عينك على الوطن… عينك على الحقيقة

يبدو أن شعار قناة الأقصى الفضائية ( عينك على الوطن ) (عينك على الحقيقة ) لم يعجب بعضا من المسئولين الفلسطينيين سواء ممن يدعون أنهم وزراء فيما تسمى بحكومة الطوارئ التي انقلبت على الشرعية الفلسطينية أو من أولئك الذين نصبوا أنفسهم كإعلاميين قادوا التلفزيون الفلسطيني ووسائل الإعلام المختلفة على مدار السنوات الماضية ولم يكونوا إلا بوقا ناطقا لحركتهم وحزبهم مستثنين حراكا سياسيا وميدانيا لباقي الفصائل الفلسطينية التي تمثل الشريحة الأكبر حضورا وانتخابا وشرعية .
وعلى مدار السنوات الماضية لم يكن استضافة الشخصيات الوطنية والإسلامية فيما يسمى بتلفزيون فلسطين من خارج حركة فتح إلا لغرض تريده القناة أو وفق ظروف معينه تلبي حاجات فرضتها اللحظة…، ولهذا لم يكن من الغريب أن يصرح قادة العمل السياسي الفلسطيني أو الإعلاميين والأكاديميين المستقلين بأن استضافتهم عبر وسائل الإعلام العربية والأجنبية فاقت استضافة تلفزيون فلسطين لهم ؟؟؟ وقد كانوا يتوقون للحديث عبره ومخاطبة أبناء شعبهم من خلاله .
ومع انطلاق قناة الأقصى الفضائية التي رفعت شعار عينك على الوطن .. عينك على الحقيقة …. أخذت الأمور تتغير لصالح الكل الفلسطيني بل لصالح الوطن ، حيث وجد المثقفون والسياسيون وقادة العمل الإسلامي والوطني من كافة الاتجاهات منبرا حرا لهم يتابعون من خلاله هموم وطنهم ويشاركون في بنائه ويصلحونه بعيدا عن الاختيار الممنهج وفق اللون أو التوجه أو لغة الخطاب والمضمون المعد سلفا .
وبعيدا عن الأجندة التي حفظها الطفل الفلسطيني قبل الشيخ رسخت الأقصى مفاهيم جديدة لم تكن سائدة في فضائية فلسطين التي كانت تفرض خطابا استسلاميا لا يتحدث عن التحريض ضد العدو الصهيوني ولا يبرز جرائمه ولا يتغنى بالمقاومة والشهداء ولا يتحدث عن حيفا ويافا وعكا والقدس الشرقية والغربية ، لا بل تظهر صور المجرمين وقادة الإرهاب والقتل على أنهم حمائم سلام وشركاء ينبغي إبرازهم .ولعلنا نذكر الأغاني الوطنية والثورية التي منع بثها عبر قناة فلسطين وعلى رأسها أغنية (أخي جاوز الظالمون المدى ) إضافة إلى منع الأفلام الوثائقية والبرامج التسجيلية الوطنية التي يتكدس الأرشيف بها دون ادنى استغلال لها ،وقد حل مكانها رقصات الدبكة مع الفتيات وأفلام فاضحة وبرامج بثقافة مستوردة وخارجة عن أصول هويتنا الإسلامية وتقاليدنا العربية المحافظة .
هذه الأجندة التي انقلبت عليها قناة الأقصى الفضائية عبر سياستها الإعلامية المقاومة وخطابها الواضح و من خلال برامجها وأخبارها والفواصل التي تعرضها على مدار بثها المتواصل ، فبت ترى خطاب المقاومة والعودة والحنين لكل فلسطين دون أن تخشى مقص الرقيب الصهيوني ، ودون أن تجد متسعا للبرامج الهابطة والموجات المفتوحة التي تعبر عن تعبئة مقيتة تقوم على الكذب والتضليل والتمثيل .
في الفترة الماضية كنا نعتقد أن المحللين والخبراء والمتخصصين والمتحدثين بلباقة ومهارة وحيوية في كافة المجالات هم فقط من فتح وهذا ما عمل التلفزيون الوطني على تأصيله عندما أجبر المشاهد الفلسطيني على الاستماع لمحلل من فتح و متخصص من فتح وخبير من فتح و ناطق من فتح ومبدع من فتح مغفلا الشريحة الأوسع التي لا تنتمي لفصيل غير فلسطين ، إلا أن الأمر اختلف وزال هذا الاعتقاد عندما بدأنا نرى المحللين والإعلاميين والمتحدثين من كافة الفصائل ومن المستقلين عبر قناة الأقصى الفضائية سواء في الضفة أو غزة أو حتى في المهجر وهم يناقشون ويحللون ويتابعون الأخبار والتطورات بمهنية عالية ومهارة فائقة وبدون أن يكون وجودهم ذا علاقة بانتماء او توجه ، وقد أصبحت الفرصة سانحة أمامهم ليتحدثوا عبر وسيلة إعلامية فلسطينية بعد سنوات من الإقصاء الإعلامي من قناة فلسطين وغيرها من القنوات الفضائية التي أجبرت أيضا على لون معين من المحللين والضيوف ، وهذا الأمر يعود للمراسلين الذين يغذون قنواتهم بما يريدون حسب ميولهم!!! وكان الإعجاب والفخر يملأ كل فلسطيني هنا أوفي الشتات وهو يرى أبناءه يدافعون عن قضيتهم ويتناولون الأحداث بقوة الحق والمنطق والأدلة الجلية وبمنظورهم الخاص ووفق ما يرونه مناسبا دون أن تكون الكلمات معدة مسبقا أو يكون التحليل منحازا لجهة بعينها .
وبالرغم من النقلة النوعية التي أحدثتها قناة الأقصى في الإعلام الفلسطيني وبشهادة المتابعين الذين لم يبخلوا على القناة بنصائحهم وتوجيهاتهم ، ودون أن ينافقوا أو يداهنوا أو يخشوا انتقاد القناة لبثها بعض المشاهد التي عرضت أو طبيعة الخطاب الذي ساد في الفترة الماضية، إلا أن الأيام الماضية شهدت حملة مسعورة وموجهة وعلى أكثر من صعيد ضد قناة الأقصى وشعارها عينك على الوطن والحقيقة لعدة أسباب :_
مثلت قناة الأقصى الفضائية منبرا حرا لكل الفلسطينيين دون النظر لانتماء سياسي أو اعتبار لتوجهات حزبية ظلت سائدة عبر تلفزيون فلسطين الذي كان ينتقي الضيوف والشخصيات والاتصالات .
فضحت قناة الأقصى الفضائية بالصوت والصورة جرائم الاحتلال ووكلائه في غزة والضفة وهو الأمر الذي شكل تهديداً مباشرا للمتسترين خلف عباءة الوطنية ومدعي قيادة الشعب الفلسطيني
عمقت القناة مفهوم انتماء أكثر للوطن بكل أجزائه دون انفصال او تجزئه فلم يكن خطابها فقط عن أراضي ال67 بل تعداه ليشمل الأراضي المحتلة عام 48 والتأكيد على شرعية حقوقنا وحتمية عودتنا
وحرضت القناة على العدو الحقيقي وهو الذي يقتل ويغتال ويجرف ويستهدف كل مقومات الحياة ، ولم تكن دعوتها للمقاومة دعوة عبثية فارغة تعطي للمحتل صك غفران عن جرائمه و تغسل يديه عما يقترفه، بل ظلت دعوتها واضحة بأننا نعيش تحت احتلال يجب أن يخرج من كل فلسطين ولا حوار معه .
تتبعت القناة أخطاء المتسلقين مدعي الوطنية والحرص على المصلحة العامة دون أن تنافقهم أو تخشى من سطوتهم وتهديدهم
أظهرت القناة أكاذيب تلفزيون فلسطين الذي كان يروج للمغالطات والأخبار الملفقة والقصص المكشوفة ، حيث تابعت الأقصى الحدث بالصورة وكانت تثبت مدى الكذب الذي أصبح سياسة واضحة في تلفزيون فلسطين وبالتالي أحرجت القائمين عليه وهو الذي فقد ثقة المشاهد العربي والفلسطيني نتيجة لمنهجه التي يتبعه منذ نشأته و هو يعتقد أن الحقيقة يمكن أن تغطى أو تحجب عن المواطن الفلسطيني الذي تشرب السياسة منذ طفولته وهو جزء من الأحداث التي يحاول تلفزيون فلسطين تغييرها أو حرفها .
أوضحت القناة الكفاءة العالية والمهنية المنضبطة للصحفي الفلسطيني الذي إن ترك له المجال فإنه سوف يبدع، كما أنها غيرت من أثر ضعف الإمكانات المادية الذي يمكن أن يعرقل العمل و يؤجله حيث أثبتت الأقصى أن الإرادة والعزيمة تتغلب على الإمكانات المادية وتتخطاها لتصنع إعلاما حرا يلقى القبول والرضا من المواطن المتعطش للحقيقة ، ومن زار القناة وتعرف على إمكاناتها المتواضعة وموظفيها عرف ما أقصده تماما قياسا مع الأسطول البشري والمادي في قناة فلسطين وغيرها .
لهذه الأسباب وغيرها اشتدت الهجمة على قناة الأقصى وازدادت المطالب بإغلاقها حيث صرح ما يسمى بوزير الإعـــلام في حكومة فياض اللاشرعية بأنه سيتم إغلاق قناة الأقصى الفضائية ولن يسمح لها بالبث من داخل الأراضي الفلسطينية …هذا التصريح الذي جاء من رجل لا يملك شرعية لقناة امتلكت شرعية من الجهة التي تمثلها وهو الشعب الفلسطيني، ولن تلقى هذه التهديدات أي اهتمام أمام الدعم الكبير الذي تلقته القناة من مشاهديها محليا وعربيا وإسلامياً وهم يرون الصورة الحقيقية للشعب الفلسطيني وجهاده ومقاومته ومعاناته من خلال قناة رفعت شعار عينك على الوطن…. عينك على الحقيقة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...

الأمم المتحدة تحذّر من استخدام المساعدات في غزة كـ”طُعم” لتهجير السكان
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت هيئات الأمم المتحدة من مخاطر استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كوسيلة للضغط على السكان ودفعهم قسرًا للنزوح، مع...

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...