الإثنين 12/مايو/2025

المؤتمر الدولي سيمنع أبو مازن التحاور مع حماس

د. يوسف كامل إبراهيم
الدعوة التي أطلقها الرئيس الأمريكي جورج بوش في الشهور الأخيرة من ولايته الرئاسية إلى عقد مؤتمر دولي في الخريف المقبل ستؤثر على الساحة الداخلية الفلسطينية ،حيث سيتعامل معها الرئيس أبو مازن بشكل جدي على الرغم من الشكوك التي تؤشر على عدم إمكانية الرئيس بوش من تحقيق السلام خلال الفترة القصيرة المتبقية من عمر ولايته الرئاسية ،فالذي انعدمت قدرته على إنجاز حل للقضية الفلسطينية خلال السنين الماضية لن يكون بمقدوره إيجاد حل خلال أشهر معدودة.
 
ولكن الشيء المهم في هذه الدعوة انعكاسها على الجبهة الداخلية الفلسطينية المتأزمة ، فالمؤتمر الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي لا توجد أي معلومات عن هذا المؤتمر وحول طبيعته والموضوعات التي سيناقشها، والدول التي ستوجه لها الدعوات للمشاركة في المؤتمر، ” وهذا يعني أن المؤتمر ما زال مجرد فكرة حتى الآن ولم تخرج إلى حيز التنفيذ”، وبالتالي من المتوقع أن لا يتجه الرئيس أبو مازن إلى الحوار قبل عقد هذا المؤتمر وقبل معرفة تفاصيل أكثر عن الدول المشاركة وذلك خوفا من انعكاس الحوار مع حماس على هذا المؤتمر ، لأنه من المتوقع أن تعارض حماس التوجهات السياسية لحل القضية الفلسطينية حسب المقاس الأمريكي والإسرائيلي وبالتالي عرقلة المشاركة السياسة في هذا المؤتمر أو رفض النتائج التي قد تتمخض عن المؤتمر.
 
لهذا سيعمل الرئيس أبو مازن على عرقلة الحوار أو الجلوس مع حماس قبل انعقاد المؤتمر ، ومن المتوقع أيضا أن تشترط الولايات المتحدة الأمريكية على أبو مازن عدم الحوار مع حماس كشرط من شروط عقد المؤتمر وعدم مشاركة حماس في النظام السياسي الذي قد يذهب إلى حضور هذا المؤتمر ، وقد يظهر نفس الموقف من الطرف الإسرائيلي رغبة من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في استمرار عزل ومحاصرة حماس ، لأن إسرائيل طوال الوقت الماضي وهي ترفض فكرة عقد مثل هذا المؤتمر ولكن هذه المرة ستوافق اسرائيل على الفكرة وستعمل على الحضور ولكن ضمن شروط على رأسها أن لا يكون هناك حوار واتفاق داخل الساحة الفلسطينية بين فتح وحماس وتعتبر هذه الفرصة المناسبة لإسرائيل لتكريس الانفصال بين غزة والضفة ، وتكريس الفصل والشقاق بين فتح وحماس

فعلى الطرف الفلسطيني الحذر الشديد من نوايا إدارة بوش الضعيفة من عقد هذا المؤتمر، فهذه الإدارة عودتنا أنها تستغل كل الوسائل والطرق لجعل هذه المؤتمرات جزءا من حربها على ما تسميه الإرهاب، ولا يخفى على أحد مؤتمرات شرم الشيخ والبحر الميت ، ومن المتوقع أن يكون هذا المؤتمر، من أجل خلق حالة اصطفاف جديدة في المنطقة من أجل تهيئة المنطقة لما تخطط له الولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز محور الأعتدال على حساب محور التطرف وهو ما بات يعرف بسياسة فرق تسد ، ولا سيما بعد فشل كل المؤتمرات السابقة التي عقدتها هذه الإدارة في الفترة السابقة، وفشلها في تشكيل تحالفات للمساهمة في حربها على ما تسميه الإرهاب، فيما لم تقدم في المقابل، أي حلول جدية للقضايا الصعبة التي تواجهها المنطقة، وبالتالي هناك تخوفات حقيقية من أن يكون هذا المؤتمر جزءاً من حرب بوش على ما يسميه الإرهاب، وهذا يجعلنا غير متفائلين من عقد هذا المؤتمر،بل من الممكن أن يكون هذا المؤتمر مزيدا من التشرذم والتفرق داخل الساحة العربية والإسلامية وتجسيداً لما نادى له الرئيس بوش في السنوات الماضية، محور الخير ومحور الشر من وجهة نظر أمريكية وإسرائيلية

فالحكومة لا يوجد لديها رؤية سياسية واضحة اتجاه قضية الشرق الأوسط ، وهي الآن أضعف ما تكون، فعمرها المتبقي يعد بالشهور فقط ،وأزمتها في العراق جعل موقفها السياسي أضعف ما يكون على الجبهة الداخلية الأمريكية فبدل من أن يتوجه إلى حل القضايا الخارجية فمن باب أولى أن يتجه إلى حل قضية الوحل الأمريكي في العراق ، وكذلك فوز الديموقراطيين وسيطرتهم على الكونغرس سيمنع إدارة بوش الحالية من تمرير أي اتفاق ذي صبغة دولية إلا بموافقة الديموقراطيين ،ونفس الأمر مع الحكومة الإسرائيلية الحالية فهي حكومة ضعيفة من المتوقع أن تنهار في أي وقت بسبب نتائج حرب الصيف الماضي وبسبب تقرير فينوغراد الذي أدان جميع المستويات السياسية والأمنية والعسكرية ونتج عنه استقالات كثيرة ،فحكومة بهذه الحال من المتوقع أن تكون غير قادرة على تقديم شيء للفلسطينيين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....