الطائفية والمحاصصة التي هي ام الكبائر وزارعة الفرقة وتسيس الدين .. بحيث انها تتنكر لوعدها بتعديل الدستور وترفع كل المواد التي كرست هذه الحالة الكارثية سواء طائفية او محاصصة. ايعقل ان الحكومة والقائمة التي اسند اليها بتشكيل حكومتها وبقائها باكثرية برلمانية وعهد موفق من ساسة الميدان الاكراد ان خطر المليشيات يهدد كل العراق وكل الطوائف بما فيهم اتباع آلـ البيت من اصل ايراني. ثم ماقيمة جميع هذه المليشيات امام جيش حديث مجهز كاملاً يؤمن بقائد لا يتاثر الا بمصلحة الوطن العليا وبعيد عن الطائفية والولاء لدول الجوار.
وان الواقع ان خرخشة السلاح وازيز الدبابات علي حدود العراق الشمالية تضع كل العراقيين بخوف رهيب من ذهاب الشمال بكماله الي تركيا ولسوف يقضمون الارض والثروة مع البشمركة ثم ترجع للقتال (بحرب عصابات) جديدة .هذه حقائق لا يمكن ان اصدق ان القيادة السياسية الحالية لا تعرف واقعها ولا تقدر خطورة وجود المليشيات..
كيف لدولة مجاورة ان تحترم سيادة دولة مكونة من مليشيات وهم بمثابة حكومة داخل حكومة وهل ايعقل… حكومة تحترم نفسها وتريد الغير ان يحترمها وهي عاجزة عن ايصال الماء والكهرباء الي شعبها مما اضطر اهل الجنوب علي الخروج بمظاهرات حاشدةولا زالوا يتظاهرون في الجنوب .. ماذا جري لهم .. هل تصل شهوة الحكم لدرجة ان تصبح اذانهم من طين وعجين..!!حتي اصبحوا قوماً صماً بكماً لا يفقهون ولا يكترثون. نحن المعتدلون نشعر بان علينا ان نقارن مابين ماهو الان علي الساحة وغزارة الدماء وشدة القتل بالناس والضرر بهم وبين ماقد يحصل عند مجيئ قوات الامم المتحدة ذوو القبعات الخضراء. بكل صراحة اقول عند المعتدلين وانا منهم سيأتون الي العراق كسيارات مطافئ تريد ان تطفئ نيران متعددة:-
أ- نيران الطائفية والمحاصصة.
ب- نيران صلاحيات 120الف جندي امريكي بالقتل العشوائي وعزل المدن والمحلات وباجندة اسرائيلية فكرت انها كانت ناجحة في الضفة والقطاع .. ولكن هيهات .. لا في العراق ولا في غيره اذ ان الشعوب قد تقهر وقد تغفو ولكنها لا تموت ..وكل الدول الان خرجت من احتلال بعضها لبعضها والان اصبحوا دول متحالفة ذات اقتصاد اوربي متعاون وقوانين متشابهة وعملة واحدة .. هذا هو التطور العالمي ويجب ان يكون بكل المعمورة ولا يقتصر علي جزء كما اني اعتقد انه يجب ان يشــمل المنطقة العربية والوسطي:
ان القرار القادم الذي ستصدره الامم المتحدة والذي سيخضع له العراق سيكون قراراً جماعياً بمثل شرعية دولية تجل ان اتهمت بانها ذات الحرية الشخصية بالاقدام عن تطبيق اتفاقيات لا يمكن اتهامها ستعمل بغير مبادئها للحرية والاستقرار والالتزام باتفاقيات جنيف والعهد الدولي ومعاهدة لاهاي وكل الاتفاقيات التي تحرص علي الحفاظ علي الحدود الادني لحقوق الانسان والشعوب.
ان هذا القرار سيضعف نفوذ امريكا (الطائشة) كثيرا ويصعب عليها ان توزع شرها علي العراق بشكل فوضوي وتستمر بالكذب والخداع وايجاد اسماء لخططها مثل الشتاء الحار ويد العقرب وكلها كذب وكلها فاشلة اما مقاومة العراقيين الوطنية وهي باقية وسوف تستمر وتتوسع علي مر الزمن ..
فعلينا ان نكون واقعيين وان مجيء قوات الامم المتحدة.. سيقلب الاوضاع تماما فلا مكان للطائفية ولا لأي شئ يشابهها وسيرجع قوة القانون علي الاقل الي ماكان عليه سابقا ويبعد عنه أي ولاء لغير العدالة وستحل المليشيات لان قوانين الامم المتحدة لا تقر بوجود سلاح غير سلاح السلطة وسلاح القوات الدولية .. هذا طبعا املنا بالله وبزيادة وحدة المقاومة الوطنية وزيادة تلاحم الشعب والحفاظ علي نسيجه الطبيعي لا فرق بين شيعي وسني وكردي واي من الاقليات .. يعملون جميعا علي ابعاد النفوذ الايراني . غدا سنري كيف حال كتل سياسية هي مستفيدة من مصائب العراق وذهاب الشهداء بالمئات يومياً وسيجن جنونهم ضد مجيء قوات الامم لا حبا بالعراق بل حفاظاً علي مصالحهم وابقاء النفوذ الايراني وبقاء مصالحه.
ولا مستعان للعراق سوي الباري عزوجل وقوة الشعب ورفضه لحالة الفوضي الحالية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....