يا أحمد بحر: حديث النِّصاب لا يكفي للرد على النَّصََّاب!

بكل أدب وتلطف تحدث القائم بأعمال رئيس المجلس التشريعي الدكتور أحمد بحر عن إفشال فتح لاجتماع المجلس التشريعي اليوم عن طريق تهريب النصاب. تحدث بحر عن ذلك بلغة قانونية محترمة مؤدبة ينكر فيها على قادة فتح سلوكهم المعيب وغير المسؤول؛ وانتقد فوق ذلك قيام الرئيس عباس بزرع بذور مؤامرة جديدة من خلال دعوته المجلس التشريعي للانعقاد في تاريخ قريب – الأربعاء من الأسبوع المقبل – لانتخاب رئاسة جديدة للتشريعي بالاقتراع السري. بحر قال أن هذه الدعوة غير قانونية لأنها ليست من صلاحيات الرئيس وكلامه يوحي أن الرئيس إذاً يأتمر مع صحبه من أجل تمرير مؤامرة ما تسلب حماس موقع رئاسة المجلس التشريعي الذي تحتفظ فيه بالأغلبية.

ليسمح لنا الأستاذ الكبير أحمد بحر ولتسمح لنا حركة حماس؛ فإن لهجة القانون والتلطف الأدبي والمهني مع هؤلاء الأوباش ومع هذه الحثالة لا تفيد أبدا! عامل “الفيديو كونفرنس” الذي يدير ربط مجلسي رام الله وغزة تلفزيونيا تعرض اليوم لإطلاق نار حتى تفشل الجلسة؛ وزعامة فتح طلبت تأجيل الجلسة المقررة أصلا يوم الأربعاء إلى اليوم الخميس لتخرج بعد ذلك وتقول أن الدورة التشريعية انتهت فقط منتصف ليل الأمس! هكذا إذاً تتم سرقة الشرعية على يد كهنة فتح؛ وعلى طريقة أحبار التوراة الغشاشين الذين أذابوا الشحم حين حرم عليهم أكله؛ وماطلوا في ذبح البقرة وما كادوا يفعلون؛ ونصبوا شباكهم مساء الجمعة ولموا صيدهم صباح الأحد – أولئك القردة الخاسئون!

أكثر من ذلك فإن فلسطين ومنذ أسبوعين تتعرض للانتهاك القانوني والإهانة لجمهورها وعقلها على يد الرئيس الذاهل الذي استحلى أن “يرسِّم بما هو آت”؛ والذي يتعامل مع الدستور على أنها حزمة من التبن أو العلف على شاكلة الدستور الذي أكله الحمار في مسرحية “غُربة”! عباس ومستشارو النحس المستمر يتعاملون مع الدستور والقانون على أنه ممسحة لأمراض نفوسهم؛ وعلى أنه مظلة لكل جرائمهم السياسية التي لم تقتصر على محاربة الديمقراطية وسرقة قرار الشعب الفلسطيني وتقنين قمع المقاومة؛ أو بالأحرى تقنين الخيانة والعمالة – العمالة التي قال فياض أنها كلمة لا تؤثر فيه لأن جلده سميك (أي أنه “متَمسِح”)

هؤلاء يا سيدي بحر يتعاملون مع دستور مكتوب بقلم رصاص؛ يمحون منه ما شاؤوا ويثبتون فيه ما شاؤوا؛ وطالما أن الرئيس المضيع قادر على أن “يرسِّم بما هو آت”؛ وطالما أن لديه سجنا يجمع فيه الأعداء في الجنيد؛ وطالما أن لديه جهازا أمنيا قادر على التعري وقت يشاء الصهاينة؛ وطالما أن لديه حفنة من اللصوص الفارين من غزة ممن يعمل على تلويث القاهرة بهم عن طريق تعيينهم هناك كَ “دُب لُماسيين”؛ وطالما أن لديه محطة تلفزيون تسبح بحمد خبال حزبه وسفاله؛ فهو سيسدر في غيه ولن يقف كثيرا عند القانون والمواد والدستور وما يجوز وما لا يجوز؛ ولن يهتم أخي الأستاذ بحر إن أنت قارعته بالحجة كما تطلب أم لم تقارعه!

لذلك أنا أتمنى عليك أن تدع حديث الأدب مع أهل قلة الأدب؛ وأن تركن أبا موسى الأشعري فيك وتستدعي عمرو بن العاص منك؛ وتتصل بأخويك وزميليك خليل الحية ونزار ريان تسألهما عن بعض المواد المرئية والصوتية التي يمكن أن تفقأ بها أعين حرامية القانون وحرامية الأخلاق وبلطجية السياسة في رام الله. التأدب مع هؤلاء النَّصَّابين والحثالة لا ينفع يا شيخ التشريعي؛ ولا يكفي أن تحاججهم بالحديث عن النَّصاب وفقد النصاب وخلاف ذلك؛ بل عليك أن تداوي هؤلاء المتسيبين الخونة بمثل ما داوى به الزبير وعلي رضي الله عنهما الغانية التي حملت كتاب حاطب رضي الله عنه خلسة إلى مكة وأصرت على إخفائه؛ فحين ماطلتهما المارقة الكاذبة هدََّداها بصريح العبارة: ” اخرجي الكتاب أو لنلقين الثياب”!

يجب لي أذرع هذه الغوغاء السارحة التي خطفت قرار فتح ببعض ما كشفناه عنهم في ملفات الخزي والعار المرئية والمسموعة والمكتوبة في مقرات مخابراتهم؛ ويجب أن نحكم الطوق على رقاب هؤلاء السفلة؛ فهذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها من تمرغ في الخنا والخيانة؛ ومن تغمس بالذل ووسخ المعصية!

بتهديد كهذا سيخضع عزام الأحمد وأشياعه وسيخرج الكتاب من عقاصه كما فعلت الظعينة؛ وليس بغير هذا يتم تركيع النَّصَّاب الذي يهرب النِّصَاب!