عِدِّي أشباه رجالك عِدِّي

أحد أشباه الرجال هؤلاء – ولا رجال – هو العقيد مصباح البابا “أبو نبهان”. أبو نبهان يا جماعة الخير رجل أمن منتفخ ينوب القائد العسكري لمنطقة نابلس. هي طبعا أسماء “بتخض”؛ والألقاب المحمولة أكثر إثارة؛ فهي قد توحي بأن المعني اشترك في معركة العَلَمَيْن؛ وكان في جملة من عبروا خط ماغينو وأنزلوا في النورماندي! لا والكلام الذي يخرج من أفواههم أدعى لرسم صورة الفارس الفاتك القتّال الذي يكرع الدماء كرعا. اسمعه يتكلم عن عقيدته الأمنية من حيث يقول في مؤتمر صحافي منذ يومين اثنين: “إن أي رجل أمن يقتل شخصاً مخلاً بالأمن لا يحاكم؛ ولكن يسأل من باب الاستفسار”؛ مؤكداً على ضرورة الحفاظ على معنويات الجندي الفلسطيني ورجل الأمن!!!
ما يمكن فهمه من كلام الجنرال “أبو كلبشة” أن للجندي الذي يعمل عنده معنويات؛ وأنه ليس جوالا مملوءاً ترابا أو صخرا كما اشتبه كثير من الناس؛ بالنظر لاقتران صورة هؤلاء العساكر بالفرار من الاجتياحات والتعري! على كل حال لا بأس بالحفاظ على معنويات جنودك بهذه الوحشية؛ ولا بأس بالاستهانة بدماء الناس وجعل ثمن روح أي واحد منهم استفسارا من جنابكم؛ لكن أريد أن أفهم أين تذهب معنوياتك ومعنويات جنودك وقوات “إسرائيل” تدخل منطقة نابلس كل ليلة تقريبا وتجرد من تجد بالصدفة من جنودك من سلاحهم؟ وتسارع أنت لأمر زعرانك بالانكفاء منعا لخدش حيائهم؟! عذرا على الكلمة الثقيلة: لكن ألا تشعر حينها مثلا بأنك ديوث؟
كذلك أنا قرأت في بحر الأسبوع المنصرم خبرا يقول: ” ان قوات الاحتلال أمرت الأجهزة الأمنية بعدم التواجد في شارع السلام و شارع عين سارة و محيط جامعة الخليل ، و حددت لها ذلك حتى الساعة الواحدة من ظهر اليوم”!! ثم قرأت نفس الخبر لكن مع تغيير اسم مدينة الخليل إلى نابلس؛ وبطبيعة الحال تغيرت أسماء الشوارع. حتى عاصمة عباس رام الله صدر فيها خبر شبيه أيضا؛ الأمر الذي يؤكد بأن الدياثة متطلب أساسي في اختيار ضباط وقادة عباس الأمنيين؛ ومن لم يكن ديوثا فلا مكان له في أجهزة عباس التي حولت مدن فلسطين إلى نواد لسياحة الدوريات الصهيونية!
وليس أمر هذا التخنث مقتصرا على المؤسسة الأمنية؛ ولا على رجال المقاومة الأدعياء الكذبة الذين باعوا سلاحهم بالفلوس؛ فهناك وجه قبيح جديد في رجال السياسة العباسيين يضرب أبشع الأمثلة على أغيلمية حاشية عباس ويثبت أن انحطاط الهمة صفة لازمة لأولاد السفاح الدايتوني.
الوزير أشرف العجرمي سبق له أن ضرب لنا مثلا عن مدى وضاعته؛ وذلك حين كال الاتهامات لوزير الأسرى الشرعي المعتقل في سجون الاحتلال وصفي قبها؛ واستغل غيابه القسري ليطعن فيه بكل خسة ويتهمه بالسرقة. ثم نجح هذا الوزير بإضحاكنا ملء الشدقين حين وجد الشجاعة ليخرج للإعلام ليصرح كالملتاث بأن حماس اخترقت شريحة هاتفه؛ واستخدمت هاتفه هكذا عن بعد للرد على مكالمات الأسرى وأُسرهم وشتمهم باسمه! كأن حماس زرعت عميلا في “سويتش” شبكة الهاتف الجوال لسرقة معرف الوزير – هذا الوزير الذي بت أشك بسبب قلة عقله أنه قد يكون معتقدا أن مسلسل “ستار تريك” نُفِّذ نقلا عن قصة حقيقية حصلت في الواقع! المهم بعد تقديم كشف حساب بالخسة والجهل المطبق – شركة جوال أصدرت بيانا سخر بإدعاء الوزير الخَرِف – ظهر العجرمي اليوم ليقول ” أنه لم يبق من المقاومين إلا عدد قليل جدا – لا يتجاوز عددهم أصابع اليد – يرفضون تسليم أسلحتهم؛ ونحن سنلاحق من يرفض تسليم سلاحه وبالقوة؛ ولكن المشكلة التي تواجه قواتنا هي عدم قدرتهم على الوصول إلى تلك المناطق التي يتواجدون فيها بسبب الحواجز الإسرائيلية”!!!
هل سمعتم في الأولين وفي الآخرين بمثل هذا الخور؟ لا أدري هل أهجو الجبن هنا أم الخسة أم انعدام الحياء أم قلة المروءة أم جميع ما سبق؟ أم لعل الصمت أبلغ من الكلام في أمر هذا المومس؟
لكن وبعد أن “قَلَبَتْ مِعَدْنا” بحديث أشباه الرجال؛ فلا بد للمرء من أن يختم بخبر معزٍّ يسليّ النفس عن مصيبتها في حكومة الطارئين ورجال أمنها؛ والخبر الطيب يأتي هذه المرة من الخليل. ليس الخبر عن قساميين أو مناضلين أو مقاومين أو مجاهدين بالمعنى العسكري الخاص؛ بل عن نفوس كبار تأبى أن تخلط الحق بالباطل ولو في شأن من شؤون التسلية والرياضة. فسبعة من شباب نادي الفوار في الخليل رفضوا أن يبيعوا عقولهم ودينهم وضمائرهم كما يقول الخبر الوارد من هناك؛ ورفضوا أن يشاركوا في دورة رياضية تمجد وغدا حقيرا اسمه سميح المدهون؛ رغم أن هذا الرفض كلفهم عضوية النادي! نعم الرجال هم…فالرجال يتنازلون عن هواياتهم وعن حرفهم وعن مهنهم إن هم سيموا فيها التردي والهلاك؛ من مثل إحياء ذكرى مجرم عتل نطق بكلمة الكفر على الهواء مباشرة!
من مثل هؤلاء السبعة المباركين اشتق معدن رجال فلسطين؛ وأما لعب عباس ودماه فطينتهم المتعطنة جبلت من رمل ريح السموم؛ فلا هم من فلسطين ولا هي منهم؛ ودياثتهم هذه رد مثلهم ومثل أجنداتهم وبرامجهم الخيانية الاستخذائية؛ وحين تنقدح شرارة التصحيح فلن تستغرق فلسطين وقتا طويلا في طرد خبثها هذا!
ومن لم يصدق فإن غزة هاشم تشهد!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح “قربان تلمودي” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حُرّاس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، محاولة مستوطنين إدخال "قربان حي" إلى باحاته عبر باب...