الأحد 11/مايو/2025

أبو مازن يقلب الحقائق

وائل عقيلان

جاء خطاب ابو مازن يوم الأربعاء 18 يوليو علي غير مفاجأة فبخلاف كل المتفائلين بقرب الحوار بين فتح و حماس كان المتوقع أن أبو مازن لا يريد التوجه نحو الحوار و ذلك ليس لأنه صاحب توجه وطني مختلف او فكر ايدلوجي يخالف فكر حماس و إنما لأن من يقود خططه و أهدافه هي الأجندة الأمريكية و ليس هذا ما دفعني للرد عليه و لكن هناك في خطابة العديد من النقاط التي استوجبت الرد عليها.

أولا: تحدث أبو مازن عن الشرعية و عن فقدان احمد بحر لشرعيته نتيجة لانتهاء الدورة الأولى للمجلس التشريعي و قال إن آخر جلسة عقدت كان يجب ان يتم اختيار نائب لرئيس المجلس التشريعي غير احمد بحر هذا كلام جميل جدا و يحمل في طياته حرصا شديدا علي التمثيل الحقيقي للشعب الفلسطيني و لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ابو مازن نفسه تم انتخابه من المجلس الوطني لرئاسة منظمة التحرير بعد ابو عمار و هل تم انتخابه لرئاسة اللجنة التنفيذية بعد ابو عمار لو كان ابو مازن حريصا علي الشرعية لكان عقد المجلس الوطني و اختار رئيسا لمنظمة التحرير بالاختيار المناسب بغض النظر عن مدي شرعية المجلس الوطني بصيغته الحالية و لو تحدثنا عن الشرعية فان الحكومة التي يمثلها اسماعيل هنية و المجلس التشريعي الذي يمثل حماس جاء بنسبة 60 % من أصوات الشعب أما  أبو مازن الذي يتشدق بشرعيته و بمراسيمه فقد فاز بنسبة 60 % من أصل 40% ممن يحق لهم التصويت أي انه حصل علي تقريبا 25 % من أصوات الشعب فأي الفريقين أحق بالشرعية ان كنتم تعلمون؟

ثانيا : ذكر ابو مازن في حديثه اتفاق مكة وان حماس ضربت بهذا الاتفاق عرض الحائط و انا هنا اريد ان استعرض بعض الاختراقات لاتفاق مكة فقد جاء اتفاق مكة لتثبيت التهدئة و المصالحة بين حماس و فتح و لترتيب و تجهيز الأجواء لهذه المصالحة و من ضمن الإجراءات الميدانية ان يتم ازالة الحواجز من الشوارع و إنزال المسلحين من الأبراج و غيرها و هنا اريد ان اسال ابو مازن ما دمت حريصا على اتفاق مكة لماذا لم يلتزم جنودك و لم يزيلوا أي حاجز من منطقة أنصار كلها و لماذا لم تزال الحواجز من أمام مقر الأمن الوقائي و لماذا كان الاستمرار في تحصين موقع المخابرات في منطقة الشاطئ  كل هذا يدل علي نية لهدم اتفاق مكة و لو كان ابو مازن حريصا على اتفاق مكة لكان حريصا علي دماء الشعب الفلسطيني و هنا سؤال آخر بماذا يفسر أبو مازن قتل أكثر من 20 شخصا في محيط مقره منهم ثمانية في مقره المعروف بالمنتدى.

ثالثا : تحدث ابو مازن عن الانقلاب العسكري و ما يحدث لأبناء فتح في غزة و هنا أيضا أود أن اطرح هذه المفارقة . ابو مازن يعتبر ما كان يقوم بعه عناصر أجهزة الأمن من استيلاء علي مقار المؤسسات و تخريبها و إغلاق الشوارع و تكسير السيارات تعبيراً عن الرأي و هو المعرف عالميا انه يكون انقلابا حيث من غير المسموح دوليا لقوي الأمن بالاحتجاج أما أن تستعين الحكومة بقوات من داخل البلد لفرض الأمن و لإخضاع القوى الأمنية المتمردة عليها فهو من وجهة نظر عباس انقلاب على الشرعية، ثم ما دامت حماس تقتل أبناء فتح في غزه و تضطهدهم فكيف يخرج قادتهم على المحطات الفضائية دون أن تعتقلهم حماس بينما لا نرى أياً من قيادة حماس او عناصرها في الضفة علي القنوات الفضائية .

رابعا : ” اختطفوا شعبنا كمن يختطف طائرة” هذا قول أبو مازن و هو هنا يكرر قول الغرب ان الشعب الفلسطيني أخطأ عندما انتخب حماس أما لو انتخب فتح فهو شعب يعي ما يفعل و هنا أريد أن أركز على كلمة الاختطاف كونها تمثل عكس الواقع فمن يختطف اليوم أكثر من 600 عنصر من عناصر حماس في الضفة أليسوا هم أتباع ابو مازن من اختطف الصحفيين في غزه أليسوا هم مؤيدو ابو مازن من عائلة دغمش من اختطف عائلة عجور في غزه أليسوا هم عائلة بكر أتباع ابو مازن من اختطف المهندس سليم صبرة لمدة 15 شهرا ؟ أليسوا هم عائلة أبو خوصة أتباع أبو مازن و أقارب الناطق الإعلامي لفتح توفيق أبو خوصة؟.

خامسا: ” حماس يجب أن تعاقب” أما إسرائيل من وجهة نظره فلا يجب ان تعاقب لأن حماس نشرت الأمن فيجب أن تعاقب أما إسرائيل فشريك في السلام خالد مشعل لا يجب الحديث معه لأنه قائد حماس و انقلابي أما احمد قريع و صائب عريقات أصحاب صفقة الاسمنت لبناء الجدار العازل فهم وطنيون ولا بد من إعلاء مناصبهم و التقرب لهم.

سادسا:ذكر ابو مازن ان معاناة المحتجزين على المعبر بسبب حماس لأنها طردت حرس الرئيس من المعبر و لأن الأوربيين بزعمه جاؤوا على أساس أن من يحكم المعبر هم حرس الرئيس و يبدوا أن الرئيس نسي أن الأوروبيين تعاملوا مع الشرطة و الداخلية لمدة 4 شهور منذ افتتاح المعبر بعد انسحاب إسرائيل من قطاع غزة و اما حرس الرئيس فجاء بعد فوز حماس و ذلك ضمن خطة سحب الصلاحيات من حكومة حماس التي كان من المتوقع تكوينها في حينه.

سابعا: أما اغرب ما ذكره أبو مازن فكان حديثة عن المعركة الوهمية التي اخترعها هنية في المعبر و هنا يعني محاولة اغتيال إسماعيل هنية في المعبر و للأسف يبدو ابو مازن يصر على الكذب و السؤال لو كان هنية قد اخترع معركة وهمية فهل كان سيقتل في هذه المعركة مرافقة الخاص و هل كان سيصيب ابنه البكر في فكه و يشكل خطرا علي حياته؟.

ثامنا : ذكر أبو مازن أن حكومة حماس سقطت و ذكر انه لو استقال ثمانية من الحكومة فإنها تسقط إشارة إلى وزراء فتح في حكومة الوحدة الوطنية و سبحان الله حكومة تسقط إذا استقال منها ثمانية أما اللجنة التنفيذية التي يرأسها ابو مازن لا تسقط حتى لو توفي نصفها و أصبح ربعها لا يمثل إلا شخصه بعدما فصلوا من الفصائل التي كانوا يمثلونها و لم يأت ممثلون بديلون عنهم.

تاسعا : تظاهر أبو مازن انه جاءه خبرعاجل ان كتائب القسام تهدد مصر في حالة استمرار إغلاق المعبر في مسرحية رخيصة لتوتير العلاقة المميزة بين حماس و مصر و نسي أبو مازن أن أتباعه هم من قتلوا اثنين من الجنود المصريين علي الحدود المصرية الفلسطينية عقب انسحاب اسرائيل من غزة و نسي أن أتباعه هم من اختطفوا الدبلوماسي المصري في غزة و نسي أن أتباعه هم من أطلقوا النار علي الوفد الأمني المصري و نسي انه هو من يشكل خطرا على الأمن القومي المصري بطلبه للقوات الدولية في غزة و كذلك عدم احترامه للدور الإقليمي لمصر و ذلك عبر تعامله مباشرة مع أمريكا دون تقدير للأمن القومي المصري و لا حتى العربي.

تاسعا: تحدث ابو مازن عن ان حماس تنفق أموال الكهرباء علي زبانيتها علي حد زعمه و هنا أريد أن أسأله كيف أصبحت تجارة السجائر بكافة توكيلاتها حكرا علي ابنك يا ابو مازن؟ و كيف كانت المعابر و مدخولاتها حكرا علي محمد دحلان ؟ و أين ذهبت ال360 مليون دولار في أول عامين من قدوم السلطة و التي ذكر تقرير لجنة الرقابة أنها سرقت ؟ اعتقد أن هذا يؤكد أن من انفق أموال الشعب على زبانيته دون وجه حق هو انتم يا ابو مازن.

عاشرا : ابو مازن يريد من حماس الاعتراف بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً و وحيداً للشعب الفلسطيني كما هي. فهل هي فعلا تمثل الشعب الفلسطيني ؟

منظمة التحرير منذ 14 عاما لم يجر عليها أي تغيير و هذا يجعلها لا تعكس تركيبة الشعب الفلسطيني و هنا سأذكر بعض النقاط  للتوضيح.

لم يتم إضافة أي عضو للمجلس الوطني سواء بديلا عمن توفي او من استقال

اللجنة التنفيذية  توفي  بعض أعضائها و استقال البعض و بعض الأعضاء فصلوا من فصائلهم التي يمثلونها مثل ياسر عبد ربه و بعض الأعضاء أضيفوا دون أي وجه حق.

التمثيل النسبي لكل فصيل قد تغير خلال 14 عاما فمثلا و ليس للحصر مخيم جباليا في غزة كان معقلا للجبهة الشعبية و الآن هو معقل لحركة حماس فأين هذا التغيير الذي يشمل أكثر من 120 ألف فلسطيني من ميزان منظمة التحرير؟

لم يتم انتخاب رئيس لمنظمة التحرير بالاقتراع بعد وفاة ابو عمار

ما زال اكبر فصيل فلسطيني و هو حماس و ثالث اكبر فصيل فلسطيني و هو الجهاد الإسلامي خارج صفوف منظمة التحرير.

الحادي عشر:عرض أبو مازن رغبته و وجهة نظره أن السلاح الشرعي و الوحيد و الذي يجب أن يبقى وحيدا هو سلاح السلطة و هنا أنا اتفق معه و بشدة و لكن بشرط و هو أن يكون هذا السلاح للدفاع عن الشعب الفلسطيني و هنا أريد أن اذكر بعض النقاط.

لم يصدر أي أمر خلال الانتفاضة لقوات السلطة بالتصدي للقوات الإسرائيلية

لم تستخدم الأسلحة الثقيلة الموجودة عند ابو مازن لمواجهة إسرائيل و لا حتى للدفاع عن مقار السلطة ضد الطيران المنخفض.

كل من أطلق رصاصة على الاحتلال من عهدته من عناصر السلطة كان يدفع ثمنها أما من يطلق الرصاص من عهدته في الأفراح و ضد حماس فلا يحاسب عليها.

كان يتم إبلاغ إسرائيل بكل المعلومات الأمنية عن عناصر المقاومة عن طريق الأجهزة الأمنية و ذلك تحت مسمي التنسيق الأمني.

اعتقد بعد هذا كله لا يمكن أن يكون سلاح ابو مازن هو السلاح الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني.

الثاني عشر: تحدث ابو مازن عن مفاوضات الحل النهائي مع إسرائيل و إقامة الدولة و لم يصل إلى علمه أن إسرائيل في نفس اليوم أعلنت أن الوقت غير مناسب لبدء مفاوضات الحل النهائي.

الثالث عشر: تحدث أبو مازن عن رغبته بتشكيل لجنة مع إسرائيل لتحديد مواصفات من يفرج عنهم من الأسرى و كأنه نسي انه يجب عليه أن يطالب بالإفراج عن كل الأسرى و كأنه يقول نفرج عن فلان و أما فلان فلا يجب أن نطالب به لأن مواصفاته كذا و كذا و قد تحدث عن الإفراج عن عبد الرحيم ملوح عضو الهيئة السياسية للجبهة الشعبية و قد نسي أبو مازن انه هو من سجن احمد سعادات الأمين العام للجبهة الشعبية و كان سببا في سجنه عند إسرائيل فسبحان الله يسجن الأمين العام و يفرج عن عضو هيئه سياسية و للأسف ليس هو من طلب الإفراج عنه و إنما إسرائيل هي من عرضت عليه و هذا ما اتضح في قوله أنا ما بعرف الأسماء و لكنه عبد الرحيم هو من ذكره لي الإسرائيليون.

أخيرا السؤال الذي يطرح نفسه و بقوة إلى متى سيبقي أبو مازن يقلب الحقائق ؟ إلى متى سيبقى من في نظر البعض انه رئيس الشعب الفلسطيني يكذب على الشعب؟

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات