المسروق والمشطوب والشيوخ

يبدو أن الأجهزة العباسية في الضفة الغربية المضطهدة قد غيرت عناوين حملاتها الأمنية في المدن الفلسطينيةفهذه الأجهزة وقبل أحداث غزة كانت تقوم بحملة لجمع السيارات المسروقة والمشطوبة.

ولتوضيح المسألة فإن السيارات المسروقة هي تلك السيارات التي تقوم العصابات بسرقتها من داخل الكيان الصهيوني وإدخالها للمدن الفلسطينية وتكون هذه السيارات فاخرة وجديدة لكنها غير قانونية والسيارات المشطوبة هي تلك السيارات التي يقوم صاحبها بإلغاء ترخيصها من دائرة السير وبالتالي تصبح السيارة غير قانونية ومعظم هذه السيارات تأتي من الكيان الصهيوني إلى مدن الضفةويوجد عصابات ومجموعات متخصصة في جمع هذه السياراتومعظم من يقود هذه السيارات في مدن الضفة هم جحافل المتسلقين في كتائب الأقصى والزعران.

 وتشكل هذه السيارات ظاهرة خطيرة على المدن وسلامة المواطنين فليس فقط تكون السيارة غير قانونية بل يكون السائق في الغالب غير قانوني أيضا فمعظمهم لا يحمل رخص قيادةوقد شكلت هذه الظاهرة عارا على الأجهزة العباسية إذ أنها وبالكثير من الحملات لم تستطع ضبط الأمور والسبب الرئيس في ذلك أن الفساد من الداخلفكما قلت معظم من يقود هذه السيارات هم من منتسبي فتح وزعرانها ومن منتسبي الأجهزة الأمنية العباسية ولا يطبق القانون إلا على الضعفاء وقليلي الحيلةوأصبح التصور لدى عامة الناس أن من يفشل الحملات الأمنية لجمع السيارات هم من يقوموا بالحملة فمن له واسطة او كبير في التنظيم او الكتائب او انه منتسب لأحد الأجهزة او له قريب او…او..لا تصادر سيارته غير القانونية وفي النهاية نصل أن لا سيارات تصادر.

وإذا عدنا إلى لب الموضوع والغريب في الأمر أن الأجهزة الأمنية وبعد أحداث غزة قد غيرت عنوان حملتها من البحث عن سيارات مسروقة أو مشطوبة وأصبح البحث عن شيخ ولا ضير إذا كان (مسروقا او مشطوبا)فتلك الأجهزة العتيدة باتت شرسة وقوية في مواجهة أنصار وأعضاء حماس وأصبح بمقدور هذه الأجهزة أن تضع الحواجز في مدن الضفة وعلى مداخلها للبحث عن حمساوي حتى وصل الأمر إلى وضع أجهزة حاسوب محمولة على الحواجز كما يفعل الصهاينة والبحث عن الاسم في القائمةوأصبح بمقدور هذه الأجهزة أن تسير دوريات في أحياء المدن وباتت الأسلحة للأجهزة مشروعة لحملها بعد أن كانت ممنوعة من قبل الكيان الصهيوني

وبشكل سريع وفعال بات الوصول إلى القرى والمناطق التي تعد تحت السيطرة الأمنية الصهيونية سهلا جدا في سبيل اعتقال شباب حماسبل وصل الأمر إلى الاقتحامات الليلية ومداهمات البيوت كما يفعل الصهاينة بالضبط فبات لا يعرف أهو اقتحام سلطة أم إسرائيلوبات التنسيق الأمني مشروعا وفعالا بعد أن أهلكت ملفاته من الغبار لفترات طواللكن الآن هنالك عدو مشترك فلابد من التنسيق من أجل القضاء عليه لدرجة أن الإنسان أصبح يشعر بأن عودة الدوريات المشتركة بات قريبا وأصبح يتخيل أن تقوم الدوريات المشتركة ما بين السلطة والصهاينة باعتقال أنصار حماس علنا بدل أن تحدث بالخفاء لدرجة أنك تتخيل جنديا سلطويا ينادي ” يا شلومو هذا حمساوي تعال نعتقله”فلم يعد هنالك حواجز تمنع ذلك فقد ألقى هؤلاء بعباءة الأخلاق والوطنية والانتماء في قيعان البحار ولم يتبقى عليهم سوى جلد الخيانة والتطبيع والتنسيق الأمني.

وقد تمادى الأمر ليصل بتلك الظاهرة التي يحكي عنها العامة في شوارع الضفة بأن من لا تستطيع الأجهزة العباسية اعتقاله لاعتبارات مختلفة يقوم الكيان الصهيوني باعتقاله بالإنابةويوجد شواهد كثيرة على ذلك مابين من لا تستطيع السلطة اعتقالهم لاعتبارات عائلية أو محلية وما بين من يجبرون على الإدلاء باعترافات عسكرية وما أن يغادروا سجون السلطة يقوم الصهاينة باعتقالهموقد حدث ذلك في مدن مثل طوباس ورام الله والخليل بشواهد بينة وواضحة.

لقد فقدت هذه الأجهزة كل شيءفهي فاقدة للمصداقية منذ وجودها والآن تفقد ما تبقى لها من وطنية وتفقد ما تبقى لديها من الانتماء لهذه الأرضفاعتقال الشيخ أصبح هدفا يصلون إلية بكل الوسائل مشروعة أو غير مشروعة وطنية أو غير وطنية .