الجيش الصهيوني: التوتّرات الداخلية اللبنانية لن تؤثّر على الحدود

ذكرت صحيفة هآرتس أن المؤسسة الأمنية الصهيونية تتابع عن كثب تطورات الساحة الداخلية في لبنان وما يمكن أن تؤول إليه الأحداث السياسية خلال الأسابيع المقبلة، على خلفية الاستحقاق الرئاسي المقبل، مشيرة إلى أن جهات استخبارية لا تُقدِّر أن التوتر المتزايد في هذا البلد سينعكس بالضرورة على الحدود مع الكيان الصهيوني.

وقالت هآرتس إنه يتوقع خلال الأيام القريبة حدوث مسارين داخل الأمم المتحدة يتعلقان بلبنان: الأول، يتعلق بإجراء نقاش حول التقرير المتعلق بتنفيذ القرار 1701، الذي تضمن توصية بنشر مراقبين دوليين على المعابر على طول الحدود اللبنانية – السورية، فيما يتعلق الثاني، بالتقرير المتعلق بالتحقيق في اغتيال الحريري.

ونقلت الصحيفة عن مصادر استخبارية قولها في الأسابيع الأخيرة إنه “لا توجد في هذه المرحلة تغيرات في سياسات حزب الله، وإنه لا يبدو أن المنظمة معنية بصدامات مع الجيش الصهيوني على المدى القريب، لأنها لا تزال في حالة ترميم الأضرار التي تلقتها في الحرب”.

وبحسب التقديرات نفسها، فإن “قدرة الردع الصهيونية تضررت إلى حد ما في المنطقة، نتيجة الحرب في لبنان، إلا أن مسار ترميم قدرة الردع بدأ بعدما حللت دول المنطقة الحرب ومعانيها بشكل أكثر عمقاً، خاصة في ما يتعلق بالقدرات الجوية والاستخبارية التي أظهرها الجيش الصهيوني”.

في السياق نفسه، رأى نائب قائد المنطقة الشمالية خلال عدوان تموز الماضي على لبنان، اللواء احتياط ايال بن رؤوبين، أن “التطورات في المنطقة أصبحت أكثر مدعاة للقلق نتيجة عوامل متعددة، بينها ضعف المحور الغربي، وفشل تل أبيب في حربها الأخيرة على لبنان في نظر جزء من الدول العربية والمنظمات الإسلامية؛ فضلاً عن نشوء دولة حماس في قطاع غزة والخطوات غير الفعالة للمحور الغربي في مواجهة المشروع الذري الإيراني.

واعتبر أن كل هذه التطورات تستوجب فحصاً عميقاً للنظرية الأمنية القومية الصهيونية وبلورة تصور إزاء تفعيل جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية، ورأى أن التحدي الأول المطروح على قادة الدولة هو منع حرب لا داعي لها في الشمال.

وتوجه إلى الجمهور الصهيوني وقادته قائلاً: إن “الحرب المقبلة إذا حدثت، ستكون مختلفة عن حروب الماضي لكون الجبهة الداخلية، وليس ميدان القتال، ستكون الهدف الرئيسي لمن سيهاجمنا”.

ولفت إلى أن “سوريا يقظة لقوة الجيش الصهيوني، ولهذا يمكن أن يكون هدفها العسكري المس الشديد بالجبهة الداخلية مع أقل قدر من الاحتكاك مع الجيش”.