الإثنين 12/مايو/2025

أزمة خيارات الكيان الصهيوني في مواجهة صواريخ القسام

أزمة خيارات الكيان الصهيوني في مواجهة صواريخ القسام

أقرّ الخبير الأمني والاستراتيجي الصهيوني زئيف شيف، بهزيمة الكيان الصهيوني في مستوطنة “سديروت” الواقعة في النقب الغربي المحتل سنة 1948، أمام المقاومة الفلسطينية وفي طليعتها كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

وقال شيف، المعروف بعلاقته الواسعة بدوائر المنظومة الأمنية الصهيونية، في تعليقه اليومي بصحيفة هآرتس العبرية في عددها الصادر الجمعة 8/6: حتى لو أعلنّا عشرات المرات بأن حماس مضغوطة وتريد وقف النار، فهذا لا يشطب حقيقة أنه في المعركة على سديروت، إسرائيل هُزمت عملياً!

* حماس انتصرت

في الوقت الذي أقر فيه رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت ووزير حربه بعجزهما عن وقف إطلاق الصواريخ باتجاه المستعمرات، أقر معلّق عسكري صهيوني، كان يخدم في جيش الاحتلال، بانتصار حركة حماس في ما وصفه معركة الصواريخ.

وقال المعلق العسكري للقناة الثانية في التلفزيون الصهيوني “روني دانيئيل” إن حركة المقاومة الإسلامية حماس، التي تواصل قصف المستعمرات بعشرات الصواريخ، انتصرت في المعركة، التي تخوضها حالياً ضدنا، وأسماها معركة الصواريخ. أضاف المعلّق.

 ويدعى دانيال، أن حركة حماس بدأت في إطلاق الصواريخ على الكيان الصهيوني للتخلص من الاقتتال الداخلي مع حركة فتح، وأنها نجحت في ذلك، وتستمر في إطلاق الصواريخ بلا توقف، رغم عمليات الجيش، وتابع: الآن بعد أن تحققت الأهداف، وأصبحت المستعمرات رهائن بيد المنظمات، تطالب حماس بالتهدئة، في الوقت الذي أصبحت سديروت خاوية من سكانها.

·                    استهداف شبكة الكهرباء

أكثر من 245 صاروخ قسام و259 قذيفة هاون و12 قذيفة أر.بي.جي و4 قذائف من نوع ياسين المضادة للدروع أطلقت على مستوطنة سديروت داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948، من شمال قطاع غزة، مما أسفر عن وقوع دمار كبير.

وبحسب ما نشر في وسائل الإعلام العبرية، فإن رشقات الصواريخ أدت إلى مقتل ستة صهاينة وإصابة نحو خمسة وتسعين آخرين، بينما أصيب عدد آخر بحالة شديدة من الهلع والاضطراب النفسي.

ونالت مستوطنة (سديروت) الحظ الأوفر من تلك الصواريخ إذ تم قصفها بـ121 صاروخاً، بينما توزعت الصواريخ والقذائف على مستوطنات (رعيم) و(بئيري) و(ناحل عوز) و(كفار ميمون) و(كفار عزة) و(ياد مردخاي) و(كفار سعد) و(كرم أبو سالم) و(عين هاشلوشاه)، ومدينة عسقلان، ومواقع عسكرية في صوفا وأبو مطيبق والفراحين و(إيرز) و(كيسوفيم) وشرقي المغازي وبيت حانون.

وأدت إحدى رشقات الصواريخ إلى تضرر شبكة الكهرباء في (سديروت) وعدد من السيارات، الأمر الذي أثار حالة من الفزع الشديد في أوساط المغتصبين الذين يقضون أيامهم في الملاجئ. كما ذكرت سلطات الاحتلال أن القصف الفلسطيني المكثف، والذي تبنته كتائب الشهيد عز الدين القسام، ألحق أضراراً جسيمة بمبنى في المنطقة الصناعية في (سديروت).

أما الفصائل المقاومة الأخرى فكان حصادها كما يلي: سرايا القدس 38 صاروخاً و32 قذيفة هاون، ألوية الناصر صلاح الدين 21 صاروخاً و10 قذائف هاون، كتائب الأقصى 16 صاروخاً، كتائب أبو علي مصطفى صاروخان أطلقا على معبر كرم أبو سالم، وعلى الأثر أعطى أولمرت الجيش الصهيوني الضوء الأخضر للعمل ضد المنصات لإطلاق الصواريخ وضرب البنية التحتية لفصائل المقاومة.

الجدير ذكره أن كتائب الشهيد عز الدين القسام فرضت منع التجوال والدراسة في مستعمرة (سديروت)، وقالت الإذاعة الصهيونية يوم الأربعاء 16/5/2007، إنه تقرر تعطيل الدراسة فيها في أعقاب تعرضها لإطلاق عشرات الصواريخ من قطاع غزة.

·                    16 مليون دولار خسائر

وقد تسببت صواريخ المقاومة، التي سقطت بصورة مركزة على (سديروت) بوقوع خسائر مادية جسيمة، إلى جانب تحوّل المستوطنة إلى مدينة أشباح، بسبب الفرار الجماعي للمستعمرين، فقد كشف اتحاد الصناعات الصهيوني النقاب لصحيفة هآرتس العبرية عن أن إطلاق صواريخ القسام قد تسبب بخسائر في قطاع الصناعة في (سديروت) والنقب الغربي، بلغت أكثر من 16 مليون دولار أمريكي، وأرجع الاتحاد ذلك إلى ارتفاع نسبة غياب العمال في 85% من المصانع في (سديروت) والنقب من تلقاء أنفسهم، خشية على حياتهم من الصواريخ، التي أصبحت تدك المستعمرة صباح مساء، وتصيب أهدافها بدقة.

يشار إلى أنه قد فرّ ما يزيد عن ستة آلاف مستعمر صهيوني خلال شهر أيار/مايو فقط من (سديروت)، بسبب الصواريخ، وأشارت وسائل الإعلام إلى أن عدد من قامت منظمات صهيونية مختلفة بإجلائهم من (سديروت)، خلال شهر أيار/مايو، زاد عن الأربعة آلاف شخص، في حين غادر مئات آخرون المستعمرة، دون مساعدة أي جهة، خوفاً على حياتهم من الصواريخ.

وتتواصل عمليات الفرار من المستعمرة المذكورة، التي يبلغ تعداد مستوطنيها نحو عشرين ألفاً، في ظل التحذيرات الصهيونية، التي تشير إلى امتلاك فصائل المقاومة مئات الصواريخ، التي يمكنها أن تقصف مختلف أرجاء (سديروت)، حيث تواصل بلدية المستعمرة فتح مركز استعلام لمتابعة إجلاء السكان.

·                    يفرّون من عسقلان

في السياق ذاته قام مستعمرون من سكان مدينة عسقلان الساحلية الإستراتيجية، التي تضم عدداً من المنشآت الحيوية الهامة والخطيرة، بالفرار إلى مناطق بعيدة، خوفاً من صواريخ المقاومة، في حين تقوم المئات من العائلات بحزم أمتعتها للبحث عن مكان أكثر أمناً، وكانت مصادر استخبارية صهيونية قد حذّرت من امتلاك فصائل المقاومة العديد من الصواريخ بعيدة المدى، روسية الصنع، من طراز غراد، القادرة على قصف مدينة عسقلان، بعد أن تمكنت كتائب القسام من إصابة محطة الكهرباء الرئيسة في المدينة.

 في مؤشر على ما بات يوصف بـ”أزمة الخيارات” التي تعاني منها دولة الاحتلال في مواجهة صواريخ القسام التي تطلقها حماس، لفتت مصادر إسرائيلية مطلعة أن حكومة أولمرت تدرس ستة بدائل لحل مشكلة إطلاق صواريخ القسام.

ونقلت صحيفة معاريف عن مصدر إسرائيلي قوله إنه على رأس هذه البدائل تقع القيام بعملية برية واسعة النطاق، على اعتبار أنه بمثل هذه العملية فقط تتمكن تل أبيب من حسم المواجهة ضد حركة حماس، ونقلت الصحيفة عن الأوساط العسكرية التي تؤيد شنّ هذه العملية وعلى رأسها قيادة المنطقة الجنوبية، قولها إن حملة السور الواقي البرية التي شنها الجيش الصهيوني ضد حركات المقاومة في الضفة الغربية في نيسان/أبريل عام 2002 أثبتت نفسها، حيث أنها أدت إلى حصول انخفاض دراماتيكي في عمليات المقاومة التي تنطلق من الضفة الغربية.

ويرى رون بن يشاي المعلق العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، أوسع الصحف العبرية انتشاراً، أن عملية برية واسعة ستساعد المخابرات الإسرائيلية على الحصول على المعلومات الاستخبارية اللازمة لإلحاق ضربة قاضية بحركة حماس، ونقلت معاريف عن ضباط كبار في قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال قولهم إن عملية برية ستساعد حركة فتح على حسم المواجهة مع حركة حماس.

وترى قيادة المنطقة الجنوبية أن استنزاف حركة حماس في مواجهة مع حركة فتح يساعد في منعها من مواصلة استكمال قوتها، لكن ضباطاً كباراً في الجيش استبعدوا أن توافق الحكومة على عملية برية واسعة النطاق في هذه الأثناء، ونوهت معاريف إلى أن يوفال ديسكين؛ رئيس جهاز المخابرات الداخلية الشاباك الذي لا خلاف على أنه أكثر قادة أجهزة الأمن تأثيراً على دائرة صنع القرار، يعارض العملية البرية على اعتبار أنها لن تؤثر على موازين القوى بين حركتي فتح وحماس.

ويضيف ديسكين أن مثل هذه العملية قد تؤدي إلى انهيار الخدمات العامة في قطاع غزة، الأمر الذي سيرغم تل أبيب على تحمل المسؤولية عن مئات الآلاف من الفلسطينيين، بخلاف مصلحتها، إلى جانب ذلك، فإن الكثير من الجنرالات والوزراء، لاسيما وزير المواصلات شاؤول موفاز الذي شغل منصب وزير الدفاع ورئيس أركان جيش الاحتلال يحذر من عملية برية بسبب الاكتظاظ والكثافة السكانية الكبيرة جداً، لافتاً إلى أن عمليات المقاومة ستتجدد بمجرد أن يغادر جيش الاحتلال مناطق القطاع.

·                    السيطرة على مناطق محددة

أشارت معاريف إلى أن الحكومة ستدرس اقتراحاً ينص على احتلال مناطق محددة في القطاع، بهدف منع حركات المقاومة من حفر الأنفاق ونصب منصات إطلاق الصواريخ، وفي نفس الوقت تتواصل عمليات الاغتيال التي تستهدف نشطاء حركة حماس وكل من له علاقة بعمليات إطلاق الصواريخ في جهازها العسكري، إلى جانب السيطرة على الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الاقتراح يلقى معارضة أقل داخل الجيش والحكومة، لكنه لا يمنع إطلاق الصواريخ، إذ أن التجربة دلّت على أنه عندما قامت الدولة باحتلال مناطق في القطاع تواصلت عمليات الصواريخ.

أما الخيار الثالث، فالاكتفاء بتصفية جميع الضالعين في إطلاق الصواريخ، وهذا ما تقوم به حالياً، لكن هناك من ينبّه داخل الجيش إلى أنه لا يمكن الاكتفاء بهذا السلوك، على اعتبار أنه جرّب في السابق هذا الخيار وحده ولم يؤدِ إلى توقف الصواريخ، بسبب كونها صواريخ بدائية ولا تحتاج إلى جهد كبير في إنتاجها وإطلاقها.

·                    تصفية قيادة حماس

ستبحث الحكومة الإسرائيلية اقتراحاً بتصفية القيادة السياسية لحركة حماس، حيث أن هناك من يرى داخل المؤسسة الأمنية أن اغتيال قيادة حماس أثبت نفسه في الماضي، حيث يزعم هؤلاء أن تصفية قيادة الحركة التي بلغت ذروتها باغتيال مؤسسها الشيخ أحمد ياسين هو الذي دفع ال

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات