السبت 10/مايو/2025

الحوار الضائع بين رفض عباس وعزم حماس !

بيان صادق

في ظل دعوة حماس المتكررة للحوار وفي ظل تنكُّر أبو مازن لذلك يبقى السؤال القائم : لماذا ؟
لماذا تُصرُّ حماس على الحوار و لماذا يرفضه عبَّاس .. وإلى متى ستظل العربدة القانونية بالعصا العباسية في الضفة والمراسيم و الخطابات التي تنال من غزَّة هي السلاح الذي يطلقه عباس ضد خيارات الشعب الفلسطيني ..
وإلى متى سيظل حُلمُ حماس الذي يزعج الكثيرين ممن يرون في أن لغة الحوارِ والتصالح لا تنفع مع عباس و فريق الخيانة الذي يلتفُّ حوله خشية أن يصحو من غيبوبته !؟

في تعقيب حماس الأولي على خطاب عباس الذي لم يختلف عن ما سبقه إلا في ازدياد اللغة غير المنضبطة و التعليقات غير المسؤولة ؛ بل تعداه إلى تخطي كل خطوط الاحترام و آداب الحوار والحديث الذي يلتزم به أبو مازن لأبعد الحدود حين يتحدث إلى الصهاينة !

هذا لم يكن كلاماً أرصفه من رأيي الشخصي بل إن عباس وضّحه في خطاب الهزيمة الذي أصدره في 16-12-2006 و بيَّن فيه معنى الاحترام للصهاينة كيف يكون في أحد أشكاله !!

في هذه المرَّة التي انفلت فيها الحبل عن الرئيس أبي مازن أوضح يقول : ” لا حوار معهم إلا أن يعودوا عن كل ما فعلوه ” !

بالأمس كان ” لا حوار ” مطلقا واليوم يقول عباس بأن الحوار مشروط بعودة حماس عن كل ما فعلته …
و لا بأس بأن نسترجع ما فعلته حماس حتى نرى عن ماذا ستعود ..

حركة المقاومة الإسلامية ومن اللحظة الأولى التي انتخبها الشعب الفلسطيني فيها و سلَّم لها العهدة و حمَّلها الأمانة لتحفظها وحقوقنا من الضياع بين المؤتمرات والمعاهدات التنازلية التي يقودها لصوص النضال الذين اقتاتوا من دمِّ الشهداء و عذابات الأسرى حسب ما أشار إليه محمد دحلان في أحد التسجيلات المسرَّبة عنه !

صبرت الحركة وتجرَّعت كؤوس الألم مراتٍ عديدة بدأت بسلب الرئيس لكامل الحقوق التي يتمتع بها وزير الداخلية في الحكومة و الأمر تعدى ذلك إلى سلبه الصلاحيات المالية بتحويل الأموال إلى صندوق الرئيس و ربطه بصندوق الاستثمار الفلسطيني مما يزيد في معاناة أهلنا !
إضافة إلى سلب وسائل الإعلام التابعة للحكومة لتصبح مُسخَّرة ضد خيار الشعب الفلسطيني وتهاجمه بين كل أغنية و أخرى تعرضها تلك الأبواق الإعلامية المسيَّسة !

ثم لن ننسى ” رقصة الخمسة بلدي ” الذي توعَّد بها مستشار الرئيس عباس الشعب الفلسطيني و حكومته المنتخبة وهذه هي المعارضة البناءة التي مثلتها فتح في أوضح صورها !!

” رقصة الخمسة بلدي ” رأيناها دماءً تسيل في بيوت الله و رأيناها ناراً تحرقُ بيوت العلم ممثلةً بالجامعة الإسلامية التي خُطَّ على جدرانها يوم كنتم في دافوس ” حرس الرئيس مرَّ من هنا ” !

ورأيناها إضرابات مسيَّسة لحق أذاها بطلاب السنة الماضية من كل المراحل حيث كان التهديد بالقتل يصل إلى مدراء المدارس إن قاموا بفتح أبوابها للطلبة !
وهذا لا ينفي التعدي على الطلبة الذين أصرَّوا على الذهاب بالضرب بل وإطلاق النار !

” رقصة الخمسة بلدي ” لم تقف عند هذا الحد بل تعدتها إلى التهديد والوعيد لكل من يشارك في حكومة وحدة وطنية مع الحركة الحائزة على رضا الشعب الفلسطيني !

و لن نغفل عن إضرابات الجياع التي تهجّم فيها المرتزقة – و الدخان بأيديهم و الرصاص يتطاير منهم في الهواء بالآلاف – على مؤسسات الشعب الفلسطيني العامة والخاصة !

هذه بعض الأمور التي تعرضت لها حماس و واجهتها بالصبر والاحتساب و الإصرار على توحيد الصف الفلسطيني ونبذ الفتنة والفرقة ..

من الممكن أن نبقى نعتصر جراحنا ونمسك على قلوبنا لو أن الاعتداءات توقفت عند تعذيب الشباب وقتلهم بعد الغدر بهم واختطافهم لكن الأمر تعداه إلى اعتداء على الأطفال والشيوخ و النساء والعلماء بالضرب والإهانة والأذى بل والقتل وهذا ما لا يرضاه الله ولا يُقرُّ السكوت عنه ..

و عندما بلغ السيل الزبى لم تفعل حماس سوى أنها أوقفت اللعبة و أزاحت اليد التي أرادت خنق الشعب الفلسطيني و زجَّه إلى آتون حرب أهلية لا نهايةَ لها !

هل يريد عبَّاس أن تُرجع حماس اليد الآثمة لتخنق الشعب الفلسطيني مرَّة أخرى !؟
تخيَّل أن أحدهم أحاط يديه برقبتك وأراد خنقك و استطعت أن تدافع عن نفسك و أزحتها فإن جاءك جاهلٌ يطالبك بإعادة اليد حول عنقك مرةً أخرى لتقتلك هل ستفعل !؟

افعلها أولا ثم طالب حماس !

برغم كل التيه والصد من قبل الرئيس عباس إلا أنَّ حماس تؤكد على أن الحوار هو اللغة الوحيدة التي ستخلِّصنا من الأزمة الحالية والوضع في غزَّة بشهادة الكثيرين ومنهم آلن جونستون ينعم بالأمن والأمان اللذين كانت حركة حماس و المخلصين أداة الله لتنفيذهما ..

سأختم بقول إيليا أبو ماضي مذكِّرةً الرئيس بأن لا مجال إلا للحوار !

نسي الطين ساعةً أنه طينٌ = حقيرٌ فصارَ تيهاً وعربد
يا أخي لا تمل بوجهك عني = ما أنا فحمةٌ ولا أنت فرقد
أيها الطين لست أنقى و أسمى = من ترابٍ تدوسُ أو تتوسَّد
سدتَ أم لم تسد فما أنتَ إلا = حيــوانٌ مُسيَّــرٌ مستعبد
لا يكن للخصام قلبك مأوى = إن قلبي للحــبِّ أصبح معبد

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات