السبت 10/مايو/2025

سقط فياض وسقطت حكومته

مصطفى الصواف

بعد أن عقد المجلس التشريعي جلسته أمس لمنح الثقة لحكومة فياض التي كلفه بها الرئيس محمود عباس، وجاءت الجلسة بناء على طلب من فياض الذي لم يحضرها، وغابت عنها حركة فتح وغاب النصاب القانون لان 42 من أعضاء التشريعي مغيبين في سجون الاحتلال أيضا، وكان الأمر فيه انسجام.

وأمام عدم حصول فياض وحكومته على ثقة التشريعي، نعتقد أن الرئيس محمود عباس مدعو الآن إلى تكليف شخص آخر غير فياض لحكومة جديدة، أو تكليف جديد لان حكومته الآن غير شرعية وفقا لنظام التشريعي، وإن كانت في الأصل غير شرعية،  لأنه لا وجود لحكومة إنفاذ حالة الطوارئ -التي أعلن عنها الرئيس – في الدستور والقانون الفلسطيني، وتأكدت شرعيتها بعد عدم حصولها على ثقة التشريعي.

ولا نستبعد أن تزين بطانة الرئيس له شرعية حكومة فياض ويفسرون القانون ويعملون على لي عنقه ليوهموا أنفسهم والرئيس أن حكومة فياض لازالت قانونية.

على العموم يجب أن يدرك الدكتور فياض أنه مرفوض من غالبية الشعب الفلسطيني وان حكومته أيضا مرفوضة ليس فقط لأنها غير شرعية، بل لأن فياض مفروض على الشعب الفلسطيني من قبل الإدارة الأمريكية منذ حياة الرئيس ياسر عرفات، وجدد فياض رفض الشعب الفلسطيني عندما أخذ يهاجم المقاومة الفلسطينية والشرعية الفلسطينية المتمثلة في حركة حماس خلال حديثة مع الصحيفة العبرية، ووصل حد السخافة عندما يشترط فياض شروطا للحوار مع حركة حماس، وهل يعتقد أن حماس يمكن أن تحاوره ومن فياض حتى تحاوره حماس، حماس قبلت فياض وزيرا للمالية حرصا منها على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بعد أن فرضه الرئيس عباس على حركة حماس، وكاد موضوع الحكومة يتفجر، وحسن نية من حماس وافقت على مضض أن يكون في حكومة الوحدة حرصا على وحدة الشعب الفلسطيني وحتى لا يقال أن حماس أفشلت مشروع حكومة الوحدة.

ليس ذلك فحسب لقد وصل الإسفاف في قول فياض أكثر من شرط تراجع حماس عن ما حدث في قطاع غزة، وكأن عجلة الدولاب أو عقارب الساعة تعود إلى الوراء، هو يشترط كذلك أن تسلم المقاومة سلاحها وتتجرد من قوتها ، أيعقل هذا يا فياض؟، وعلى أي شيء يعتمد أو يستند فياض وهو يعدد شروطه، على شرعيته التي لا ندري من أين حصل عليها أو يمكن أن يحصل عليها أم من “الطريق الثالث” الذي تركته فيه شريكته الدكتورة حنان عشراوي .

لا ادري إلى متى نترك أمثال هؤلاء يتحكمون في رقابنا ويرسمون لنا سياساتنا التي لا تخدم مشروعنا الوطني ولا تحقق مصالحنا الوطنية ولا يمكن لها أن تكون من عناصر التصميد والقوة نحو المواجهة مع العدو الإسرائيلي، أما آن الأوان لنضع حدا لمثل هذه الروابط من القرى الجديدة التي بدأت تفرض علينا، أما آن الأوان لنقف ونقول اغربوا عن وجوهنا، لا نريدكم، انتم وبال علينا وعلى مشروعنا الوطني، اذهبوا حيث شئتم، ولا تحملونا وزركم، ولا تنصبوا أنفسكم أسيادا وانتم العبيد لإرادة سادتكم في البيت الأبيض أو في غير البيت الأبيض، نريد من يقودنا نحو تحقيق الحقوق وعودة اللاجئين وتحرير الأرض التي لا يمكن لها أن تحرر إلا عبر البندقية، فهم فياض أو لم يفهم ،آمن فياض أو لم يؤمن، هذا ما نريد، فإذا قبل فياض أو غير فياض بشروطنا فأهلا وسهلا، وإذا رفض فالأمر له، ونحن لا نريده ولسنا بحاجة إليه وليذهب إلى الوجهة التي يريد، ولكن لن يكون لك علينا ما تريد، لأننا نرفض الاستسلام والخنوع وستبقى المقاومة بأي وسيلة خيار شعبنا الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات