الجمعة 09/مايو/2025

فضائية الأقصى… وملحمة الصور

وردة الأنقر

لم تحتفل فضائية الأقصى بعد بعامها الأول لانضمامها إلى المنظومة الإعلامية العربية والإسلامية إلا أنها نجحت في رسم الخريطة الإدراكية للشعوب الإسلامية لتكون أقدر على الإحساس بواقعها وبهموم أمتها في المشرق والمغرب من خلال الرسائل التي تبثها كل يوم. ففضائية الأقصى على الرغم من حداثة نشأتها إلا أنها نجحت في أن تستقطب الملايين عبر العالم بمن فيهم الغير ناطقين باللغة العربية لتنبري أقلام الإعلاميين والساسة تحليلا لما يأتي على تلك الشاشة ولتتهاوى أمام ضرباتها الإعلامية المقاومة كافة أباطيل الإعلام الصهيوني فضلا عن سرعة انهيار الإعلام الرسمي الفلسطيني من وجدان وعقول الفلسطينيين في الداخل والخارج دون أن يجد باكيا على أطلاله.

 إن هذا الاهتمام الكبير الذي حظيت به الفضائية دونا عن كافة مكونات شبكة الأقصى الإعلامية يكمن سره في حكمة تثبت كل يوم روعتها ” the picture says 1000 words” ” الصورة تتحدث ألف كلمة. فمعلوم بأن أرض فلسطين هي أرض الأحداث الساخنة والأخبار العاجلة لكن من هو الذي يصنع الحدث والخبر العاجل؟! أليست هي المقاومة الفلسطينية؟!.

 لقد تعود العالم أن يرى صورة المقاومة من خلال ما يغطيه الآخرون عن المقاومة من أخبار قد لا تعطي الصورة الحقيقية عنها. أما الآن فالعالم يستمع إلى أقوى فصيل فلسطيني مقاوم على الساحة الفلسطينية بما يرصده هو عن نفسه من خلال وسائله الإعلامية.

هذا لا يبدو مريحا للصهاينة في كل الأحوال فقد نزعت من بين أيدي الصهاينة ركيزتين أساسيتين في حربها الإعلامية على الفلسطينيين. أما الأمر الأول فهو أن الصهاينة كانوا محتكرين دور الضحية التي يمارس عليها العرب القتل والتدمير وهذا ما استخدم لتأليب الرأي العام الغربي على العرب والمسلمين واستغل في أبشع صوره في إطار الحرب على الإرهاب.

أما مع ظهور قناة الأقصى وتوالي رصدها لسلوك المحتل الصهيوني أظهرت بوضوح الخلل النفسي لدى الجيش الذي كرّم يوما ما على أنه الجيش الأكثر أخلاقا في العالم ولعل آخرها صورة استهداف الصحفي عماد غانم الذي وثقت الكاميرا عملية قتله. ولتسقط الكارثة على رؤوس الإعلاميين الصهاينة عندما نشرت شبكة BBC نتائج استطلاعا للرأي كانت قد أجرته في 27 دولة ولتكون النتيجة هي أن “اسرائيل” تعد الدولة ذات التأثير الأسوأ في العالم. أما الأمر الثاني فهو تدمير نظرية أن “اسرائيل” حقيقة ثابتة في منطقة الشرق الأوسط أمام ما تبثه الفضائية كل يوم من صور للمقاومة وصمود الشعب الفلسطيني لتنتزع هذه النظرية من جذورها وليكون الواقع هو ما تفرضه المقاومة على الأرض لا ما ينظمه الصهاينة من رؤاهم ويتهافت الساسة المتخاذلون على نسج خيوطه في المنطقة العربية.

هذا الخوف هو ما عبر عنه تقرير لهم نشر على مركز المعلومات الصهيوني حول الاستخبارات عن أن البنية التحتية لحماس كانت هي نقطة الضعف الوحيدة أما الآن فبامتلاكها لفضائية الأقصى ستكون قادرة على بث رسائلها وسط الجمهور الفلسطيني والقطاعات العربية والإسلامية في أرجاء العالم.واعتبر التقرير أن المسئول عن ذلك هو فتحي حماد الذي وصفوه بالمتطرف .النائب فتحي حماد قد أدرك نقطة الضعف لدى حركة حماس فبدأ برأب الصدع الحاصل وتدرج في مسيرة التأسيس من المقروء للمسموع كإذاعة الأقصى ثم المرئية فالفضائية التي كانت حلم للكثير من الفلسطينيين.

هو لم يتوقف عند هذا الحد ليستكمل مشوار البناء ليؤسس لوكالة أنباء ترصد الوقائع على أرض فلسطين بسرعة ودقة. ولعل امتلاك حماس لوكالة شهاب للأنباء يثير سخرية الكثيرين من أبناء فلسطين إذا ما قارنوا بين من يحاول أن يصنع الخبر وبين من يستقي الخبر من وكالات الأنباء الغربية كالاسوشيتد برس ورويترز. فيكفي أن تشترى اليوم إحدى الصحف الرسمية الصادرة في فلسطين كالحياة الجديدة والأيام حتى تدرك حجم المأساة فما من خبر تطالعه على صدر الصفحة الأولى حتى تجد أن المصدر ليس فلسطينياً وأتساءل هنا ما الذي تفعله وكالة وفا؟! وأين المقدرات الضخمة التي استنزفت من أموال الشعب لوسائل الإعلام التي من المفترض أن تكون عين على الوطن.من العار أن نكون نحن من يصنع الحدث ونرسم الخارطة السياسية للعالم ثم ننقل أخبارنا من وكالات عرفت بعلاقاتها الوثيقة مع عدونا.

من المؤكد أننا نخوض تجربة إعلامية نصنع فيها سياساتنا الإعلامية بأيدينا وننهض بطاقات شبابنا ولعل تعدد الوجوه الشبابية على شاشة الفضائية يعكس أن هناك سياسة لدى المشرفين على الإعلام بأنه الطريق لصنع القادة القادمين للحركة من خلال دفعهم لرصد التحولات السياسية الدولية والتعمق أكثر في تحليل الحدث وتحوير الفكرة لتصل للجمهور الفلسطيني والإسلامي بما يناسب واقعه وطموحه. لكن الأمل المنشود من الأقصى اليوم هو أن تجمع شتات الجاليات الفلسطينية عبر العالم وأن تتواصل مع كافة المفكرين والعلماء والسياسيين عبر العالم لأنها لم تصبح صوتا لفلسطين فقط بل لكل العلماء والمفكرين الذين أخرست أصواتهم من أنظمتهم المستبدة و أبعدوا عن ديارهم لأجل كلماتهم القوية الحرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...