فشِل دايتون وهذا ما حدث فكيف إن نجح ؟!

إن ما يحدث في هذه الأيام وفي الضفة الغربية بالتحديد، هو الأثر المترتب على فشل دايتون وزمرته وعماله من أمثال محمود عباس و محمد دحلان ومشتقاتهم، فما نعيشه هو نتاج عملية خبيثة جداً كان من الممكن أن تهب بعواصف وأعاصير نارية لن يتصورها عقل بشر؛ في واقع كان من الممكن – لا سمح الله – أن تكون فيه السياسة الصهيو-أمريكية هي الرابحة الوحيدة لو نجحت هذه المخططات؛ فالحمد لله أن السوء توقف عند هذا الحد.
لأحداث غزة في أواسط حزيران الماضي وقع عظيم في المعادلة الإقليمية والدولية، فالدولة التي تملك العالم بأكثر الأسلحة تطوراً، تقف اليوم عاجزة عن تحريك حجر واحد في اللعبة في قطاع غزة او حتى في فلسطين، فالمؤامرة التي رسمت وفُتحت عليها أبواب الدنيا وتقدم لها من تقدم من أبناء جلدتنا وقالوا بملء فيهم “نحن لها بالخمسة بلدي والفوضى الخلاّقة”، ووضعت لها كل المخططات والمشاهد التجريبية “البروفات” وكان آخرها في أواسط شهر أيار- مايو المنصرم – هذه المؤامرة سقطت واندحرت وهي في القمة بلا مرحلية تذكر وبالضربة القاضية، فلقد كانت المعادلة الحسابية التي صاغها الدايتونيون تقتضي القضاء على مقومات الخيار الفلسطيني في فلسطين ، ولا أقول هنا “حماس” بل أؤكد “القضاء على مقومات الخيار الفلسطيني” ، وواهمٌ من ظنّ أن فتح نسيت ما فعله بها الشعب الفلسطيني حين عاقبها في الانتخابات الأخيرة بما اقترفته يداها، وما يجري من أحداث في الضفة يثبت صدق ما ندعيه، لذلك المخطط المتفق عليه يقتضي التخلص من غزة أولاً ثم لا أسهل من النيل من الضفة الغربية التي تتألم، بين فكي احتلالٍ صهيوني واحتلالٍ فلتاني له لونه المعروف.
ونقف قليلاً ، لنقول ، إن الصدمة التي تلقتها الولايات المتحدة الأمريكية جراء ما حدث في غزة – باعتقادي حتى اللحظة – لم تستوعبها الإدارة الأمريكية بعد، وجفل لها منفذوها .. وهذا بذاته ما أدى إلى الارتماء السريع والمباشر في الحضن الأمريكي الزائف وبلا تردد بل كان هذا انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية بعد الفشل في التنفيذ، والمغازلات والاستجداء للحكومة الصهيونية من قبل محمود عباس نفسه دليل على ذلك، فكيف تتم السيطرة بالقوة على منطقة كغزة بهذه السرعة و هذه المنعة والتقدم ؟؟!
نعود من جديد ، لنقول ، إن النظرة التي من الواجب على المواطن في الشارع الفلسطيني الذي طالما وثق في حركة حماس أن يطلقها ،هي ما تعنيه الاعتداءات التي وصل عددها حتى اللحظة في مدن الضفة الغربية إلى أكثر من 650 اعتداء منها أكثر من 200 اعتداء على مؤسسات مختلفة من مساجد ودور قرآن وجمعيات رعاية أيتام وبيوت أناس عزل في فترة قصيرة ، على أيدي مسلحي فتح ، وإن لم تتطرق لذلك الكثير من وسائل الإعلام المهددة والمتابعة من قبل الرئاسة وقيادة فتح.
ونقول أيضاً ، إن كانت هذه الاعتداءات التي تتواصل بحق حركة حماس هي من قبيل الفعل وردة الفعل ، فما معنى تهديد وسائل الإعلام والصحفيين ؟ ومثال ذلك حرق منزل مراسل الجزيرة في محافظة نابلس الصحفي حسن التيتي ، بل ماذا تعنيه السرقات التي يقوم بها مسلحو فتح في البيوت والمحلات ؟؟ و”الخاوات” التي يجبر عليها أصحاب رؤوس الأموال ، هل كل ذلك ردة فعل ؟؟ بل ما ذنب امتحانات الثانوية العامة لتستهدف؟؟ ليتم القضاء على جيل بأكمله!!
ولنقف قليلاً عند أبرز نتائج فشل دايتون :•الرئيس الفلسطيني يتلاعب في القانون الأساسي “الدستور” فيجمّد ما شاء من بنود بل ويضرب بالقانون الأساسي عرض الحائط شكلاً ومضموناً.
•سحب تراخيص المؤسسات الفلسطينية بلا استثناء . لإعادة هيكليتها وما يعنيه ذلك ، فـ”إما أن تكون معي أو ضدّي”.
•الرئيس الفلسطيني يرتمي في أحضان الإدارة الأمريكية ويتهافت على الجانب الصهيوني مستجدياً ولا يلتفت بتاتاً إلى عمقه العربي والإسلامي ويرفض جميع المبادرات العربية هنا أو هناك.
•الاستيلاء على معظم المجالس البلدية بقوة السلاح الفتحاوي ولتذهب الحياة الديمقراطية إلى الجحيم.
•القضاء على حرمة العلم والتعليم من خلال تسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة والفشل الذريع والمقصود في إدارة عملية تأدية الامتحانات بالانصياع للسلاح ونشر الغش وغيره ، والملف المرئي الذي نشر في مواقع الانترنت يثبت ذلك ، والأبلى من ذلك أن لا موقف رسمياً من ذلك ولا حتى ردة فعل من مجلس وزراء سلام فياض.
•حرمان 31 ألف موظف من الرواتب وإلغاء تعيينات العقود.
•تعيين حكومة جديدة تتعارض بشكل فاضح مع القانون الأساسي ،رئيسها سلام فياض ذو المواقف المتعارضة مع ثوابت شعبه ، خاصة في مسألة اللاجئين.
•تجريم المقاومة وإظهارها بموقف الضعيف المستجدي العفو الصهيوني. إن كان ما سبق بما يشكله من ذنب عظيم بحق الأمة العربية والإسلامية والقضية الفلسطينية بشكل خاص وما يتضمنه من الكبائر التي من شأنها نسف الحد الأدنى من مقومات الحضارة والنصر والتحرير لشعبنا الفلسطيني التي سالت لأجلها الدماء ونزف الجرحى وغيب في سبيلها الأسرى ، فإن كان هو الحدّ الأدنى مما يمكن أن تؤول إليه الأمور في أحسن الأحوال -أي في حال فشل دايتون- فما هو الحال يا ترى لو نجح دايتون ؟؟ وأصبحت مخططاته واقعاً يدب على الأرض؟!
إنني أقول في هذه العجالة ، إنه لا بد على الجميع أن يدرك بأن حركة حماس كانت بين عدة خيارات أحلاها مرّ ، لكنها بما قامت به حفظت بذلك حقوقاً أساسية ودافعت عن الشرف الفلسطيني الذي طالما تمت المتاجرة به في أسواق أوسلو وغيرها من اتفاقيات العار، وضربت حماس على الأيدي العميلة حين أوشكت أن تقع على البيت الفلسطيني ، فبوركت تلك الأيدي المتوضئة ولا ننسى جميعنا أن حماس قد قدمت الشهداء وخيرة أبنائها وعلمائها في هذه المسيرة.
وليقارن الآن بين غزة وبين الضفة الغربية !! ولا أقول أكثر من هذا، ولا يظن عباس أن الضفة محكمة له بالإطلاق، وإن غداً لناظره قريب. وبلا شك فمحمود عباس ليس أفضل من ياسر عرفات!!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...