الإثنين 12/مايو/2025

عفوا أيها المستشار!

رشيد ثابت

هذه المرة لن نسكت عن التصريح غير المستساغ؛ ولن نحاول أن نرتق الفتق أيها المستشار العزيز أحمد يوسف…

ولن نبحث لك عن حجة؛ ولن ننتظر صدور تنويه يتحدث عن عدم الدقة في النقل عنك – كما جرت العادة في مرات أخرى “فقعت فيها مرارتنا”! – فلقد تكاثرت العثرات وتعددت؛ وهذه المرة بتنا نجد أن من الحتمي واللازم علينا تنبيهك إلى حجم الخلل في آخر تصريح لك أثرت فيه الجدل واللغط!

أخي المستشار المحترم: عليك أن تدرك أن الناس لا تسكن في ديوان البلد أو في منزل المختار؛ وأن الحديث عن حرص محمود عباس على وحدة الشعب ووحدة الضفة وغزة هو للأسف حديث متخامد يستخف بمعاناة أسر الشهيدين أنيس السلعوس ومحمد الرداد؛ ويستهين بما حل بالمئات من عناصر حماس المعتقلين في سجون أذناب الصهاينة؛ ويستقل الحرق والنهب والتدمير الذي لحق بالمئات من المؤسسات الأهلية في الضفة.

وقرية “الشيوخ” في الخليل لم تجرم ولم تذنب ليتحدث مستشار “شيخ الشيوخ” في فلسطين على هذا النحو المفرط في الطوباوية. وثلاثة عشر فردا من أسرة حلايقة خطفهم تسعمائة مسلح – ألف كاملة إلا مائة! – من الرجال أو بالأحرى من أشباه الرجال العباسيين؛ في هجوم اكتسح قريتهم “الشيوخ” منذ أقل من يومين – فقط لأنهم من حماس- يستحقون كلاما أوضح وأقوى من هذه الطبطبة من مستشار هنية على ظهر الرئيس الحردان!

أخي المستشار المحترم: إن الشعب الفلسطيني ليس أعمىً ولا أميا حتى لا يعرف من هو عباس؛ أو لا يعرف من هو فياض الذي جاء به عباس؛ وشعبنا يدرك أنه خائن عميل من يجرِّم المقاومة؛ وسافل منحط من يتعهد بملاحقة المقاومين؛ وعتل ساقط لا خلاق له من يتعهد بمنع أي جهد مسلح ضد الاحتلال؛ ويرسل جنوده لتدنيس الجوامع والجامعات!

أما قولكم يا سيادة المستشار أن الشر كل الشر هو فقط في بعض مستشاري الرئيس؛ فهو ضرب من ضروب الدراما البدائية التي انطوى عهدها! ونحن نربأ بذكائكم وذكاء جمهور المشروع الإسلامي عن التفكير على هذا النحو في التماس الأعذار لمن يقر ويفاخر بمخازيه علنا وعلى رؤوس الأشهاد!

وقد يقول قائل إن المستشار المحترم لم يرد في كل كلامه السياسي “المرن” إلا كل خير؛ ولم يشأ إلا أن يحقق خرقا سياسيا للعقل الفتحوي يعيد الرئاسة لطاولة الحوار. والرد على هذا الزعم الداحض سهل جدا؛ فالخرق السياسي للعقول لا يتحقق بالحديث في السياسة كما لو أن الأرضية الفكرية غير موجودة أو واهية. إن هذا السلوك يسم المتحدث من حيث لا يدري بالافتقار للمصداقية ؛ وهذا هو تماما عين ما حصل مع ياسر عرفات الذي اتبع منهج المرونة المفرطة في الحديث السياسي؛ فخسر بصنيعه لا أصدقاء القضية الفلسطينية وحسب؛ بل خسر معهم احترام وثقة أصدقائه الشخصيين وأعدائه معا! وكانت سياسته بمثابة الخداع المكشوف حتى في قواميس الفئة الأكثر نجاسة بين البشر؛ والأكثر تشبعا بالخديعة والرذيلة من صهاينة وأمريكان!

هذا فضلا عن حقيقة بديهية مفادها أن منهج تيار دايتون منهج جبري لا خيار فيه للعميل في أن يتراجع. وعباس الخصي سياسيا ليس فقط لا يريد أن يتحاور مع حماس؛ بل إنه حتى لو أراد فإنه لن يستطيع؛ ولو أن نفسه وسوست له بذلك فستكون عقوبته جاهزة وحاضرة؛ من أول الزن الإعلامي في وسائل الإعلام الصهيونية عن “غياب الشريك” وصولا لحفرة تحفر إلى جانب فقيد المقاطعة الأول! فمن يضحك على من هنا يا أستاذنا الفاضل؟

إن ما حسبه الأخ المستشار – في هذا التصريح وغيره – ذكاءً من مكر السياسة كان مخيبا للآمال من ناحية؛ وكان – بدون قصد – جارحا لم يراعِ دماء كل شهداء الفجرات الخيانية لسِفاح دايتون؛ والذين دلت مراسيم عباس وأنواطه التي لم توفر السفلة والقتلة على أنهم كانوا يصدرون عن رأيه! وكانت الجرائم تجري في مربعاته ومرابعه أبعده الله! ولذلك فمن الأزكى والأصلح أن يكف المستشار عن الاستهانة بذكاء الجمهور. وعليه أن ينأى بنفسه عن حركة حماس من جهة الزعم بتمثيلها أو تمثيل أي من قادتها على أية مستوى من المستويات؛ وأن لا يحملها ما لا تطيق من التخبط؛ وأن يقيل جمهور الحركة الإسلامية من مهمة جبر عثرات المستشار المتكررة والمتناثرة هنا وهناك!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....