عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

المعركة في الجيش على الأوسمة

المعركة في الجيش على الأوسمة

الاختبار لقيادة اشكنازي هو سعيه لترميم فكرة الجيش على حساب الفئوية وضغوط الاعتبارات السياسية أو الضعف الشخصي للضباط أمام هذه الضغوط، والخلافات التي رافقت احتفال الذكرى الأولى لحرب لبنان الثانية ليست مفاجئة، فقد كانت هذه الحرب المخصخصة الثانية للدولة، بعد الانتفاضة الثانية: المتحمل الأساس للعبء كانت الجبهة الداخلية، التي ليس لها منظمة قتالية وفكرة موحدة، والانشقاق القبلي والسياسي، الزعامة التي تمتنع عن تحديد قيم والتحلل المقصود من المسؤولية الحكومية، التي تميز الحياة في دولة الاحتلال في السنوات العشرة الأخيرة، وجدت في الحرب تعبيرا حادا لها.

هذه الميول تتسلل أيضا داخل الجيش الصهيوني، قادة الجيش في الماضي لم يكونوا مطالبين بان يقفوا حيال روح الزمن الشديدة، التي تشكك بمجرد مفهوم التضحية من أجل الأمن الجماعي والقيم المشتركة التي يصعب بدونها على الجيش أن يؤدي مهامه.

يتخذ رئيس الأركان غابي اشكنازي منذ تسلمه مهام منصبه صورة من يعمل على ترميم قدرات الجيش الأساس، بكد شديد وفي ظل الامتناع عن النشر الإعلامي، لكن الجيش لا يبنى فقط من الأسفل إلى الأعلى، من وحدة إثر وحدة ومناورة إثر مناورة، الجيش هو أولا وقبل كل شيء فكرة، واشكنازي لم يعبر بعد عن شيء يساعد الجيش على التصدي لهذه الروح، لا تزال يديه فرصة أخرى.

في الأسبوع الماضي صعدت للعناوين الرئيسة أيضا مسألة الأوسمة التي ستمنح لمن تميز في القتال، هي لا تفتقد علامات الجدال السياسي، الداخلي والخارجي من ناحية الجيش: محافل مجهولة تقول ان الأوسمة لم تمنح بعد لان “الإدارة الحالية” للجيش، أي اشكنازي، لا تسارع لإبراز قصص البطولة خشية أن تعرض الحرب التي لم يكن هو فيها في المنصب في ضوء أكثر ايجابية.

هذا خطأ جسيم: بالعكس، فان من لم يقد الجيش في الحرب لديه مصلحة في أن يري بان المقاتلين جيدون فعلا، فيما أن القيادة وحدها هي التي فشلت، من البحث في الأوسمة، مثلما من بحث الثكل، لا تفتقد أيضا علائم الفئوية: في الجمهور الديني– الوطني مثلا كانت هناك أصوات ادعت بان قصص أبناء الوسط جرى طمسها في وسائل الإعلام، هكذا هو الحال في مجتمع النسغ الجماعي فيه ذاب منذ زمن بعيد.

هذه الأزمة هي فرصة لاشكنازي لان يحدد مقاييس ومعايير، مثلا ينبغي له أن يلغي تقريبا الأوسمة للضباط، باستثناء حالات فردية كان هناك فعلا يتجاوز الواجب جدا، مهمة الضابط هي أن يقود وحدته في المعركة: أن يكون الأول أمام النار، وأن يبدي رباطة جأش وتفكر، وإذا ما فحصت حقا القصص القتالية للجيش الصهيوني فسيتبين أن فيها جميعا كان الضباط هم الذين أطلقوا نحو الهدف وحسموا الأمر أساسا، هذا ما هو مطلوب منهم، ولا يعكس تميزا ينبغي تمجيده.

في حرب الـ48، لسنة ونصف السنة من القتال الشديد، منح 12 وساما فقط، هذا تعبير صحيح عن الفكرة التي بموجبها ما يسمى على لسان الشعب “بطولة” ليس سوى واجب واضح من ضابط ما بفضل رتبته ومنصبه.

على اشكنازي أيضا أن يلغي كل علائم السياسة: كل نبأ بموجبه تكون الوحدات “مطالبة” بعرض المرشحين للأوسمة، والتي تقررت حسب الانتماء للأسلحة، من خارج الجيش او في داخله مورس ضغط من أجل منح الوسام، يجب أن يؤدي للفحص المتشدد تحت طائلة إلغاء الوسام.

على رئيس الأركان، بالقول وبالفعل، أن يذكر الجيش في أنه قد تهب من الخارج رياح شريرة، لكن في كل مكان يقف فيه الجيش على قيمه تبقى هذه سارية المفعول، القادة الذين تخلوا عنها، لاعتبارات النزعة الشعبية، تطلعات شخصية أو ضعف شخصي، هم الذين جلبوا الجيش إلى الوضع الذي وقف فيه في صيف 2006، وإذا لم يبدأ اشكنازي بعملية الترميم القيمي، فانه سينضم إليهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...