الأحد 11/مايو/2025

صواريخ المالكي تضرب ثانوية التنفيذية

عماد الحديدي

تهنئة من الأعماق نبرقها لأحبتنا طلبة الثانوية العامة في ضفتنا الغربية بمناسبة نجاحهم لهذا العام الدراسي 2007 “غير الطبيعي على التعليم في فلسطين”. وكما كنا جريئين في النقد البناء وقول ما نؤمن به بدون خوف أو وجل، كتبنا مقال سابق بعنوان “ليس هكذا إخراج الثانوية يا حماس”.

فإنني اليوم وفي مقالي هذا أنصف الجنود المجهولين الذين ضحوا بأغلى ما يملكون، ضحوا بأنفسهم من أجل أن ينعم طلبة الثانوية العامة بأمن وأمان و يكملوا تقديم امتحاناتهم التي كادت الأوضاع الأمنية المزرية التي حلت بقطاعنا الحبيب أن تقضي على الطلبة ومستقبلهم، حيث فوجئت باللهجة السوداوية التي تكلم بها وزير الإعلام في حكومة فياض الضفوية السيد/ رياض المالكي حول نتيجة غزة ولم يراع أنه على الهواء مباشرة حيث شكك بالنتائج والدرجات، بل ذهب لأبعد من ذلك حين زج باسم القوة التنفيذية في التزوير حين قال: “إن لدينا معلومات أكيدة بأن هناك تزويراً حصل في النتائج لصالح بعض أفراد القوة التنفيذية”، هل علم المالكي بتصريحه هذا أنه دمر طلبة الثانوية العامة في القطاع بدون استثناء؟! هل علم المالكي بأن شهادة الثانوية العامة أصبحت في خطر؟! هل علم المالكي بأنه طعن في شخوص جميع العاملين بوزارة التربية والتعليم العالي في قطاع غزة؟؟

أم أنه يريد أن يسقط ما وقع في الضفة على القطاع؟؟ أم أنه يريد مساواة ما حصل في الضفة من تسريب للامتحانات تحت قوة السلاح!! الذي هرب من القطاع بفضل الله أولاً ثم بفضل سواعد القوة التنفيذية ليصل إلى الضفة ويكمل دوره التخريبي؟؟ أم نسي المالكي بأن لجاناً كاملة في الضفة عاثت بها الأيدي المأجورة فساداً تحت أزيز الرصاص؟؟ وماذا يا مالكي عن لجنة المطاردين؟؟

كل هذا حدث في ظل حكومتكم الميمونة التي أثقلت كاهل العاملين بوزارة التربية والتعليم العالي في الضفة، ورغم ذلك يثبت الأخوة في الوزارة بالضفة، وبفضل خبرتهم وحنكتهم وخططهم الطارئة التي أعدوها، تحسباً لوقوع مثل هذه الأعمال اللامسئولة، استطاع الأخوة أن يتعدوا هذه المرحلة ويسيروا الامتحانات على أكمل وجه، فهذا عهدنا بوزارة التربية والتعليم العالي بشقيها التوأم الضفة والقطاع.

فمن يتعدى على أحد الأجنحة فكأنما تعدى على الجناح الآخر، ومن يمس شهادة الثانوية العامة باللمز أو الغمز أو التشهير فكأنما طعن الوزارة وجميع الطلبة بدون استثناء بالخنجر من الظهر.

ولأن الحقيقة غابت أو غيبت عن الأبصار، وحل محلها الحقد والكراهية، سأضع بين يدي قارئي العزيز النقاط المهمة التالية، ليعرف العالم أجمع من هي القوة التنفيذية التي أطلق عليها السيد المالكي لهيب صواريخه والتي أسطرها اعترافاً بفضل الناس على الناس ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله:

ما لا تعرفه عن القوة التنفيذية الفلسطينية

-القوة التنفيذية الفلسطينية اسم جديد دخل قاموس الأجهزة الأمنية الفلسطينية رغم أنها تتبع جهاز الشرطة إلا أن قيادتها وإدارتها مستقلة عن جهاز الشرطة، ومنذ انتشار القوة التنفيذية في شوارع غـزة في 17/5/2006م إلى يومنا هذا والحكومة والرئاسة في سجال بيزنطي حول شرعيتها، والتي كان آخرها القرار الرئاسي الذي اعتبرها غير شرعية اثر أحداث شهر يونيو 2007م.

– أنها شكلت نتيجة تمرد الأجهزة الأمنية الفلسطينية على وزير الداخلية السابق في الحكومة العاشرة التي شكلتها حركة المقاومة الاسلامية “حماس” إثر فوزها في انتخابات يناير 2006م السيد/سعيد صيام، والتي تأتمر بأوامر رؤوساء أجهزة سابقين و تمتنع عن تنفيذ قرارات الوزير حتى على نطاق العمل الشرطي البسيط. الأمر الذي دعا وزير الداخلية ليشتكي للرئيس محمود عباس مرات عديدة دون جدوى فكانت فكرة تكوين القوة التنفيذية لوزير الداخلية ليستطيع ممارسة مهامه وذلك بالاتفاق مع الرئيس محمود عباس الذي بارك الخطوة ثم جاء قرار تعين العقيد رشيد أبو شباك مديراً عاماً في وزارة الداخلية، أي سحب البساط كلية من يد وزير الداخلية ليؤكد حجة وزير الداخلية.

– القوة التنفيذية هي قوة أمنية نظامية شرعية أخذت شرعيتها من القانون الأساسي في مادته 69 الفقرة 7، والتي تنص على أن الأمن الداخلي من اختصاص مجلس الوزراء، وتنص أيضاً على منح وزير الداخلية الصلاحية في تشكيل قوة أمنية. ووفق المادة رقم 3 من قانون الأمن رقم 8 عام 2005م على صلاحية وزير الداخلية لتشكيل أو استحداث أي قوة يراها مناسبة لمساندة الأجهزة الأمنية في حفظ النظام وفرض الأمن.

– القوة التنفيذية هي القوة الأمنية الفلسطينية الوحيدة التي لا تنطبق عليها قوانين اتفاقيات أوسلو وملحقاتها الأمنية، فهي غير ملتزمة بملاحقة المقاومين وغير مخولة باعتقالهم وتسليمهم أو حتى رفع التقارير الأمنية عنهم، أي أنها لا ترتبط بأجندة صهيونية فقرارها فلسطيني صرف.

– القوة التنفيذية هي التي وضعت حداً للفئة الباغية ( الانقلابيين ) التي أرادت الانقلاب على الشرعية الفلسطينية في انقلاب عسكري مدفوع الثمن بملايين الدولارات وبأسلحة حديثة فتاكة تدخل بقافلات دون خجل. إلا أنهم دافعوا وبأسلحتهم البسيطة والمصنعة محلياً ضد هذا التيار الجارف واستطاعوا أن يلقنوه درساً قوياً أيقظه من غفوته النرجسية وعلم أنه صغير أمام هؤلاء العظام.

– القوة التنفيذية هي القوة الأمنية النظامية الرسمية التي تصدت وتتصدى للعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني بقطاع غـزة، وقدمت خيرة أبنائها وكوادرها وقادتها وصدت كثيراً من التوغلات الصهيونية بجانب رجال المقاومة الصناديد.

– القوة التنفيذية هي ملاذ الناس الذين يلجؤون إليها في شكواهم وضالتهم للقصور الذي كانوا يجدونه عند بعض مراكز الشرطة في ظل هذه الأوضاع الأمنية المتردية التي خلت، إلا أن أفراد القوة التنفيذية يقدمون على نجدة المستغيث وهم يعلمون أن حياتهم قد تتعرض للخطر، ومع هذا يقدمون ولا يتأخرون.

-القوة التنفيذية حمت الطلبة من تلك الأيدي المأجورة التي كانت تخطفهم أثناء ذهابهم وإيابهم من داخل اللجان، بل وصل بهم الحد لإطلاق الرصاص داخل اللجان وفي الغرف كما حصل في لجان منطقة المقوسي بغزة، وكما حصل مع الطالبة الشهيدة/ عائشة الشوا التي قتلت وهي عائدة من أحد الامتحانات لبيتها حين أصابها رصاص المرتزقة العابثين بهذا الوطن.

-القوة التنفيذية أمّنت وصول الامتحانات إلى المديريات واللجان حين كانت تصاحب سيارات الوزارة التي تحمل أوراق الأسئلة صباحاً وأوراق الإجابة ظهراً.

-القوة التنفيذية حمت لجان الامتحانات ودافعت عن العاملين باللجان ومراكز التصحيح من الاعتداء عليها أو حرقها أو سرقتها.

هذه هي القوة التنفيذية يا سيد المالكي ألا تستحق منك ومنا الشكر والعرفان ورفع اسمها عالياً فوق الهامات والرؤوس، إن القوة التنفيذية ليست دخيلة على الوطن إنها من خيرة شباب الوطن الذين قارعوا الاحتلال وأبلوا بلاءً حسناً في ميدان التضحية والجهاد، فأرغموا المحتل على الخروج من القطاع صاغراً حسيراً كسيراً رغم أنفه.

وأعتذر لكل العاملين بوزارة التربية والتعليم العالي في الضفة والقطاع من إداريين وموظفين ومراقبين ومصححين ومتابعين ومدراء عامين، الذين واصلوا الليل بالنهار ليخرجوا النتائج في أبهى حلة وأفضل إخراج، رادين كل المزاعم والافتراءات التي جاءت على ألسن المشككين بنزاهة النتائج لهذا العام 2007م، ولكن مكر السياسة وعظمة الأنا وشطب الآخر حالت دون الفرحة الكاملة لطلبتنا الأعزاء، ونتمنى ألا يبدأ العام الدراسي الجديد إلا وقد جمع الله شمل الأخوة الفرقاء وتوحد صفهم في حكومة وحدة وطنية، لينعم طلبة الثانوية العامة الجدد بعام دراسي هادئ وآمن.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات