السبت 10/مايو/2025

العار ينتقل من رام الله إلى الأمم المتحدة

إياد القرا

مسلسل الانتصارات والانجازات لحكومة الرئيس عباس في رام الله تطال كافة المجالات والنواحي، ولا تخشى الحكومة أحداً إلا الله، وتعد ملفا كاملا لرفعه لمنظمة الجودة العالمية (الايزو) أملا أن تنال المواصفات الدولية كأفضل حكومة في خدمة شعبها، في المنطقة وقد تكون في العالم.

هذا حال وزرائها بعد أن وضعوا عن أنفسهم عباءة الحياء أمام الواقع الأليم في كافة مناحي الحياة وعلى كافة الصعد ولم يعودوا يخشون أحدا، نحن راية الشرعية وغير الشرعية، فمن أين نبدأ وأين ننتهي هل من رام الله أم من غزة أم العريش أم من الأمم المتحدة حيث العار، لكن هذه المرة ليس عن الأمم المتحدة الشيطان الأخرس على جرائم الاحتلال وطغيانه في العراق وفلسطين وأفغانستان والسودان والشيشان، لكن هذه المرة العار فلسطيني، أو نقول من نصبوا أنفسهم ممثلين للشعب الفلسطيني.

خلال الأسبوع الماضي عبر ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة عن فخره بوقوف ممثل فلسطين في الأمم المتحدة إلى جانب إسرائيل في رفضه لبيان رئاسي يصدر عن الأمم المتحدة يطالب فيه الاحتلال برفع الإغلاق عن قطاع غزة وتحسين الأوضاع الإنسانية للمواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة.

واعتبره السفير الإسرائيلي انجازاً تاريخياً والحدث الأول في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي أن يقف ممثل فلسطين وإسرائيل ضد قرار لصالح الفلسطينيين، وأضيف لعله الحدث الأول في تاريخ الأمم المتحدة أن يقف من يدعي انه ممثل لشعب محتل إلى جانب المحتل ضد شعبه، والذي لم يستحي منه ممثل الرئيس عباس في الأمم المتحدة وتخليه عن دوره كممثل للشعب الفلسطيني، حين قال لا مشكلة لدينا وأن المشروع الذي تقدمت به قطر واندونيسيا يتجاوز صلاحياتهما.

فقد أصبحت قطر واندونيسيا أكثر فلسطينية من رياض منصور ممثلنا سابقا في الأمم المتحدة، والذي أصبح يتلقى تعليماته من مقر المقاطعة من رام الله .

إن ما حدث في الأمم المتحدة يمثل عاراً لكل من ساهم فيه بعد أن احتلت رام الله مكان “ميكرونيزيا ” النصير الوحيد إلى جانب الولايات المتحدة في دعم الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته وعدوانه ضد شعبنا الفلسطيني.

إن ما حدث في رام الله يأتي ضمن حالة الاستسلام والانهزام التي تعاني منه سلطة رام الله التي أصبح يقودها كما يظهر عدد من الأشخاص يمثلون ما يسمى بالمستقلين أو التكنوقراط، إلا أنهم في الحقيقة مجرد عدد من الأشخاص المتسلقين ووجدوا ما حدث في قطاع غزة والرئيس محمود عباس مجرد فرصة للتسلق كما يقول تاريخهم جميعا بلا استثناء ويمكن لأي مواطن أو باحث بسيط أن يبحث عن خلفيات هؤلاء الأشخاص ليجد العجب.

فأحدهم شتم عائلات الأسرى عبر جواله الشخصي بأقبح الأقوال وحينما كشف أمره حاول التستر باختراق جواله إلا أن شركة جوال دافعت عن مهنيتها وفضحته، وآخر سجلت له مكالمة هاتفيه مع احد الأشخاص من الظاهر انه استفزه فأخرج من وعائه ما لا يليق بإنسان أن يتحدث بهذه الكلمات، والقائمة تطول في الحديث عنهم.

إن هذه المجموعة تربت وترعرعت على مفهوم رأس المال فلتقل التسلق والتملق والثقافة الأمريكية التي لا ترى إلا الوصول إلى المنصب وسيلة ولو كانت على حساب عذابات الشعوب كما هو حال الحكومة الأمريكية.

إن هؤلاء يستغلون مأزق الرئيس محمود عباس في تنفيذ السياسات الأمريكية في المنطقة وقد تولوا الملف الفلسطيني كما تولى عدد من الأشخاص المهمة في العراق ومثلهم في لبنان وغيرهم في أفغانستان، وفي ظل غياب قيادات فتحاوية ذات سلطة حقيقة وامتداد شعبي لاستغلال فرصة انهيار تيار محمد دحلان الأمريكي في الساحة الفلسطينية وقيادة السفينة وإعادة بوصلة حركة فتح لحقيقتها، وترتيب أوراقها، ترك هؤلاء ليقودوا السفينة وفق ثقافتهم الأمريكية التي يغيب فيها البعد الإنساني ويسيطر عليها بعد الاحتلال والسيطرة.

وإلا كيف يفسر تعامل حكومة رام الله مع العديد من القضايا وغياب البعد الإنساني تحت شعار الشرعية وعدم الشرعية على الرغم من أن احدهم لم ينل شرعية وبعضهم رشحوا أنفسهم في الانتخابات التشريعية ولم ينالوا على عدد أصوات عائلاتهم.

إن العار التي أحدثته هذه المجموعة في الأمم المتحدة امتداد لما تفعله في قطاع غزة والضفة الغربية ، فتقتل طالبا جامعيا وسط جامعته دون أن يرمش لها جفن، وترفض إدخال العالقين على معبر رفح إلى قطاع غزة مباشرة وتوافق على إدخالهم عبر معابر إسرائيلية، وترفض الاعتراف بجهد ما يزيد على 10.000 طالب وطالبة بحجة الشرعية ، وتهدد بمنع الحجاج من السفر من قطاع غزة إلا من ترضى عنه، وطبعا بالتعاون مع الاحتلال، إلى جانب إعادة التنسيق الأمني والمدني مع الاحتلال بعد توقفه لسنوات، إلى جانب قطع أرزاق 33 ألف موظف فلسطيني ولا تستحي أن تبرر ذلك بالشرعية فالمعادلة أصبحت من يعمل لا راتب له، ومن لا يعمل فله راتب ، هل هناك أعظم من هذه الانجازات وغيرها الكثير.

متى يصحو الرئيس محمود عباس من غيبوبته، ويعيد السفينة لأهلها ويطرد هؤلاء المتسلقين ويمحو هذا العار.

وأخيرا ليعذرني أخواني القراء على تكرار كلمة عار لكن للأسف بحثت في كل القواميس عن كلمة اقل من كلمة عار تناسب ما يفعلونه فلم اعثر على اقل منها، ولعلهم يستحقون مثلما سجل على احد وزرائهم من ألفاظ.

* المستشار الإعلامي لهيئة رئاسة المجلس التشريعي

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات