عباس يحصد الشوك من اللقاء مع أولمرت

تمخض ما صوره البعض جبلا فولد فأرا، هذه بإيجاز نتيجة اللقاء الذي جمع يوم الاثنين 16 يوليو بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت والذي صورته وسائل الإعلام المؤيدة للتحالف الصهيوأمريكي كخطوة عملاقة نحو التسوية في الشرق الأوسط وحل الدولتين الفلسطينية واليهودية. فقد تعلق أبو مازن بالسراب وبالوعود الإسرائيلية الأمريكية التي أثبتت التجارب طوال سنوات مضت أنها فارغة دائما وشكلت وتشكل دائما فخا للفلسطينيين ووسيلة للحصول منهم على تنازلات.
تل أبيب وواشنطن أطلقت قبل فشل المحاولة الانقلابية في غزة وعودا بأنه عندما تبدل الحكومة الفلسطينية ويشدد الحصار على حماس، وتوقف العمليات الفدائية ضد الاحتلال الصهيوني وينزع سلاح المقاومة، سيتم تقديم مكافآت كبيرة للسلطة الفلسطينية وسيتم تخفيف المعاناة على الشعب الفلسطيني، وستسهل عملية التسوية النهائية ومشروع إقامة الدولة الفلسطينية.
الرئيس الفلسطيني ابتلع الطعم فأقال حكومة الوحدة الوطنية وانقلب على اتفاق مكة وأمر بنزع سلاح المقاومة وأجبر وحدات في كتائب الأقصى على تسليم أسلحتها.
ولكن كيف كانت النتيجة؟
بعد لقاء في مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقدس المحتلة استمر ساعتين لم يحصل محمود عباس سوى على الفتات فمن بين 11 ألف أسير فلسطيني في السجون الصهيونية لم يعد أولمرت سوى بإطلاق سراح 250 فردا وعلى أساس اختيار اسرائيل، ويتوقع المراقبون أن تكرر تل ابيب عمليات المغالطة السابقة فتفرج عن الأسرى الذين أوشكت مدد احتجازهم على الانتهاء وكذلك أن يضم المفرج عنهم أشخاصا يعتبرهم الأمن الإسرائيلي غير خطرين ولم تلوث أيديهم بدم الصهاينة.
أولمرت كذلك رفض طلب عباس للإفراج عن زعماء سياسيين فلسطينيين بينهم مروان البرغوثي وهو أحد قياديي الانتفاضة ينظر إليه على أنه خليفة محتمل لعباس.
وإمعانا في تأكيد فرض الشروط الصهيونية وصفت إسرائيل قرارها بالإفراج عن 250 من السجناء الفلسطينيين غير البارزين ووقف ملاحقة 180 من نشطاء فتح بأنها بوادر على حسن النية قد تمهد الطريق أمام استئناف محادثات السلام مع عباس. وقالت أيسين إن أولمرت سيقدم قائمة نهائية بأسماء السجناء الذين سيفرج عنهم إلى لجنة وزارية يمكن أن تضع حتى اعتراضات على بعض الأسماء. وستبدأ إسرائيل الإفراج عن الأسرى بحلول يوم الجمعة بعد مراجعة قانونية ستستغرق 48 ساعة.
مصادر رسمية إسرائيلية ذكرت كذلك أن الطرفين لم يناقشا قضايا الوضع النهائي مثل مصير القدس والحدود ووضع اللاجئين الفلسطينيين وهو ما كان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قد قال أنه سيكون محل نقاش. ولاستكمال الصورة رفض أولمرت طلب عباس وقف عمليات التوغل العسكرية الإسرائيلية في المدن الفلسطينية ووقف مطاردة المقاومين الفلسطينيين لقتلهم أو أسرهم.
وزيادة على هذا الرفض ذكرت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية ميري ايسين إن اولمرت “طالب السلطة الفلسطينية بإثبات تصميمها على محاربة ما تسميه الإرهاب وهو الشرط الحتمي لإطلاق مفاوضات سلام حول المسائل في العمق”.
رد الفعل الفلسطيني على هرولة عباس وراء السراب الإسرائيلي لم يتأخر فقد انتقد عزت الرشق، عضو في المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، بشدة اللقاء فيما يستمر عباس والمحيطون به من قادة “فتح” في إدارة ظهرهم لمطلب الحوار مع حركة “حماس”، واعتبر ذلك ركضا وراء السراب لا يقدم ولا يؤخر في أمر الفلسطينيين شيئا.
وشبه الرشق علاقة رئيس السلطة محمود عباس بحكومة إيهود أولمرت والإدارة الأمريكية كما لو أنها علاقة التلميذ بأستاذه. وقال “للأسف الشديد فإن الرئيس محمود عباس وضع نفسه كالتلميذ ينفذ الاختبارات باستمرار ليتم جزاؤه بمجموعة من الإنجازات الخاصة بالرئيس محمود عباس وبحركة فتح”.
وأعرب الرشق عن أسفه لخطوة اللقاء بين عباس وأولمرت، واعتبر ذلك تلميعا لصورة الكيان الصهيوني، وقال “إننا نأسف لمثل هذه الخطوة ونستنكر بشدة هذه اللقاءات التي تستهدف تلميع صورة العدو الصهيوني، كما نستنكر حدوث هذه اللقاءات الحميمية في الوقت الذي يدير ظهره للشعب الفلسطيني ولـ “حماس”، فرفض الحوار مع “حماس” واحتضان أولمرت موضع استياء واستنكار شديدين من شعبنا”.
ووصف قيادي “حماس” عودة الحديث عن خارطة الطريق ومبادرات السلام بأنه ركض وراء السراب، وقال “إن القول بأن الرئيس محمود عباس سيبحث مبادرة خطة خارطة الطريق وغيرها، هذا ركض وراء السراب وتعلق بالأوهام، فخطة خارطة الطريق طواها النسيان، خصوصاً أن الحكومة الصهيونية لا تريد إلا شريكا يستسلم لشروطه وإملاءاته وتصوراته”.
وشن عزت الرشق، في تصريح أدلى به لوكالة “قدس برس” هجوماً على مشروع جمع أسلحة الفصائل الفلسطينية، واعتبر ذلك جزءاً من مؤامرة تستهدف المقاومة بالكامل، وقال “إن جمع الأسلحة وقيام مجموعة من كتائب الأقصى بتسليم أسلحتها، هذا مؤشر خطير جدا، كما لو أن قضيتنا الوطنية قد انتهت وما عاد للمقاومة أي مكان، وهؤلاء الذين يسلمون أسلحتهم هم يعلنون مغادرتهم لأدوارهم في مواجهة الاحتلال والتصدي للعدوان”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...

الأمم المتحدة تحذّر من استخدام المساعدات في غزة كـ”طُعم” لتهجير السكان
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت هيئات الأمم المتحدة من مخاطر استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كوسيلة للضغط على السكان ودفعهم قسرًا للنزوح، مع...

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...