السبت 10/مايو/2025

إخواننا في الضفة: افهموا ما حدث !

ناهض منير الريس

ليته يكون مفهوما لإخوتنا في الضفة الغربية خاصة ـ فهم بعيدون عن تجميع ومتابعة وتحسس ما جرى في قطاع غزة ـ ، أن الحرب الأهلية الأليمة المؤلمة يومي 13 و 14 من شهر حزيران يونيو الماضي كانت أصلا مشروع التيار الانقلابي في الأمن الوقائي الذي كان شغله الشاغل الإعداد لها بواسطة الجهاز وبواسطة قوات الأمن الوطني . وقد وضعت تلك القوات تحت تصرف الرجل الذي عينه الرئيس مستشارا للأمن القومي . وكانت بعض الجرائد قد نشرت في نهاية شهر أيار مايو الماضي ما أطلقت عليه ( وثيقة أمنية مفصلة ) سبق لي أن كتبت عنها حال نشرها ونقلت النص الحرفي للمادة المنشورة ( انظر القدس مثلا يوم 5 / 5 / 2007 ) وأقتصر لدواعي الاختصار على بعض البنود منها وليس كلها :  

(( تتكون المرتكزات الأمنية حسب نصوص الوثيقة الأمنية الأمريكية من ثماني خطوات يتعين على كل من : الفلسطينيين ، والحكومة الإسرائيلية ، أن يقوموا بها في التواريخ المبينة قرين كل خطوة :

 ………….ـ بتاريخ فوري ومتواصل تصادق الحكومة الإسرائيلية وتدعم مطالب الولايات المتحدة لتزويد الأسلحة والذخائر والمعدات للأجهزة الأمنية تحت سيطرة الرئاسة في السلطة الفلسطينية في الضفة العربية وقطاع غزة .

 ………….ـ بتاريخ لا يتعدى 21 / 6 / 2007 يطور مستشار الأمن القومي للسلطة الفلسطينية بدعم من رئيس السلطة خطة لوقف صواريخ القسام وأيضا بتاريخ لا يتعدى 21 / 6 / 2007 ينشر رئيس السلطة هذه القوات .

…………ـ بتاريخ لا يتعدى 15 / 6 / 2007 يصادق مستشار الأمن القومي الفسطيني ورئيس السلطة الفلسطينية على تدريب وتزويد الأجهزة الأمنية الفلسطينية التابعة لسيطرة رئيس السلطة ونشرها بحلول نهاية العام 2007 .

 هذه ثلاثة من بين ثمانية بنود مما دعته الوثيقة الأمريكية مرتكزات أمنية                 

 إنني أستذكر بكل أسف أن الإعداد للحرب الأهلية جرى على قدم وساق في مقر الرئيس بغزة . وبتعيين دحلان مستشارا للأمن القومي ومشرفا عاما على جميع الأجهزة بات المقر بمثابة غرفة عمليات للحرب التي تحددت مواعيدها كما رأينا . أما استخدام ألفاظ مثل ” تطوير مستشار الأمن القومي خطة لوقف صواريخ القسام ” أو ” نشر الأجهزة الأمنية التابعة لسيطرة رئيس السلطة ” فلم يكن له معنى عند المواطن العادي إلا أن الحرب الأهلية قادمة وأن القابعين في الرئاسة يريدون القضاء على حماس لأن الأمريكيين يكرهون الإسلام باختصار وهم لا يبالون بما يحدث لسائر الفلسطينيين . وقد سبق لأولمرت قبل برهة وجيزة أن أبدى في تصريح علني الاستعداد لتقديم السلاح للقوات التابعة للرئيس . وعندما نشرت الوثيقة أعلاه علق الرئيس قائلا إنه يتمنى أن توافق عليها إسرائيل ! أما صائب عريقات فقال : نحن أعطينا موافقتنا عليها من زمان ! وكان البند الخاص بتقديم الأسلحة من قبل إسرائيل لقوات الرئاسة أمرا فوق احتمال الإنسان الفلسطيني . ولم يكن للنطق به جهارا من معنى إلا أن الإدارة الأمريكية هي من الغباء وغرور القوة بحيث قفزت عن الوضع السيكولوجي للرأي العام الفلسطيني ( على أقل تقدير ) وأنها باتت تحسب أن ما تفكر به وترتئيه سيكون بردا وسلاما . أو لعل صبيانها لدينا أفهموها أن الجمهور سيرحب بالخطوات الأمريكية .

وكلما كانت المواعيد المنصوص عليها في الوثيقة الأمريكية تقترب كانت الأمور على الأرض تنفجر انفجارات محدودة بدت كأنها بروفات للقادم . ولم يكن ذلك خافيا على المواطن الذي يملك قدرا متوسطا من العلاقات واهتماما بسيطا بمتابعة الأخبار . وكانت التجهيزات تتسارع ولهجة الإذاعات المهيجة التي تأسست خصيصا ليوم كذاك اليوم تزداد حدة.

وكانت تتسرب أنباء عديدة من قبل الجنود في السرايا أو في المنتدى تتحدث عن أسلحة جديدة وصلت إلى المخازن . أما حركة إيفاد شباب منتقين من منظمة الشبيبة الفتحوية للسفر إلى دورات عسكرية في الخارج فكانت أظهر من أن تبقى قيد الكتمان . هذه الملاحظات كانت واضحة جلية للناس العاديين . فما بالك بحماس التي كانت بعض عناصرها السرية قد نجحت في الالتحاق بالأمن الوطني وغيره من أفرع الأجهزة الأمنية؟  

إذا شاء أحد أن يراجع الأمور وأن يستقرئ الدلالات ويستنبط الدروس فعليه أن يدقق في الملاحظات والاستنتاجات ويصل إلى الحقيقة . أما التفشش في عدد من أصحاب الرتب الذين قضت المراسيم المكتوبة بأيدي المسؤولين الحقيقيين عن الهزيمة بعزلهم أو بتخفيض رتبهم فإنه لا يعدو أن يكون نوعا من حك حزازة الصدر ، وتسليط الضوء على متهمين فرعيين حتى لا يقترب الضوء من الجناة الفعلييين أصحاب مقاولة الحرب الأهلية مع الأمريكيين ، رأس المصائب ، المليونيرية الذين ضللوا رئيسهم وضللوا الأمريكيين ويحاولون عن طريق الدولارات الأمريكية أن يضللوا بعض الكبار في حركة فتح . 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...