الأحد 11/مايو/2025

أي رئيس يعاقب شعبه بهذا الشكل؟

د. عاطف عدوان

كنا قديما نسخط بشدة على الولايات المتحدة عندما تتخذ حق النقض الفيتو ضد القضايا الفلسطينية ونتهمها بالانحياز المطلق لإسرائيل وأنها تعاقب الشعب الفلسطيني وتعارض مواثيق حقوق الإنسان الدولية، إلا أن المثل القائل “عش رجبا تر عجبا” يستوقف كل ذي عقل ومن له انتماء وطني حقيقي، فالعجب هو ما فعله مندوب السلطة الوطنية الفلسطينية في الأمم المتحدة عندما قدمت دول عربية وإسلامية مشروع قرار دولي لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة، وحسب مندوب قطر: ان القرار جاء من رؤية إنسانية بحتة لرفع المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني تلك المعاناة التي يسببها الاحتلال والتي تبرأت منها سلطة الرئيس عباس عندما أنكرت أي دور لها في حصار غزة ومنع العالقين على معبر رفح من دخول غزة إلى أهلهم وذويهم وأكدت ان حصار غزة بسبب السياسة الإسرائيلية ، الا أن ما حدث في الأمم المتحدة وموقف المندوب الفلسطيني من عرقلة صدور القرار أكد بشكل لا لبس فيه ان سلطة الرئيس عباس هي المسئولة مسؤولية مباشرة عن كل الآلام التي يعاني منها الشعب الفلسطيني سواء في الضفة الغربية، والذي يتلخص في الخطف والسجن والقتل وحرق بيوت الناس، وكذلك حرق المؤسسات وكذلك الحصار القاتل الذي تعاني منه غزة وساكنوها وعن موت اكثر من 30 فلسطينيا على المعبر.

كنا قديما نسب اللحظة التي جاء فيها الاحتلال وندين الموقف العربي الذي سلمنا إليه بهزيمة منكرة ولا زال يؤذينا ويشارك في حصارنا  إلا أن الألم الذي يسببه لنا موقف سلطة الرئيس عباس في هذه الأيام يجعلنا نتساءل: هل غزة لا زالت جزءاً من الوطن الذي يرأسه محمود عباس أم أنها في عالم آخر؟ الجميع يدرك ان أي سلطة في هذا الكون لا تعاقب شعبها بهذا الشكل المقزز والذي  لا ينم عن أدنى درجات المسؤولية الوطنية مهما فعل الشعب .
 
إذا أراد الرئيس عباس أن يعاقب حماس كما ذكر هو وحاشيته فما هو ذنب من علق على المعبر ولم يتدخل لا من قريب او بعيد في الأحداث التي وقعت في غزة الذين كانوا جميعا خارج الوطن؟ وما هو ذنب التجار وأصحاب المصانع الذين لم يكن لهم أي دور في الأحداث وكانوا أكثر من تضرر والذين حرمهم عباس من حرية الاستيراد والتصدير الا عن طريق تجار في الضفة الغربية التابعة له كما يرى، ونضيف كذلك: ما هو ذنب الطلاب الذين حرمهم إغلاق المعابر من إكمال
دراستهم في الخارج، وما ذنب المرضى الذين لا يجدون العلاج اللازم في مستشفيات غزة التي حرمها حصار عباس من الأدوية والأدوات اللازمة للعلاج الفعال، كما نتساءل عن الجريمة التي اقترفها أصحاب البيوت الذين يريدون بناء بيوتهم ولا يجدون المواد الأساسية من اسمنت وحديد وغيرها ، والأمثلة كثيرة في معاناة شعبنا على يد رئيسه” المنتخب ” إن مثل هذه الأفعال في حصار الرئيس لشعبه لا تدل إلا على سلوك انتقامي كانت تقوم به إسرائيل عندما قامت المقاومة بعمليات عسكرية نوعية ضد جنودها وكانت إسرائيل تعطي فترات للناس للخروج أثناء الحصار للتزود بالتموين والخروج من البيوت إلا أن ما يقوم به عباس فاق كل التصورات إلى درجة تدفع المواطن العادي عن حقيقة انتمائه لفلسطين الوطن والشعب الفلسطيني لأن الرئيس لا يضحي بشعبه في سبيل شفاء غليله أو إرضاء لحزبه..كما لا يوجد رئيس يخرج بنظامه من العروبة والإسلام كي يلقي بنفسه في أحضان العدو بهذا الشكل. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات