الجمعة 09/مايو/2025

من الرباعية إلى عباس.. وأد حماس عنوان هذه المرحلة !!

وائل كريم

قد يظن البعض أن قسم عباس ” بشرفه ” على ألا يرضخ للمطالب العربية بالعودة لطاولة الحوار مع حماس مرده إحساس هذا الرجل بأن شرفه و شرف حركته قد مُرغ بالوحل في غزة بعد عاصفة التطهير الأخيرة في قطاع غزة و أنه ما من سبيل للثأر لهذا الشرف المهدور سوى انصياع حماس لشروط عباس بالعودة للحالة السابقة لأحداث 14/ يونيه / 2007 .

و قد يظن البعض أن ثورة الشرف و الكرامة التي يدور رحاها الآن في مؤسسات حركة فتح هو السبب الحقيقي وراء إحجام هذا الرجل عن الانصياع للمطالب العربية لأنه لو حدث هذا أي لو قبل عباس الجلوس على طاولة الحوار مع حماس فإن هذا الأمر من شأنه الإطاحة بعباس المتآمر مع حماس على حركة فتح و إنهاء دوره القيادي في حركة فتح ..

لكن الأمر ليس كذلك فهذا الرجل آخر ما يدخل في سلم أولوياته هو الشرف و آخر ما يفكر به هو الثأر لبنيان كبرياء حركته المُنهار و آخر ما يجول في خاطر أبناء ” أم الجماهير ” هو لفظ المتآمرين و إنهاء دور الخونة ممن حرفوا بوصلة حركة فتح عن مسارها في كل المراحل التاريخية التي مرت بها حركة فتح.

و السبب في كل ذلك أن هذا الرجل أي عباس و جوقة الخنى والتآمر في حركة فتح قد رسخت في منهج هذه الحركة منذ عقود خلت مفاهيمً مغايرة لتلك التي يعرفها البشر عن الشرف و الكرامة و الكبرياء و بالمقابل فقد اختلفت أيضاً مفاهيمهم عن الخيانة و التآمر والتفريط .

ببساطة شديدة هؤلاء القوم يرزحون في أزمة مفاهيم و أزمة فكرية من المستحيل الخروج منها فقد غدا وفق مفاهيمهم معنى الشرف و الكبرياء هو الاعتراف بحكومة تستمد شرعيتها من الصهاينة ” كحكومة فياض ” و بالمقابل أصبحت الخيانة و الـتآمر تعني وفق مفاهيمهم البائسة هو ما قامت به حماس في غزة ضد “قوادي ” الأجهزة الأمنية الذي حولوا مقارهم الأمنية لبيوت دعارة تمارس فيها الرذيلة و تؤرشف هذه الأحداث في شرائط فيديو و صور كي ينتزعوا ولاء خصومهم بواسطة تهديدهم بنشر هذه الفضائح !!

هذا المنهج الذي رسخه عباس و جوقة الخنى من قيادة حركة فتح يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا الرجل الذي يقسم ” بشرفه ” إنما يفتقر لكل مقومات الشرف و الكرامة بل يتجاوز الأمر ذلك فعباس و جوقته البائسة اضطلعت منذ ظهورها في المعادلة السياسة بدور مشبوه أقل ما يمكننا وصفه به أنه كان معول هدم ما تبقى من بنيان الكرامة و الشرف لحركة فتح .

و لعله من المفيد هنا طالما نتحدث عن الافتقار للشرف و الكرامة أن نأتي بما يؤكد صدق ما ذهبنا إليه فالعودة للخلف عدة سنوات و تحديداً في أواخر عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات تؤكد لنا أن هذا الرجل و جوقته البائسة كانوا و منذ البداية معاول هدم بنيان الشرف و الكرامة في حركة فتح و ليس أدل على ذلك من الدور المشبوه الذي قام به هذا الرجل في المؤامرات التي حيكت ضد رئيسه وولي نعمته الراحل ياسر عرفات و كيف كان لهذا الدور القذر الذي قام به الأثر الأكبر في إرغام ياسر عرفات على الانصياع صاغراً لشروط الرباعية.

و لعل أول منصب سياسي في السلطة الفلسطينية أوكل لمحمود عباس كان ثمرة انصياع الرئيس الراحل عرفات صاغراً لشروط الرباعية فجميعنا لازال يذكر أن استحداث منصب رئاسة الوزراء كان تلبيةً لشروط الرباعية التي هدفت لتقليم أظافر الرئيس الراحل عرفات لصالح اضطلاع محمود عباس بمكان في الهرم السياسي الفلسطيني يمكنه من تنفيذ الأجندة التي صيغت له في واشنطن و تل الربيع !

هذه الأحداث و المؤامرات لم تكن حبيسة الغرف المغلقة بل جاهر بها عباس و جوقة الخنى من تجار القضية في كل المحافل و على وسائل الإعلام و الفضائيات بل لم يخل بيان أو خطاب في قمة أو مؤتمر من مؤتمرات و قمم تصفية القضية التي احتضنتها العقبة و شرم الشيخ و جنيف و غيرها من محطات التآمر و الخيانة إلا و تضمن الحديث في هذه البيانات و الخطابات و بكل تفاخر عن الدور القذر الذي قام به عباس في التآمر على رئيسه و ولي نعمته الرئيس الراحل ياسر عرفات .

حقيقةً و حتى نعطي الرجل حقه يجب أن نشير و بشكل سريع لتاريخ هذا الرجل منذ أن ظهر في المعادلة السياسية لنؤكد أنه و منذ البداية خلق بلا شرف و بلا كرامة فدوره المشبوه في عقد اتفاقية أوسلو و تضمينها كل هذه الشروط المجحفة بحقوق وثوابت شعبنا تؤكد و بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا الرجل خلق أساساً بلا أدنى مقومات الشرف و الكرامة .

واستمرارا لمسلسل الخيانة و التآمر الذي بدأه منذ ظهوره في المعادلة السياسية الفلسطينية جاء العام 1996 و جاءت زيارة كلنتون و هلاري لغزة كي يلعب عباس الدور الرئيسي في سحق ما تبقى من ميثاق منظمة ” التحرير ” الفلسطينية تحت أقدام كلينتون و هلاري تلبيةً لرغبة السيد كلينتون في وَأد ما تبقى من مقومات صمود شعبنا هذا الحدث أيضاً يؤكد و بكل جلاء أن هذا الرجل خلق أساساً بلا أدنى مقومات الشرف و الكرامة !

انتهت الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة و قال الشعب الفلسطيني كلمته و أعطى لحماس شرعية التمثيل بناءً على برنامج حماس الانتخابي و انطلاقاً من ثقة الشعب الفلسطيني بحماس و قيادتها و تأسيساً على ما عهده الشعب في حماس من صدق العزم و العزيمة .

صعدت حماس للمعادلة السياسية الفلسطينية رافعةً شعار الشراكة و الالتقاء على أرض المعركة مع كل الفصائل و النخب السياسية الفلسطينية وفق برنامج سياسي طموح يلبي حقوق و تطلعات أبناء شعبنا .

كان من المفترض و وفقاً لكل مفاهيم السياسة أن يستغل عباس صعود حماس للمعادلة السياسة لتعزيز مكانته التفاوضية سيما و أن حماس أكدت في عدة مناسبات أنها لن تقف في وجه عباس و مفاوضاته العبثية و أنه من حق عباس أن يفاوض كيفما يشاء _ بشرط واحد فقط و هو عودة عباس بنتائج هذه المفاوضات للشعب الفلسطيني صاحب الحق في قول الكلمة الأخيرة _ و هذا ما أكده رئيس مكتبها السياسي الأستاذ خالد مشعل في عدة مناسبات .

رغم ما تعرضت له حماس من موجة انتقاد على هذا الموقف تجاه المفاوضات لكن حماس لم تكترث لكل تلك الأصوات الناعقة فحماس و منهجها الرباني الذي نشأت عليه منذ البداية يولي أهمية مطلقة لأعراف الديمقراطية و الشورى هذا أولاً و لأن حماس تثق بشعبها الذي منحها شرعية التمثيل فإنه لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف أن يقبل بمقايضة حقوقه بعرض الدنيا الزائل .

هذا الموقف يعكس بكل وضوح نضوج حماس سياسياً و رغبتها الأكيدة بعدم التصادم مع عباس و منهجه و يعكس أيضاً ثقة و وفاء حماس لشعبها و أن هذا الشعب العظيم من وجه نظر قادة حماس شعب واعٍ لا يقبل الدنية في دينه و حقوقه .

لكن عباس لم يكترث لكل ذلك و مارس دوره القديم الجديد في التآمر و الخيانة و انضم للرباعية في الضغط على حماس كما انضم سابقاً لذات الرباعية في الضغط على الرئيس الراحل ياسر عرفات بدأ مسلسل التآمر و حصار حماس سياسياً لحملها على التنازل عن ثوابت هذا الشعب و حقوقه .

بل تعدى الأمر ذلك ليشكل عباس و جوقته البائسة رأس حربة الرباعية في النيل من صمود و إصرار شعبنا على نيل حقوقه و بدأ حصار الشعب الفلسطيني و تجويعه لحمله على الخروج على حماس و نصب المشانق في الساحات العامة لتنفيذ حكم الإعدام بحماس التي كانت سبب هذا الجوع و الحرمان الذي يغص فيه الشعب الفلسطيني طيلة العام و نصف الماضي .

جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن و خرج الشعب الفلسطيني خرجت هذه الثلة الطاهرة المباركة من ضمير هذا الشعب العظيم خرجوا هؤلاء الفتية الذي آمنوا بربهم فزادهم الله هدى و نصبوا المشانق و نفذوا حكم الإعدام في كل مؤامرات التركيع و الخيانة التي اقترفها عباس و جوقة الخنى و الخيانة التي تحيط به .

بل تعدى الأمر كل ذلك فما جرى في غزة يلقي بظلاله على المعادلة الإقليمية و يدخل متغيرات جديدة على قواعد اللعبة متخطياً بذلك الجغرافيا السياسية فحكم الإعدام لم يقتصر على المؤامرات التي استهدفت شعبنا و صموده فحسب بل تقاطعت أحداث غزة بما يجري الآن في مختلف الساحات الساخنة في المنطقة ضد المشروع الأمريكي في المنطقة لتشكل هذه الأحداث مجتمعةً حبل مشنقة بدأ يلف عنق المشروع الأمريكي في المنطقة .

هذا الزلزال الذي ضرب المنطقة و أخذ يعيد تشكيل المعادلات من جديد و هذا الحضور الطاغي لحماس بوصفها أهم تيارات الممانعة في المنطقة في كل المعادلات كان لابد أن يواجه بذات الإستراتيجية القديمة الجديدة إستراتيجية تقليم الأظافر من خلال تنفيذ الشروط و إزالة كل تلك الآثار المدوية التي كانت نتيجة منطقية لأحداث غزة .

و لست بحاجة هنا للتدليل على صدق ما أقول .. فالقراءة الواعية لصحيفة شروط عباس و مقارنتها مع صحيفة شروط الرباعية ستخرج لنا بنتيجة واحد مؤكدة أن الهدف من كلا الصحيفتين واحد هو وَأد حماس و للأبد وإفقادها لذلك الدور الريادي و الحضور القوي في كل المعادلات .

يظنون بحمقهم أنهم يملكون سحق قدر الله عز و جل في الأرض و أنه بإمكانهم أن يطفئوا نور الله عز و جل و أن يكتبوا ” شهادة وفاة ” حماس و القضية !

إن هذه الحركة المباركة بما تملكه من رصيد طاهر مبارك في وعي ووجدان هذه الشعب الأبي و هذه الأمة المباركة قادرة و بإذن خالقها أن تسحق دوماً كل مؤامرات الخيانة و التركيع و قادرة أن تبقى دوماً المحافظة على عهدها مع الله عز و جل و عهدها مع كل من سبقونا ..

أما عباس و شرفه و صحيفة شروطه فالله عز و جل قادر أن يرسل عليها ” الأرضة ” تأكلها كما أكلت صحيفة مقاطعة قريش لمحمد صلى الله عليه و سلم و صحبه الطاهرين رضوان الله عليهم أجمعين .

لكن ” الأرضة ” هذه المرة لن تبقي من صحيفة شروط عباس شيئاً فلا أظن أن محامي الشيطان عباس قد استهلل صحيفة شروطه “باسمك اللهم” فالشيطان و وكلاؤه لم نعهدهم قبل ذلك ذاكرين اسم الله عز و جل !!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...