عَــودة .. بني عودة !!

بين الأخبار المتلاطمة حول الحادث الأخير و عودة ” بني عودة ” في تسجيل لا يؤكد حياته تلوح أسئلة كثيرة في الأفق وجب الوقوف عليها حتى نحاول وضع الأمور في نصابها الصحيح ..
من الذي اعتقل بني عودة !؟
في بيان نُشر عن عائلة المعتقل بني عودة حمَّلت فيه الأجهزة الأمنية المسؤولية الكاملة عن حياته و طالبت الكشف عن مصيره قالت العائلة : ” ” أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية في جنين قد اعتقلت مؤيد بتاريخ 22/7/2007م من منزله في طمون وهو بحالة صحية ممتازة فهو يعمل في حرفة “البلاط” .. وختمت البيان بقولها : ” نحمل الأجهزة الأمنية المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة ابننا مؤيد.. ونطالب الرئيس عباس والأجهزة الأمنية بالكشف الفوري عن مصيره.. ونحمل هذه الأجهزة المسؤولية الكاملة في حال أصيب ابننا بمكروه..ونحتفظ بحقنا الكامل في ذلك”..
إذا فالذي قام باعتقال مؤيد بني عودة هي أجهزة الأمن التي ما فتئت تنشر الخوف و الرعب في المجتمع الفلسطيني أجهزة الأمن التي رأينا صورها على وسائل الإعلام وهي تدوس بأقدامها رقاب الشيوخ و الأطفال في أحد المظاهرات التي خرجت في الضفة الغربية تأييدا لحكومة الشعب المنتخبة قبل أن تُقِّدم استقالتها ثمنا للوحدة الوطنية مع من يفهمون العفو و التصالح و حقن الدماء ضعفا و عجزا !
لماذا اعتقل مؤيد بني عودة !؟
أخرجت أمس وسائل الإعلام التابعة لفتح تسجيلاً لبني عودة اعترف فيه بأمور كثيرة تصب حول أنه ” عميل لإسرائيل ” قال ذلك وملامح التعذيب الإجرامي فيه تظهر ..
و حاولت الأجهزة الوبائية و الميليشيات المتعطشة للقتل على لسان وسائل الإعلام الفتحوي إظهار أنها قد أمسكت بهذا الشاب واعتقلته لعمالته !!
على فرض أننا سنصدق هذه الكذبة سيئة الإخراج يحق لنا أن نتساءل : متى سيعتقل محمود عباس ليُرمى في سجون تعذيبكم !؟
إن كانت الأجهزة الأمنية صادقة فلتسارع لاعتقال محمود عباس فقد أمر بقتل ليس مجاهدا واحدا أو عشرة بل كل الشعب الفلسطيني المجاهد !
وهو لا يحتاج أن تخرجوا له تسجيلا تحت التعذيب و الوسائل القذرة لنزع الاعترافات يكفيكم أن تحضروا ما نشرته قناة الأقصى من اعترافات بالقتل تبعها تصفيق الحاضرين لعباس الذي شقت الابتسامة وجهه فرحا بما قال واستعينوا بصور اللقاءات الحميمية مع قادة العدو الصهيوني صباح المجازر الإسرائيلية !
وأيضا لتعتقل الأجهزة الأمنية صاحب الجلد السميك سلام فياض فقد قال بوضوح لا ينتابه الشك بأنه عميل لإسرائيل ثم لم يلبث فأردف كلامه بأفعال أوضحت أنه يسعى لإنهاء المقاومة للشعب المحتل !
ولتعتقل الطيرواي فهو الذي ساهم في تسليم الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني على رأسهم احمد سعدات ولتعتقل الرجوب أيضا فهو من قام بتسليم الخلايا الجهادية لقوات الاحتلال لتقتل فيهم بالموت البطيء والتعذيب القاسي وليدفعوا ثمن مقاومتهم لعدوٍ احتل أرضهم !!
ولتبحث عن دحلان الذي باعترافات الصهاينة كان لهم نِعم الصديق في مفهومهم و في مفهومنا كان لهم نِعم العميل الذي اندحر فأراً هاربا عندما نفِذ صبر الحليم في غزَّة !
( قائمة العملاء في فتح طويلة جدا ولا يمكن جمعها في كتاب من مئة ألف صفحة لكننا نهدف لإيصال فكرة على سبيل المثال لا الحصر ) ..
إذا لو كانت الأجهزة الأمنية تقصد أن تختطف وتعذب لتقتل عميلاً فالأولى أن تبدأ بقادة و رموز حركة فتح !
لكنها ليست كذلك ولا أحد يجهل أن الأجهزة الوبائية من الأمن الفلسطيني هي مجموعة عملاء تختفي بمجرد أن تشمَّ رائحة الدبابات الصهيونية و طالما كانت السبب في استشهاد الكثير من المجاهدين والقادة و انفضحت أمورهم في غزة حين رأينا كيف كانوا يتجسسون على الشعب الفلسطيني بوسائلهم الدنيئة و بأساليبهم القذرة وكيف كانوا يتقدمون بالشكر الجزيل للقوات الإسرائيلية على قتلها للمجاهدين كما أظهرت في ذلك الوثائق المأخوذة من مقراتهم السوداء قبل تحريرها ..
بعد أن اكتشفنا كذب الأجهزة التابعة لعباس يعود السؤال مجددا لماذا يُعتقل مؤيد بني عودة وغيره الكثير ممن لا نحصي أسماءهم ولا نعرف عنهم إلا ما تناقلته وسائل الإعلام من تصريحات لقادة “شهداء الأقصى ” تهددهم فيها فمنها ما نشرته قناة الأقصى من تصريح أنقله بنصه : ” الساعة الثامنة مساء هذا اليوم سيتم إعدام جميع المختطفين ” !!
وقول قائد كتائب دايتون في نابلس على قناة فتح بصراحة لا يشوبها الخجل ؛ بأنه سيقتل كل من قال لا إله إلا الله في الضفة الغربية !!
ما السبب الذي يدفع تلك الأجهزة العميلة لتعتقل ثم تُعذب المجاهد و ترغمه – تحت قسوتها الهمجية التي يعد الإرهاب الصهيوني بجانبها نعمة و رحمة ! – على الاعتراف بأمور تختارها لتكيد لحركة المقاومة الإسلامية و تحصرها في الزاوية فتجد نفسها قد وقعت في حفرة أعمالها و طُمرت إلى الأبد بعد أن داستها الأقدام لما تكشَّف من هذه الحادثة من أمور كان يجهلها البعض ولما ظهر فيها من صراحة التعذيب الذي يُعانيه المختطفون في سجون عباس !
ما السبب الذي يدفع الطيرواي – صاحب السجل الأسود في الشعب الفلسطيني و الناصع البياض لدى العدو الصهيوني – ليقول في اليوم الأول بأن مؤيد قد توفي سريريا تحت التعذيب ثم يخرج في اليوم الثاني يظهر أنه قد كذب على خالدة النائبة في التشريعي والتي كانت من أُبلغت رسميا بخبر وفاة بني عودة !!
ما السبب الذي يدفعه ليحرق قلوب أهل الشاب مئة مرة قبل إعلان الخبر و عند الاعتقال و يوم ترداد الأخبار الباطلة على لسانه الكذوب و ما السبب الذي يدفعه لحرق قلوب كل شرفاء الشعب الفلسطيني الذين ثارت ثائرتهم يوم أن عرفوا بأن أخاً لهم قد قضى نحبه تحت نيران التعذيب الذي تشهد له أجساد المجاهدين !
إنها الحرب ضد حركة المقاومة الإسلامية ومحاولة محاربتها بكل الوسائل ..
لكن إن اعتبرت هذه جولة فمن المنتصر فيها !!؟
حركة حماس التي تُعنى بشأن جميع أفراد الشعب الفلسطيني ولا تتجاهل أمرهم و تستقي أخبارهم من كل الوسائل وبكل الطرق لتضمن سلامتهم قدر المستطاع تحت طائلة الإرهاب اللحدي في الضفة الغربية ..
موقفها من الأحداث هو موقف الراعي المسؤول عن رعيته الذي يُعنى بشأن الصغير قبل الكبير وهذا يؤكد على صحة نتائج الانتخابات و يعطي الجميع الوصفة السرية التي اتبعتها حماس لتظفر بفوز منقطع النظير على الساحة العربية ..
إضافة إلى أمور مهمة منها : فقدان المصداقية بشكل كامل لأي أمر يُصرِّح به مسؤول فتحاوي صغر أو كبر قدره – وكل العملاء صغار !- فبعد السذاجة المغلفة بالخبث والتي أردت الطيراوي للقفز على التصريحات كما يشاء ؛ يستحيل علينا – بعد أن كان يشق علينا – تصديق ما يقوله و يصرح به هؤلاء القوم الذين تربوا في حظائر الخيانة !
انهيار كامل لوسائل الإعلام الفتحاوية وعلى رأسها وكالة معا التي سحبت من صفحاتها خبر إعلان توفيق الطيراوي وفاة مؤيد بني عودة سريريا وتبليغه ذلك إلى خالدة الجرار . فهذه الوسائل التي تتماشى مع الكذب اللحدي لا يمكن ان تكون مهنية و مستقلة و صاحبة مصداقية .
كانت هذه الحادثة بوابة نقلتنا إلى كثير من الإرهاب اللحدي لنتعرف على أساليب شيطانية كانت و ما زالت تستخدمها قوات الأمن الأوسلوي .فكانت بذلك نارا فتحها تيار دايتون على تاريخه الأسود لنقلب فيه كيف نشاء !
نتمنى أن يكون مؤيد بني عودة على خير ما يرام و نسأل الله أن يخفف عليه ما يعاني هو وإخوانه في سجون ميليشيات عباس و نؤكد له و لعائلته الكريمة أننا لم و لن نشك للحظة واحدة بطهارة قلب و يد ابنهم ..
و تجريم هؤلاء السوقة لهم هو شهادة الناقص التي تزيد مؤيد شرفا و ترفع في رصيده ليجزيه الله و أهله و من ساعده و سانده ولو بالدعاء ؛ خير الجزاء في الدنيا والآخرة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ..
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قيادي في حماس: مفاوضات متقدمة مباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام كشف قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مفاوضات متقدمة مباشرة تجري بين الحركة والإدارة الأميركية حول وقف إطلاق...

أهالي طلاب مدرسة بنات القدس يحتجون على إغلاقها من الاحتلال
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام احتج أهالي مدرسة بنات القدس، يوم الأحد، على إغلاق قوات الاحتلال مدرستهم التابعة لوكالة الغوث وتشغيل...

مركز حقوقي: فظائع سديه تيمان تستوجب محاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب
بيروت- المركز الفلسطيني للإعلام أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى (مستقل) أن "ما كشفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الانتهاكات الصادمة التي تُرتكب في...

الصحة بغزة: 19 شهيدا و 81 إصابة وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وصول مستشفيات قطاع غزة 19 شهيدا، و 81 إصابة خلال 24 ساعة الماضية....

المقاومة توقع قوة إسرائيلية بكمين في حي الشجاعية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تنفيذ عملية مركبة في حي الشجاعية بمدينة غزة، أمس السبت، أسفرت...

الاحتلال يقتحم مجمع المدارس في حلحول ويشدد إجراءاته العسكرية في الأغوار
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الطلبة بالاختناق، اليوم الأحد، جراء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة مجمع المدارس في بلدة حلحول...

إصابة مواطنين برصاص الاحتلال في بنت جبيل جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شخصان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، في بلدة مارون الراس الحدودية، قضاء بنت جبيل، جنوب لبنان....