شكل الحرب القادمة في مراكز الأبحاث الصهيونية

تتميز مراكز الدراسات الصهيونية بارتباطها وتأثيرها على عملية صنع القرار في دولة الاحتلال، إضافة إلى أنها تجد الكثير من دعم ومساندة الأطراف الأخرى، مثل المؤسسات العامة ومنشآت القطاع الخاص، مما جعل هذه المراكز مستقرة في أوضاعها المالية.
ويبلغ عدد المراكز الأكثر نشاطا في الكيان الصهيوني أكثر من 19 مركزا، يأتي في مقدمتها المراكز الآتية: مركز بيغن- السادات للدراسات الإستراتيجية، معهد هاري ترومان لبحوث تطوير السلام، مركز البحوث والمعلومات الإسرائيلي– الفلسطيني، مركز جافي للدراسات الإستراتيجية، معهد ليونارد ديفيس للعلاقات الدولية، مركز موشي دايان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، مركز تامي شتابنمبنر لبحوث السلام، معهد السياسة الدولية لمكافحة الإرهاب.
-
من غزة إلى لبنان
نشر مركز جافي للدراسات الإستراتيجية التابع لجامعة تل أبيب مجموعة كبيرة من الأوراق البحثية التي حملت عنوان “تخمينات إستراتيجية” تناولت موضوع حرب لبنان من زاوية نقاط القوة ونقاط الضعف، بتركيز على استغلال الفرص التي توفرها نقاط القوة، ودرء المخاطر التي تترتب على نقاط الضعف.
في هذا الصدد تقول ورقة حملت عنوان: يمن غزة إلى لبنان، والعودة مرة أخرى، ما يلي: إن التدقيق المتوازن للانجازات الإستراتيجية يتطلب تفكيك الأهداف والغايات الإستراتيجية إلى مكونات ثانوية، واختبار وتدقيق لما تم إنجازه، هذا وقد أسقطت الورقة ذلك على حرب الصيف الماضي على النحو الآتي:
– وقف أنشطة المقاومة ضد دولة الاحتلال المنطلقة من الأراضي اللبنانية، وتشير إلى أن الفترة التي أعقبت حرب الصيف الماضي تعتبر الأكثر هدوءا منذ عام 1982 وحتى قبيل وقوع الحرب.
– مسؤولية لبنان وسيطرته على جنوبه، وتشير إلى أن الوضع تغير بقدر كبير بحسب وجود القوات الدولية ونشر قوات الجيش اللبناني وابتعاد حزب الله عن المناطق الحدودية.
– إلحاق أكبر الأضرار بحزب الله، وتشير إلى أن حزب الله خسر عدداً من القتلى، وتم تدمير الكثير من القرى والمنشآت، إضافة للأضرار التي لحقت بخطوط إمدادات حزب الله الموجودة في منطقة بعلبك.
– تشديد الضغوط من أجل إعادة الجنود الأسرى، وتشير إلى إن إنجاز هذا الهدف مستحيل وغير ممكن.
وبرغم النقاط السابقة وما ورد في تحليلها من مغالطات، تخلص الورقة إلى أن تركيز الحوار والنقاش العام على الغش في حرب لبنان الثانية وتجاهل إنجازاتها بالكامل، يمكن أن يؤثر على قدرة الجيش الصهيوني في أخذ الدروس والعبر واستنباط الاستنتاجات الصحيحة، إضافة إلى أن تسليط الضوء على حرب لبنان، واستخدام اللغة الإستراتيجية التي تتجاهل تعقيدات الحرب على المقاومة، ولا تقدم آي تحليل نقدي لأداء أنظمة الأمن في قطاع غزة، لن يسهم في التحسين والتطوير المطلوب لمواجهة الافتقار للنجاح الإستراتيجي المطلوب في الجنوب، في قطاع غزة.
-
في الطريق نحو حرب لبنان
الورقة الثانية حملت عنوان “تدفقات مفهومية على الطريق إلى حرب لبنان الثانية”، تناولت حرب الصيف الماضي من منظور آخر بالتركيز على ثلاث نقاط تقوم على أساس أن الحرب أدت إلى النتائج الآتية:
– زيادة الثقة داخل لبنان ضد نشاط حزب الله العسكري، وبالذات بواسطة معارضي وخصوم سوريا، والمطالبة بنزع وتجريد سلاحه.
– قيام المجتمع الدولي بزيادة ضغوطه المفروضة ضد سورية وإيران اللتان تدعمان حزب الله.
– إضعاف سورية بصورة خاصة.
وتخلص الورقة إلى أن حزب الله، قام بتسريع نشاطه بعد الحرب، ليعيد اكتساب قدراته التي كانت له في فترة ما قبل الحرب ونشرها على طول الحدود.
عموما فإن معايرة تقارير مراكز الدراسات الصهيونية على أساس اعتبارات تحليل المضمون تشير إلى أنها تعمل على تقييم الأداء في حرب الصيف الماضي، وفي المواجهات داخل الأراضي الفلسطينية، على أساس اعتبارات النجاحات التي حققتها، على النحو الذي يعزز نزعة الاعتماد على القوة العسكرية الصهيونية كوسيلة ذات مصداقية في تحقيق الأهداف، ويقلل من شأن الانتقادات التي وجهت لعوامل الضعف باعتبارها انتقادات تركز على جانب الإخفاقات وتهمل جانب النجاحات.
ويمكن إدراك مضمون هذه الدراسات جيدا من خلال ملاحظة إغفالها لمدى أهمية استخدام الوسائل السياسية كالمفاوضات والمحادثات في معالجة المشاكل الشرق أوسطية، وهذا الإغفال يشكل جوهر مضمون الرسالة التي تحاول هذه المراكز دفع مؤسسات صنع القرار في الكيان الصهيوني التقاط إشاراتها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...

علماء فلسطين: محاولة ذبح قربان في الأقصى انتهاك خطير لقدسية المسجد
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت "هيئة علماء فلسطين"، محاولة مستوطنين إسرائيليين، أمس الاثنين، "ذبح قربان" في المسجد الأقصى بمدينة القدس...