الجمعة 09/مايو/2025

عندما تتهاوى الظاهرة الدحلانية…!!

كمال جابر

لن أكتب عن دحلان (الشخص)..المنكسر المهزوم ، الهارب من غزة خوفا من تبعات مسؤوليته المباشرة عن جرائم خطيرة ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني وشعوب أخرى في المنطقة..!! لن أسهب في الحديث عن الفاقد لمركزه المحوري القائم على أساس تنفيذ مخططات وأجندة صهيوأمريكية ..،، هذا الكئيب المحبط نتيجة لما كسبت يداه ، غير المرغوب به حاليا في ذات الأوساط التي رفعته كثيرا بلا مبررات معقوله ، ودفعت به دفعا لمواجهة حماس ..فكان لهم جميعا ما أرادوا ،، بيد أنهم جنوا ما لم يكونوا يحتسبوا أو حتى يتخيلوا في أكثر الأحلام إزعاجا وسوداوية.. خسائر عسكرية وسياسية وإعلامية…!!!

هذا عدا عن الشعور بالخذلان الذي لحق بالدوائر التي وظفت هذا الغِر ..يوم أن اكتشفوا ان الرهان على هذا الفتى الذي أُعجِبَ به بوش كثيرا.. كان رهانا خاسرا وموغلا في السذاجة والسطحية..أما تجرع الخيبة وتذوق طعم المرارة فكانا بالغَين على وقع الحقيقة التي أظهرت أن المحاولات الدحلانية المحمومة لاختزال مراحل التآمر وحرق الكثير من خطواتها في سباق مع الزمن لقطع الطريق على حماس من تحقيق مزيد من النجاحات.. كانت كلها محاولات فاشلة وكشفت الكثير من أوراق ونوايا اللاعبين في الساحة ..محليا وإقليميا ودوليا…!!

ولكنني سأكتب عن دحلان (الظاهرة) فاقعة اللون ، التي تفشت في الأمة عبر أشكال متعددة ..هذه الظاهرة التي سبقت ظهور دحلان على مسرح الأحداث بعقود طويلة ..حتى باتت تفرض نفسها بقوة في الأوساط السياسية والإعلامية والثقافية ، وتقوم بأدوار بالغة الخطورة تَمَس الأمة في عناوين سيادتها وثقافتها ومكانتها ..،، فالتفوق الغربي على شعوبنا ما كان له أن يتم أو يدوم طوال هذه المدة لولا نجاحه الكبير في صناعة الظاهرة (الدحلانية) وفرضها بين أظهرنا بوسائل وأساليب متنوعة.. بمقدار تنوع حاجات ورغبات النفوس المريضة والمجبولة على التعاطي مع الرذائل دون تحفظات أو خطوط حمراء..! فحب المال والجشع لاقتنائه ، والتطلع للمركز والاستعداد للتضحية بكل شيء من اجل الوصول اليه ، أو الحاجة للتحرر من عقدة الشعور بالنقص والدونية .. والرغبة الجامحة في تجاوز مستويات معيشية واجتماعية قاسية باتجاه أخرى مرفهة ومنعمة ،، كل هذه الحاجات تشكل مدخلا مناسبا لتجنيد طلابها للخدمة الفاعلة في سلك الدحلانية الرائجة في أسواق النخاسة السياسية المنتعشة..!!

فالدحلانية هي السوسة التي تنخر ساق زيتونتنا المباركة بنص التنزيل المُحكم دون أن يتنبه لذلك أحد ، وهي الطابور الخامس الذي يوجه الطعنات لشعوبنا من الخلف ، وهي الذراع الضارب لأعدائنا داخل أرضنا.. في مؤسساتنا وبيوتنا.. في إعلامنا .. الدحلانية تتراقص على أطراف ألسن الكثيرين من أدعياء الفكر والثقافة ، وتسابق صرير أقلام من اعتادوا التكسب بالكلمة يكتبونها بثمنها،، وتزاحم موجات الأثير على أعتاب مسامعنا ..تستهدف وعينا وعقولنا لتقنعنا بأن (الغول) ما هو إلا صديق أليف مسالم ..وأن من يحب أرضنا بزيتونها وبرتقالها وقمحها وأقحوانها..والمستعد لافتدائها بالغالي والنفيس ما هو إلا إرهابي دموي حقير..!!!

ولكن الغريب في الأمر أن اندحار دحلان (الشخص) ، وسقوط مخططاته المريع .. كشف عن حجم المتورطين والساقطين في حبائل الدحلانية الخسيسة.. ومدى الأدوار المتقدمة التي لعبتها هذه الدحلانية وما تزال على المستوى السياسي والأمني والإعلامي ،، خدمة للمشروع الصهيوني المجرم على أرضنا..!! فالوقوف على الكم الكبير من الأدلة المادية التي تم وضع اليد عليها في المراكز الأمنية (الدحلانية) ،، الظاهرة والشخص معا…تشير الى مقدار ارتهان المستوى السياسي والأمني الفلسطيني الرسمي برغبات ومسارات ومصالح الصهاينة الغاصبين.!! وحجم المقلب الذي تجرعه شعبنا عندما ظن بأن له قيادة سياسية تعبر عن آماله وتتألم لآلامه وتنطلق من أجندة فلسطينية خالصة..بينما كانت هذه القيادة في حقيقة أمرها مجرد ألعوبة صغيرة تتحرك باتجاه واحد يتماهى مع المصلحة الصهيونية ليس إلا …كحقيقة واقعة تشكلت وأخذت أدوارها الفعلية على الأرض بعد أوسلو المشؤومة واستقدام أزلامها نجوم (الدحلانية).. ليستكملوا مهمة إنجاح المشروع الصهيوني وإيصاله الى نهاياته المرغوبة.. ولكن بأيدٍ وأجهزة وألسن فلسطينية تم تأهيلها للمهمة القذرة عبر تجنيدها للخدمة في الدحلانية منذ أزمان بعيدة…!!

وحتى يتم ضمان بقاء هؤلاء المسخرين للعمل خداما للأجندة الصهيونية على الخط المرسوم ، وحتى يتم قطع الطريق على أحدهم بالتفكير بالتراجع أو النكوص عن تنفيذ المهمات ..، أو حتى إبطال مفعول صحوة الضمير فيما لو حصلت عند أحدهم يوما من الأيام كان لا بد من توثيق السقطات والعثرات التي وقع بها هؤلاء وتسجيلها لاستخدامها للابتزاز والتهديد عند الحاجة ، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان مقدار قذارة الأساليب التي يتم توظيفها لتحقيق أهداف لا تقل قذارة عن الأساليب المستخدمة للوصول إليها..!!

ولكن اللافت في الأمر أنه تم تسليم وتجميع هذه الأدلة في يد دحلان دون غيره تلك الأدلة التي ربما تم التقاط وتوثيق بعضها وأرشفته عندما كان لقب (أبو ريالة) لا يزال السمة الأبرز في شخصية رمز الدحلانية الخسيسة..! بيد أنه ولا شك قد أضاف عليها وعززها بما اكتسبه من خبرات تم تدريبه وأجهزته عليها من قبل أسياده المعجبين به وبإخلاصه الشديد لتنفيذ مخططاتهم وتوجيهاتهم..،، كل ذلك جعلني الآن أقف على حقيقة العبارة الشهيرة التي أطلقها بوش في حق دحلان وأتفهم دلالاتها العميقة..ولماذا هو بالذات دون غيره؟؟ عندما صافحة بحرارة قائلا… (إن هذا الفتى يعجبني) ..!!

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...