وكالة أنباء أرادت الكيد لحماس فأصابت قدميها إصابات مباشرة!

قبل حرب التطهير المباركة في غزة؛ كانت وكالة أنباء معا تحاول بإصرار تمثيل دور الوكالة المهنية المحايدة المخلصة للحقيقة؛ ولكن دون إتقان كاف للدور. مع ذلك؛ يمكن ملاحظة انحدار نسبي حاد في موضوعية هذه المؤسسة حين تقارن أيامنا هذه بتلك الأيام. ولعل مسلسل الانحدار بدأ مع تهديدات “نضوة” فتح جمال نزال لهذه الوكالة صراحة وعلى رؤوس الأشهاد؛ ولعل فكرة التماهي مع فتح تعززت عند الجماعة بعد أن شموا من مقرهم في بيت لحم رائحة شواء السيارات التابعة لقناة الجزيرة؛ والتي أحرقت في رام الله بأمر خطي من أبو علي “طحين”. وقد يقبل البعض هذه الأحداث سببا لمواقف الوكالة المفرطة في العداء مع حماس والمنحازة لفتح ويرى أن حال الإعلام في الضفة يسمح بمثل هذه التقية…فلا صحافي يحب أن يرى نفسه صريعا على يد أقران من قتلوا عصام الجوجو ومحمد عبده وسليمان العشي في غزة؛ ولا أحد من رجال الإعلام يريد أن يرى النار تتلظى في منزله كما حصل مع مراسل الجزيرة في نابلس؛ والكل يفضل أن يخاف فيسلم حَذَرَ أن تتعطل مؤسسته الإعلامية كما يحصل مع صحيفة فلسطين يوميا؛ والتي تمنع منذ أسابيع من الطباعة في الضفة الغربية المحتلة بالصهاينة؛ والمرزوءة بحلفائهم من زعران التنظيم الحاكم في رام الله.
لكن موقف القناة بعد حرب التطهير المباركة في غزة يكشف أن الجماعة يصدرون في الانحياز لفتح عن رغبة من أنفسهم؛ فهم يتفانون في الانتصار لفتح بنفس طائفية وقبلية زعران الشبيبة؛ ويصيغون الخبر عن حماس دائما برواية فتح؛ تاركين رواية حماس لذيل ذيول الخبر؛ وبعد نزع من أي قيمة إنسانية محترمة منها؛ فيغدو شهداء التنفيذية قتلى – ولو كانوا يتصدون لاجتياح صهيوني – ويغدو اعتداء زعران الشبيبة في جامعة النجاح على طلاب الكتلة الإسلامية بالأسلحة النارية مجرد حادث شغب بين طلاب منفلتين! وتغدو شهادة أنيس السلعوس مجرد حادث وقع بنيران مجهولين؛ وتروى حادثة شهادة محمد الرداد كأنها “مالا فكاهة وعرضية” – كما كان يحلو لأبي عنتر أن يردد في المسلسل الشهير “صح النوم”!
أنا كنت كتبت في الماضي عن هذه الازداوجية المعوية؛ ولم أكن لأعيد النبش في أجداث الإعلام الذي باع ضميره لولا أن هذه الوكالة تعمدت العبث مع العبد الفقير. فتحت عنوان “موقع لحماس ينشر مقال ينتقد بشدة احمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الوزراء المقال” قامت معا بالأمس بنشر مقالي الناقد موضوعيا لتصريحات المستشار أحمد يوسف؛ وأرادت معا بذكاء عز نظيره أن توجه نشر المقال نحو الطعن في حماس؛ ظنا منها أن صياغة عنوان يغمز في قناة الحركة سيكفي لحجب مضامين متن المقال عن الجمهور؛ وظنا منها أن عنوانها الركيك سيفلح في طمس اللكمات القوية والضربات المركزة التي كالها المقال لتيار دايتون وكل ما يقر عين معا بأجنداتها الفتحوية!
لقد أرادت معا أن تكيد للحركة الإسلامية فارتد مكر السوء إلى نحرها؛ وقد قضيت سحابة نهاري بالأمس أضحك في نفسي من قيام معا بفتح النيران الصديقة على حبيبتها فتح بكل هذا القدر من الغفلة والذهول؛ واستمتعت ومعا تقوم بإطلاق النار على أرجلها وأرجل فتح وهي في نفس الوقت تحسب أنها تحسن صنعا في النيل من حماس؛ وقمت بتسجيل إحساسي هذا في التعلبق على نسخة المقال المنشور في شبكة فلسطين للحوار هنا:
http://www.paldf.net/forum/showthrea…54#post1850154
وأكاد أجزم أن هذا هو الذي جعل معا تصحو من غفوتها؛ وتكتشف أنها أرادت أن تنصر فتح فصنعت فيها صنيع الدب الذي هش الذباب عن وجه صاحبه بجلمود صخر حطه السيل من علٍ! فقررت إصلاح الخطأ الأول بخطيئة حذف مقالي من أرشيفها بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على نشره!
فشكرا جزيلا لمعا على هذه الإستراتيجية “الذكية”؛ وشكرا جزيلا على إتاحة المجال لي لكيل الصعقات لأذناب الصهاينة من على صفحات منبركم؛ وشكرا لكشف ضعف ووهن أكبر منابر فتح الإعلامية وعجزها عن أخذ موقف واضح من مقال واحد لعبد فقير؛ وشكرا لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين!
إن خالد مشعل وإسماعيل هنية وباقي قادة حماس يسوسون في الحركة الإسلامية رجالا؛ ولا يسوسون إمعات يا معا. إن الحركة الإسلامية حركة رجال يتناصحون ويختلفون وفق أدب الاختلاف؛ ولا يضيرنا أن ينتقد أصغرنا أكبرنا طالما كان ذلك وفق ضوابط النقد الموضوعي. لكن هذا شيء يصعب استيعابه من قبل إعلام الحركة “الغلابة” المبيعة ذمته من زمان؛ ويصعب فهمه من قبل من أفراد مدرسة يستصغرون الاتهام بالشذوذ الجنسي في حق من خالفهم وجنح إلى الحق؛ وكما حصل مثلا مع هاني الحسن وما اتهمه به يونس الرجوب قائد ساحة التنظيم – أو لنقل زريبة التنظيم – في الأردن!
فلماذا تعمد مؤسسة إعلامية كبيرة الحجم في فلسطين إلى كل هذا الحلق في الكرامات وهذا الاستهبال وهذا التخبط في التعامل مع مقال واحد؟! هل الطائفية الحركية معمية كل هذا القدر؟! وهل الحقد على حماس مرضي استوطن نفوسكم حتى قعر قعرها؟!
عودي لرشدك يا معا قبل أن يفوت الأوان. عودي فسيرفرات الوقائي لم تحتج لإطفائها أكثر من ضغطة على زر واحد بعد أن حصحص الحق وحانت ساعة سكوت الإعلام الخياني الفجوري. عودي لرشدك وليكن لك أسوة في إذاعة الحرية وصاحب إذاعة الحرية الهائم على وجهه يستجدي الاعتراف من قبل من كذب ونافق باسمهم طوال عمره المهني! عودي لرشدك لا من أجل حماس؛ ولا من أجل التنفيذية؛ بل من أجل حرية إعلامية أنا أعدك أن باعة الضمائر وباعة السلاح لن يستبقوا منها شروي نقير لو تم الأمر لهم. إن كانت الطائفية الفتحوية تمنعك من التعاطف مع عدالة قضية حماس الطاهرة؛ فلا أقل من التعاطف مع زملاء المهنة: مع جريدة فلسطين الممنوعة من الطباعة والبيع في الضفة…ولا أقل من تذكر وضع الصحافي جهاد داود شحادة مدير مكتب البيان الصحافي؛ الذي اعتقل حتى الساعة مرتين ولا يزال في سجنه الآن تحت تعذيب جلاوزة أذناب أولمرت رغم أنه مصاب بمرض في القلب! (بالمناسبة: في هذا الخبر أيضا اختارت معا أن تنحاز للشيطان واكتفت بذكر نبأ التوقيف بخجل واستحياء وكأن الخبر كان عن مناسبة اجتماعية سعيدة وغير مركزية! ياالله…كل واحد ونصيبه…ربما كان على جهاد أن يكون صاحب لسان “زفر” من جنس ما كان مكتوبا في “قول يا طير” لتقوم له في منابر المزايدين حملة مناصرة!)
وتأكدي يا معا أن صحوة ضمير أي طرف ستكون بطاقته الخاصة للسلامة؛ وشفاعته للرحمة والنجاة من لعنة الجمهور والقضية والتاريخ؛ وإلا فإن الحق أكبر من أن يحتاج توبة مدلس أو هداية ضلّيل منحرف! الحق أقوى وأكبر من بوش ومن أولمرت ومن أذناب أولمرت ومن كل الشعرات في ذيول كلاب أولمرت. أقول ذلك لا لأجرح أحدا؛ بل فقط ليكون الجميع على بينة من أقدارهم ومقاديرهم!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

رفض حقوقي للخطة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام عبر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان عن رفضه التام للخطة الجديدة التي تروج لها الولايات المتحدة الأميركية، بالتنسيق مع دولة...

33 شهيدًا و94 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 33 شهيدا، منهم 29 شهيدا جديدا، و4 شهيد انتشال)، و94 إصابة، إلى مستشفيات غزة خلال...

أبو عبيدة: الإفراج عن الجندي الأسير عيدان ألكساندر اليوم الاثنين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قرارها، الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل...

16 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة فجر اليوم الاثنين، بعدما استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة،...

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...