لماذا تغلقون العقول والأبواب يا نقابة الصحفيين؟؟

لقد استبشرت خيرا أنا وسائر الصحفيين والإعلاميين على الساحة الفلسطينية عندما علمنا أن الانتخابات لنقابة الصحفيين ستجري في شهر سبتمبر القادم لاختيار ممثلين جدد لنا في مجلس النقابة يحملون همومنا للجميع دون حزبية أو محاباة كما هو حاصل في نقابة مهترئة لا وجود لها على الساحة الصحفية والإعلامية، وكنت أتمنى أن يكون إجراء هذه الانتخابات وفق إرادة صحفية وإعلامية فلسطينية وليس بعد التهديدات بسحب عضوية نقابة الصحفيين من منظمة صحفيين بلا حدود وكأن أي انتخابات فلسطينية داخلية ينبغي أن تجري وفق إرادة خارجية أجنبية، مهما يكن فأهلا وسهلا بانتخابات تؤدي إلى تغيير وجوه لم نكن نراها في مقر النقابة لتحمل همومنا ومشاكلنا، أهلا بانتخابات تفرز لنا أعضاء مجلس إدارة جدد علنا نجد من يهتم بهمومنا ومشاكلنا ويحملها للجميع دون تمييز بين فريق ينتمي لفتح أو حماس.

أنا متأكد جدا بأن هذا الكلام لن يعجب الكثيرين وسيقولون بأنه غير صحيح وغير موضوعي، مهما يكن كنت أتمنى أن أجد نقابة صحفيين لا تفرق في التعامل مع الانتهاكات التي تستهدف الصحفيين على الأراضي الفلسطينية مهما كانت هذه الانتهاكات وبغض النظر عن الذي قام بارتكابها.

فأنا من حقي أن أسأل: لماذا لم تصدر نقابة الصحفيين بيانا واحدا على الأقل( وهي صاحبة البيانات الكثيرة لجهة يعرفها الجميع) عندما هددت فضائية الأقصى بعد برنامج” فرفور” الشهير؟؟ ولماذا لم تتحرك النقابة حينما تم ضرب عدد من الزملاء في الفضائية والاعتداء عليهم بالضرب من قبل عناصر معروفة؟؟ بل لماذا لم تقل النقابة شيئا عندما أصيب الزميل عماد غانم مصور فضائية الأقصى وقد شاهده الجميع على الهواء مباشرة وهو يتعرض للإعدام، ألم يحرك بتر ساقيه فيكم الرأفة والرحمة؟ أم أنه مجرم يستحق ما جرى له؟ أو لعلكم لم تجدوا حبرا لطباعة الأوراق وقد يكون حبر الأوراق سرق؟ أو أنه لا يصح أن يخط بيان لمصور فلسطيني حمل الكاميرا ورفض أن يسقطها؛ لأنه أدرك معاني مهنته الشريفة، لقد أراد أن ينقل معاناة شعبه مهما كلف ذلك من ثمن.

يكفيك يا عماد أن مؤسسات دولية صحفية وإعلامية وحقوقية وقفت إلى جانبك ومنها ما هو غير فلسطيني طوبى لك، والخزي سيبقى يلاحق أناساً لا يروق لهم أن يتحركوا وهم يرون منزل الزميل حسن التيتي ومكتبه يحرق دون أن يحركوا ساكنا، شكرا لهم وهم يشاهدون مناظر الانتهاكات في الضفة الغربية المحتلة للصحفيين والإعلاميين دون أن يحرك ذلك لديهم ساكنا، وأخيرا سيأتون بكل تأكيد ليقولوا: نقابة الصحفيين الحضن الدافئ لجميع الإعلاميين!!، صحيح كلامهم فهو يعبر عن طبيعة مجلس إدارة يشتبك بالأيدي في مقر إقامة الرئيس أبو مازن” المنتدى” ويتلفظ بالألفاظ النابية في حين توجهنا للمطالبة بالإفراج عن الزميل آلان جونستون!!.

الكلام عن النقابة كثير وكبير وشائك، لم أرد الخوض فيه، ولكن الكيل طفح بالكامل، كيف علي أن أسكت ولا أنطق وأنا أرى مقر النقابة يغلق في غزة بالسلاسل الحديدية، بيت الصحفيين يغلق وبالسلاسل فكيف بالله عليكم لا أتكلم؟

لقد قالوا لنا أن أحد الأجنحة العسكرية أغلقته، قلنا: هذا ضد حرية الرأي والتعبير مهما كان من قام بهذا العمل.

بحثنا وتفحصنا وفوجئنا كما كنا نفاجأ دائما، لقد قام صاحب العمارة التي بها مقر النقابة بإغلاق المقر، ليس لشيء إلا لأنه يريد حقوقه… لم تدفع له النقابة الإيجار منذ خمس سنوات ماضية… الله أكبر، ولكن أين ذهبت ميزانية النقابة؟؟! أين ذهبت ميزانية النقابة؟؟!

بكل تأكيد سيخرجون ليشنوا الهجمة على هذا المقال وصاحبه، إذا ليفعلوا ما شاءوا لا يعنيني كثيرا ما سيقولون ما دمت قلت كلمة الحق.

أخيرا أقول… يا مجلس إدارة نقابة الصحفيين لقد كنتم قادرين أن تفتحوا عقولكم لجموع الصحفيين وتبتعدوا عن الحزبية المقيتة، كنتم قادرين على التعامل مع مختلف القضايا ودون أن تجلدوا أنفسكم، ولكنكم لم تعرفوا التعامل فأغلقتم عقولكم وفقط!!، ثم إنكم كنتم قادرين ألا تغلقوا أبواب النقابة وتتعاملوا بحكمة، ولكنكم استجبتم لمطالب حزبية ضيقة فكان أن حشرتم في الزاوية ولم تصدق روايتكم على الأقل لوقت طويل.

فماذا أنتم فاعلون؟ هل نحن ذاهبون إلى الانتخابات؟ وهل ستفتح النقابة أبوابها؟ وكيف ستتعامل النقابة مع كافة القضايا السابقة؟ هل بذات الأسلوب السابق العقيم؟ أم أنها ستغير من نهجها قليلا لتغيير قناعة الإعلامي الناخب في حال جرت أية انتخابات أصلا.