السبت 10/مايو/2025

فشل الجهود الصهيونية في ابتلاع القدس بعد 40 عاما من الاحتلال

فشل الجهود الصهيونية في ابتلاع القدس بعد 40 عاما من الاحتلال

على رغم ما تتعرض له القدس من مصادرة أراضٍ وإقامة مستوطنات ومحاصرة الفلسطينيين داخل كانتونات وحرمانهم من الحد الأدنى من حقهم بالعيش كبشر وأصحاب أرض، وعلى رغم أن المدينة بدأت تفقد مقوماتها، إلا أنها لم تصل بعد الى الوضع الذي تخططه لها دولة الاحتلال.

وما يزعج رئيس البلدية أولاً هو نتائج الأبحاث الصهيونية التي تؤكد أن عدد السكان اليهود في القدس آخذ بالانخفاض، وفي المقابل فإن السنوات الـ12 المقبلة ستشهد احتلالاً فلسطينياً للمدينة، من خلال الزيادة العالية في الولادات وما تشكله من خطر ديموغرافي على الكيان الصهيوني.

وقد حظي بعطف وتأييد مطلقين من أولمرت، ووزراء في الحكومة سيدعمونه للحصول على الموازنة التي تطلبها البلدية، وتساهم في إزالة الخطر الديموغرافي وقلب المعطيات التي تدل على ان نسبة العرب تضاعفت 245%، فيما لم تتجاوز نسبة ارتفاع اليهود 140%، ما يعني تساوي عدد السكان في العام 2035، مع الإشارة إلى أن عدد سكان القدس يبلغ اليوم 720 ألف نسمة، 66% من اليهود و34% من العرب.

اللافت أن جدار الفصل العنصري ساهم بزيادة عدد السكان الفلسطينيين، حيث عاد إلى القدس، أولئك الذين اضطروا لتركها بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة وتراجع أوضاعهم الاقتصادية، كما تواصلت مصادرة الأراضي في إطار الهدف ذاته وبُنيت أحياء جديدة لليهود في القدس الشرقية، تحيط بالأحياء الفلسطينية داخل حدود المدينة، ما أدى لإخراج غالبية السكان الفلسطينيين خارج منطقة نفوذ القدس للحفاظ على غالبية يهودية تعادل 72%، في الوقت الذي يمنع فيه المواطنون العرب من السكن في القدس الغربية.

كما أصبح عدد السكان اليهود الذين يقطنون القدس الشرقية مساوياً تقريباً لعدد السكان العرب، بسبب اضطرار آلاف العائلات للانتقال للعيش خارج المدينة، خوفاً من فقدان مكانتهم كمواطنين مقدسيين، وبموجب منظمة بتسيلم، فإن عملية التخطيط البلدي في القدس تولتها الحكومة، لضمان عدم ازدياد نسبة المواطنين العرب عما كان عليه منذ احتلال 67، وبحسب الأبحاث الصهيونية فقد منح كل واحد من سكان القدس مكانة مواطن دائم منذ عام 67، بحسب الإحصاء السكاني لمن تواجد في المدينة فقط، مع إمكان الحصول على مواطنة صهيونية لمن يرغب ضمن شروط واضحة بينها، الإخلاص لدولة الاحتلال وعدم الحصول على جنسية أخرى، ومعرفة اللغة العبرية، ما أفقد أكثر من أربعة آلاف فلسطيني بطاقة هويتهم في المدينة خلال عشر سنوات، في حين أن غالبية الفلسطينيين منعوا من الحصول على المواطنة ويجري التعامل معهم كمهاجرين، فلا يحق لهم المشاركة في الانتخابات ومشاركتهم تقتصر على الانتخابات الفلسطينية، مما يجعل المقدسي في حيرة من أمره إذا كان تابعاً للسلطة الفلسطينية أو للكيان الصهيوني.

فإذا كان الخطر الديموغرافي يرعب رئيس البلدية والحكومة، فإن غياب العلمانيين والجيل الشاب ورجال الأعمال عنها بجانب غياب الوجود الدولي فيها من سفارات وقنصليات لا يخفف من القلق والإزعاج.

·        شبكة الأنفاق تهدد القدس

على صعيد آخر، تستمر الحكومة الصهيونية في منح التسهيلات للجمعيات الاستيطانية وخاصة جمعية “عطريت كهونيم” وجمعية “العاد” من أجل العمل على تهويد مدينة القدس مستغلة الظروف السياسية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون والعرب بشكل عام.

وتتركز نشاطات الجمعيات الاستيطانية على حفر الأنفاق الضخمة والطويلة تحت مدينة القدس القديمة وتحت أراضي مدينة سلوان العربية، وتقوم جمعية “العاد” الاستيطانية المتطرفة بالاستيلاء على البيوت العربية القديمة في البلدة القديمة ومدينة سلوان بطرق مباشرة أو غير مباشرة، ثم تحول البيوت المستولى عليها إلى بيوت سكنية مؤقتة للعائلات اليهودية.

في هذه الأثناء تقوم الجمعية بأعمال الحفريات في أسفل تلك البيوت لشق أنفاق كبيرة تسير تحت أرض مدينة سلوان وبيوتها متجهة باتجاه البلدة القديمة في القدس، ويبدأ هذا النفق من داخل البيت بفتحة متوسطة الحجم تتسع تدريجيا كلما اتجهنا إلى الأسفل ليمتد بمسارات طويلة ومتعرجة تصل إلى 8 أمتار عرضا و8 أمتار طولا.

وما زال العمل جاريا في هذا النفق حيث تعمل الشركات الصهيونية ليل نهار وبسرية تامة حيث تتم الحفريات من داخل المنزل بعيدا عن الأعين، كما يلاحظ وجود درج قديم يتجه إلى أسفل مما يؤكد أن سلطة الآثار الصهيونية تعمل وفق مخطط محدد حصلت عليه على الأرجح من الحكومات التي تعاقبت على حكم القدس.

يذكر أن جمعية “العاد” الاستيطانية تركز نشاطها بشكل ملحوظ في مدينة سلوان وبالقرب من عين سلوان وفي موقف جبعاتي وبالقرب من سفح جبل صهيون ومناطق أخرى من داخل مدينة سلوان، وتتجه معظم هذه الأنفاق نحو البلدة العتيقة لتلتقي بالحفريات والأنفاق تحت الحرم القدسي الشريف بالقرب من حائط البراق بهدف السيطرة التامة على أسفل القدس العربية.

ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد وحسب، بل تتفرع أنفاق عديدة بالقرب من هذا النفق، ومن هذه التفرعات نفق أطلق عليه نفق كنعان الذي يسير باتجاه أعلى الجبل بين الصخور، وإلى جانبه نفق آخر يطلق عليه نفق شيتح يمتد بعمق أمتار تحت مدينة سلوان، ويتفرع منه مساران أحدهما يتجه باتجاه القدس القديمة والثاني نحو جبل صهيون، ويذكر أن نفقا ثالثا يدعى نفق قناة 2 يمتد من مدينة سلوان ويتجه ليلتقي مع نفق شيتح، توقف فيه العمل مؤقتا لمعرفة أسباب انهياره المفاجئ.

وتشكل هذه الأنفاق خطراً كبيراً على المنازل العربية لكونها تسير أسفل أساسات هذه البيوت التي بدأت تتشقق وينهار جزء من حجارتها.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات