تقرير غزة… ذرٌ للرماد في العيون

يقول المثل الشعبي ” الشمس ما بتتغطي بغربال” و هذا ما أثبته تقرير غزة .فبالرغم من كل التحفظات التي نضعها على هذا التقرير و من كتبوه و قدموه . فإن الحقيقة – أو جزءاً منها- أبت إلا أن تظهر لجميع الناس و هذه المرة بألسن فتحاوية تلك الألسن التي مارست كل أشكال الردح السياسي و استخدام المصطلحات السوقية في الأسابيع القليلة الماضية مدافعة عن الذين تصفهم الآن “بحكام الإقطاعيات” .
لوردات الحرب الأهلية الذين خرجوا من رحم أوسلو و تربوا في مدارس منظمة التحرير و أصبحوا أصحاب قرار بحماية أمريكية و إسرائيلية و بموافقة من رأس السلطة و المسؤول الأول و الوحيد عن جرائم هؤلاء القتلة المدعو محمود عباس .
هذا الحق الذي لم يستطع أعضاء لجنة التحقيق -غير المحايدة- أن يتجاهلوه بالرغم من محاولاتهم الحثيثة في ذلك فسمعنا اليوم على لسان من كان يدعم القتلة و أمراء الحرب كلمات تصفهم بأنهم إقطاعيون و فوضاويون . و سبحان مغير الأحوال . هذا بلا شك صحيح و حقيقي و لكن ما أحق منه هو أن من عين هؤلاء في تلك المناصب و منحهم المال و العتاد هو أيضاً إقطاعي و فوضوي و لا يستحق أن يجلس على كرسيه . و كذلك من منحهم الغطاء السياسي و المالي .
إن تقرير غزة عبارة عن مسرحية يقدم فيها بعض من لوردات الحرب و أصحاب الرتب المتوسطة ككبش فداء لرأس الثعبان و زمرته . هذا الثعبان الذي حرض و دعم المجرمين في جريمتهم ضد أبناء شعبنا الصابر. ألم يضع عباس و من معه أسس هذه الأجهزة الأمنية ؟ ألم يُطلب ممن رغب في دخول الشرطة في أواخر التسعينات ورقة توصية من مركزية فتح؟ ألم يَشترِ لوردات الحرب و أجهزتهم ذمم عناصرهم برتب مالية و عسكرية خيالية ؟ نعم لقد نجحت الأجهزة الأمنية في ما أسست من أجله : مص دماء أبناء شعبنا و تعذيبهم على الهوية و الانتماء السياسي .
لا أعلم كيف يفكر أعضاء اللجنة و من أسسها و كتب تقريرها و لكنه يبدو أنهم في مأزق كبير . كيف لا و تقريرهم غير المحايد يشكل لطمة سياسية كبيرة في وجوههم و يدحض أغلب ما كانوا يقولونه عما حدث في غزة هذا التقرير الذي يعترفون فيه أن حماس قامت بتطهير القطاع من الفوضاويين و الإقطاعيين .
لم يتجرأ كاتبو التقرير – و كما عودونا- على شكر حركة حماس و أبناء القسام على تطهير القطاع لأنهم كما عهدناهم جبناء حتى في قول الحقيقة . أذلاء لا يكشفون إلا جزءاً صغيراً من الحقيقة. كيف لا وهم يعيشون في عالم يحدد معالمه أولمرت و بوش .
إنهم سفهاء يعتقدون أن ما كتبوه و قالوه سيغير نظرة أبناء فلسطين تجاههم فإن كان هذا هدفهم فأبشرهم بأن شعبنا ليس بهذا الغباء وأنهم أصبحوا من وجهة نظر أغلبيته مع الأعداء سواء.
نعم لقد صدق المثل فالحقيقة لا تغطى بغربال يمسك به من يدعي الشرعية . و الشرعية و الشريعة منه براء و كذلك الشعب و القضية فليعلم هؤلاء أن عصر الفوضى ولى بلا رجعة و عصر التآمر على أبناء فلسطين و المتاجرة بقضيتهم ذهب و لن يعود فلا تفرحوا بالكراسي التي تجلسون عليها كثيراً فتقريركم المنقوص دق أول المسامير في نعشها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

أوتشا: 70% من سكان قطاع غزة تحت أوامر التهجير القسري
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن الفلسطينيين يموتون بقطاع غزة الذي يرزح تحت حصار...

وثيقة للشاباك تحذر من خطر انتشار السلاح في الأراضي المحتلة عام 48
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام حذّر جهاز الأمن الإسرائيلي العامّ "الشاباك"، من أن النطاق الواسع لانتشار الأسلحة في الأراضي الفلسطينية المحتلة...

الأونروا: الاحتلال يحرم 550 طالباً في القدس من الوصول إلى مدارسهم
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن سلطات الاحتلال تحرم 550 طالبا من...

قوات الاحتلال تواصل تصعيدها الميداني في مخيمي طولكرم ونور شمس
طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ 104 على التوالي، ولليوم الـ 91 على مخيم...

إصابة جنود إسرائيليين بصاروخ مضاد للدروع في حي الشجاعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، بإصابة عدد من جنود جيش الاحتلال في قطاع غزة نيران المقاومة الفلسطينية. وقال...

جامعة كولومبيا تعلّق دراسة 65 طالبا احجوا ضد الإبادة في غزة
واشنطن - المركز الفسطيني للإعلام علقت جامعة كولومبيا دراسة 65 طالبا من "مؤيدي فلسطين" لمشاركتهم في احتجاج داخل المكتبة الرئيسية للجامعة يوم الأربعاء...

باكستان تطلق عملية “البنيان المرصوص” ضد الهند
إسلام أباد - المركز الفلسطيني للإعلام أطلقت باكستان فجر اليوم السبت، عملية عسكرية مضادة للهجمات العدوانية الهندية على أراضيها ومنشآتها العسكرية تحت...