الأحد 11/مايو/2025

خالدة جرار وممدوح العكر: الجهر بالحقيقة أو العار!

رشيد ثابت

ليس غريبا على أجهزة اللحديين الفلسطينيين فبركة اعترافات زائفة لخصومهم ترميهم بالوساخة والعمالة وبكل مفردات الشخصية اللحدية الدايتونية الفتحوية؛ وإن كان بعض الجمهور الذي تابع “اعترافات” مؤيد بني عودة قد نسيَ فنحن لم ننسَ.

فقد سبق لأجهزة مخابرات السلطة في أعوام الردة الوطنية التسعينية أن وزعت منشورات تتعقب حسن سلامة– مهندس عمليات الانتقام المقدس للشهيد يحيى عياش – على أنه عميل؛ وسبق لها أن روجت دون أن يرف لها جفن لاتهام الشهيدين عماد وعادل عوض الله بقتل رفيقهما القسامي البطل الشهيد محيي الدين الشريف؛ واتهمت الاثنين بالعمالة. هذه المسلكيات ليست غريبة على سفاح المخابرات العربية بشكل عام؛ وعلى إخوان الشياطين منهم في فلسطين بشكل خاص. فالإسقاط الذاتي هو آخر بضاعة فتح في الإساءة لحماس؛ وفتح تيقنت حق اليقين من أن رصيدها في الشرف صفري؛ وسمعتها في كل أوجه الفضيلة والوطنية تردت إلى الأرض؛ وقصص الإسقاط بالزنا والرشى والتصوير وتحويل الناس إلى عملاء – سواء كانوا من العامة أو من القادة السياسيين في فتح – تكشف مدى تشبع هذا الفريق بالرذيلة والخنا والخيانة. لا جديد في هذا؛ لكن الجديد في قصة “اعترافات” مؤيد بني عودة التي بثها تلفزيون فتح أن هناك خيوطا للمؤامرة تمر من تحت أنف خالدة جرار – النائب عن الجبهة الشعبية – وممدوح العكر المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان.

وقصة مؤيد باختصار هو أنه تعرض للاعتقال والتعذيب الشديد؛ واضطر بسبب ذلك للإدلاء باعترافات كاذبة؛ ثم قامت فتح ممثلة بتوفيق الطيراوي بتسريب خبر لخالدة جرار وممدوح العكر وغيرهم عن وفاة المعتقل سريريا في مستشفى إسرائيلي تحت تأثير ما ناله من تعذيب. وبعد أن شاعت القصة عمدت وسائل إعلام فتح – وعلى رأسها وكالة معا – للقيام بعملية قِوادة إعلامية حقيرة؛ فحذفت خبر ما قاله الطيراوي من أرشيف أخبارها – هكذا بكل خفة واستهبال – ثم جيء بتسجيل لا يعرف تاريخ صنعه ليدلي فيه مؤيد بني عودة باعترافات عن أفعال تشهد له بالسقوط الأخلاقي والعمالة.

مؤيد بني عودة رهينة في يد سفلة لا خلاق لهم ولا ذمة؛ ولا نعرف الآن إن كان لا يزال على قيد الحياة أو رحل عن عالمنا؛ والله وحده يعلم نوع التعذيب والضغط الذي وقع على الرجل ليقول ما يقول؛ ولا ضير في هذا؛ فأحسنُ من مؤيد بني عودة سيدنا عمار بن ياسر – الموعود مع أهله بالجنة – اضطر تحت وطأة التعذيب الشديد لأن يذكر آلهة قريش بخير؛ وقلبه مطمئن بالإيمان! هذا مع العلم أن مروءة أبي جهل في حينه كانت تحول بينه وبين دفع عمار للقول أنه زان؛ ولكن أنّى لأولاد السفاح الدايتوني أن يكونوا بمروءة عمرو بن هشام لعنه الله؟!

كما تقدم؛ ليس بعيدا عن توفيق الطيراوي وطغمة مؤسسة الأمن – والقيادة السياسية التي ترعاهم – الولوغ في أي كبيرة وطنية أو شرعية؛ بل إن صنع حادثة الإفك هذه هو لمم بجنب ما قارفوه من ذنوب؛ والرد على هؤلاء سيكون سهلا حين تقرر حماس أن تخرج عن حياء الشيوخ المبالغ فيه؛ وتمتع أبصار الشعب الفلسطيني ببعض ما وقع في أيديها من أشرطة مسجلة تدين رؤوس الفتنة وأفراد عائلاتهم – نحن لن ننسى بعد قصة ترحيل “كريمتك” أيها الحقير توفيق طيراوي – وهي أدلة سجلت بغير علم حماس؛ ودون ضغط أو إكراه؛ ولم تسجل على طريقة الإيقاع بشاب مغلوب على أمره ودفعه لقول أي شيء تحت الضغط والإكراه والتعذيب والتهديد.

لكن الذي يحتاج لتوضيح موقفه هي النائب خالدة جرار: فهل تخرج جرار لتقول جهارا وعلى رؤوس الأشهاد أنها نقلت عن طيراوي ما سمعته؟ وهل تخرج لتوضح موقفها مما جرى؛ وكيف تم استخدامها كجزء من المؤامرة؟ نفس الكلام ينسحب على ممدوح العكر المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان؛ فهو الآخر مطالب بتبييض صفحة مؤسسته وشرح موقفه؛ من قبل أن تبدأ التكهنات عن دور له في المؤامرة يتناسب مع زمالته في المؤسسة المذكورة مع لميس العلمي؛ إحدى “زهرات” دايتون والوزيرة في حكومة الطارئ فياض؛ ورئيسة الهيئة المستقلة ذاتها!

على خالدة جرار وممدوح العكر الاختيار سريعا: إما الخروج للعلن لتوضيح ملابسات ما جرى أو الاستعداد للعار المقيم الذي لن يرحم أحدا من الأذرع السياسية والإعلامية لأجهزة التنسيق الأمني! اختارا لنفسيكما: إما الشجاعة وقول الحقيقة أو الاستعداد للاندثار؛ لأن الشعب حين يقرر طي صفحة كلاب دايتون؛ فهو لن يستبقي من قبل أن يكون اكسسوارا سياسيا وإعلاميا لهذا الفريق بطبيعة الحال! 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات