مبروك طلبة التوجيهي 2007

من كان يعتقد بأن طلبة الثانوية العامة “التوجيهي” لهذا العام 2007 سيتقدمون لامتحان الثانوية كباقي زملائهم الذين سبقوهم في السنوات السابقة؟! ومن كان يعتقد بأن هذا العام سينتهي على خير؟!
لم يشهد عام دراسي من قبل مثل ما شهده هذا العام الدراسي 2007 إلا عامي 1948 ، 1967، أيام النكبة والهجرة القصرية لأهلنا وأجدادنا من أراضينا المحتلة عام 1948م وعام اغتصاب الاحتلال الصهيوني لباقي أراضينا الفلسطينية في الضفة والقطاع عام 1967م.
أما هذا العام الحزين وخاصة طلابه المساكين ووجه الخصوص طلبة الثانوية العامة الضحايا الذين عاشوا عاماً دراسياً كئيباً جريحاً مكلوماً كان يخشى الطالب على نفسه أو على مقعده أو على حقيبته وكتبه والمؤلم جداً أن المعتدي هذه المرة ليس صهيونياً بل فلسطينياً هو الأخ والأب والعم والخال وابن العم وابن الخال و …. لقد أصبنا كبد هذا العام الدراسي بحرابنا الفلسطينية ولنعد بالذاكرة لنسطر الوقفات الأليمة والدموية في تاريخ هذا العام الدراسي 2007م:
– استقبل العام الدراسي ومنذ اليوم الأول بإضراب ما يسمى المعلمين احتجاجاً على انقطاع رواتبهم، هؤلاء المعلمون الذين عادوا من إجازة ثلاثة شهور كاملة و اتضح أنها لا تكفي لهم فمددوها لشهرين كاملين في الضفة الغربية ولبضع أيام في القطاع، غير ملتفتين لفرحة الطلبة ولهفتهم وهم يلبسون الملابس الجديدة ويحملون الحقائب ذات الأشكال المتنوعة والذين قضوا ليلتهم وهم يتغنون بالمدرسة وكيف سيكون لقاء الأصحاب والأصدقاء والمعلمين والمدراء، كيف سيلعبون في ملاعب المدرسة ويتمشون بين حدائقها ويجلسون في فصولها.
ولكن لم يمهلهم أعداء العلم ومخربو الوطن ليسرحوا مع خيالهم طويلاً بل فاجئوهم بإغلاق المدارس بالأقفال والجنازير الحديدية ولاحقوهم في الشوارع ضرباً وشتماً وطرداً وتوعدوهم بالويلات إن عادوا وتجمهروا أمام أبواب المدارس، ودخلنا في الجدل والسجال البيزنطي بين ما يسمى باتحاد المعلمين والحكومة لنعلم من يكون أول “الدجاجة أم البيضة” وتركنا طلابنا تتلقفهم الشوارع والأزقة والمرافق العامة والمقاهي والكوفي شوب ومراكز الانترنت لتقضي على ما تبقى لهم من بصيص أمل في حب العلم.
– المناهج الفلسطينية.. ضربة أخرى للطلبة هذا العام هي اكتمال المنهاج الفلسطيني ليتوحد ولأول مرة المنهاج على ضفتي الوطن “الضفة والقطاع” وذلك باستكمال الحلقة الأخيرة وهي حلقة الصف الثاني الثانوي “التوجيهي” والذي كان عبارة عن منهاج طويل ودسم جداً في كثير من المواد وحدث تضارب في المواد الاختيارية مما جعل الطلبة في حيرة من أمرهم فزادت شكواهم إلى مدرسيهم ومدرائهم ووصلت ببعضهم إلى تجييش المسيرات إلى مقرات مديريات التربية والتعليم في المحافظات للتعبير عن رفضهم وسخطهم عن خطط الوزارة في تنفيذ المنهاج، الأمر الذي دعا وزارة التربية والتعليم العالي أن تشكل لجاناً فنية طارئة لتقييم المنهاج والتي انتهت بحذف بعض المواضيع وتثبيت المواد الاختيارية مع تخفيض درجاتها النهائية للنصف.
مع قرب نهاية العام الدراسي وبداية امتحان الثانوية العامة اشتدت المناكفات الدموية بين الفرقاء الفلسطينيين في قطاع غزة والتي ما توقفت على مدار العام الدراسي في أرجاء الوطن كله ولكنها في الأيام الأخيرة من العام الدراسي 2007 تمركزت في القطاع حيث استخدمت القذائف والأسلحة الثقيلة وأغلقت الشوارع وركبت الأبراج ورصاص القناصة يصل لكل جسم يتحرك فأصبحت شوارعنا جحيماً لا يطاق، وأصبحت بيوتنا غير آمنة على من بداخلها، الأمر الذي انعكس سلباً على طلابنا وطالباتنا وكان منذراً بحرب ضروس ستقضي على العام الدراسي وستهلك طلابه وتتركهم يموتون حسرةً وألماً على ما بذلوه من جهد وتعب وعرق ومال خلال هذا العام، واشتدت الأزمة في الأيام الأولى للامتحانات وشهدنا خطفاً للطلبة أثناء ذهابهم وإيابهم إلى لجان الامتحانات بل توجه بعضهم إلى الوزارة طالبين نقلهم إلى أماكن أكثر أمناً على حياتهم ليتمكنوا من تقديم امتحاناتهم وهكذا حتى مَنَّ الله علينا بحسم سريع لهذا الاقتتال ووضعت الحرب أوزارها في القطاع، لتشتعل شرارتها في الضفة الغربية لتعيد مسلسل الإجرام والقتل والتعدي والخطف ليعيش أبناء الضفة ما عاشه أبناء القطاع فتتوحد الظروف القاهرة من الخوف والقلق والهلوسة.
وأخيراً حصل ما لم يكن على البال ولم يحدث في فلسطيننا البتة وهو سرقة الامتحانات وتوزيعها على المارة فأصبح مصير طلابنا لا يساوي 5 شواقل بأيدي المجرمين القتلة النازيين، وكانت هذه كالعقدة التي يستخدمها كاتب السيناريوهات الدرامية في الأفلام والمسلسلات، فعاشت الضفة جريمة تسريب الامتحانات وتأثرت بها غزة ولكن وزارة التربية والتعليم سارعت بطمأنة الطلبة بأن الامتحان سيكون في اليوم التالي وعملت برنامجاً جديداً لباقي الأيام والتي انتهت على خير.
هذا هو عام شد الأعصاب وعض النواجذ انتهى بعد أن أخذ معه كثيراً من الطلبة الضحايا سواء قتلى أو جرحى أو مرضى… المهم انتهى العام الدراسي وأسدلت صفحته السوداء لينضم إلى عامي 1948م ، 1967م، ولكن مع ذلك فإني أقول للطلبة عامة ولطلبة التوجيهي خاصة مبروك وألف مبروك أن انتهى عامكم على هذا الحال وإني لأعتبر فرحة انتهاء تقديم الامتحان أهم من فرحة نتائجه؟!وإن شاء الله بالتوفيق والتفوق.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قوات الاحتلال تواصل تصعيدها الميداني في مخيمي طولكرم ونور شمس
طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ 104 على التوالي، ولليوم الـ 91 على مخيم...

إصابة جنود إسرائيليين بصاروخ مضاد للدروع في حي الشجاعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، بإصابة عدد من جنود جيش الاحتلال في قطاع غزة نيران المقاومة الفلسطينية. وقال...

جامعة كولومبيا تعلّق دراسة 65 طالبا احجوا ضد الإبادة في غزة
واشنطن - المركز الفسطيني للإعلام علقت جامعة كولومبيا دراسة 65 طالبا من "مؤيدي فلسطين" لمشاركتهم في احتجاج داخل المكتبة الرئيسية للجامعة يوم الأربعاء...

باكستان تطلق عملية “البنيان المرصوص” ضد الهند
إسلام أباد - المركز الفلسطيني للإعلام أطلقت باكستان فجر اليوم السبت، عملية عسكرية مضادة للهجمات العدوانية الهندية على أراضيها ومنشآتها العسكرية تحت...

لجنة أممية تحذر من خطر المجاعة والمرض على الفئات الهشة بغزة
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام قالت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري إن نفاد الغذاء في قطاع غزة، إلى جانب الدمار الواسع...

إصابتان برصاص الاحتلال وهجمات للمستوطنين في الضفة
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، فجر السبت، في الضفة الغربية المحتلة، إثر اقتحام...

“الجهاد الإسلامي” تنعى القائد بسرايا القدس الشهيد نور البيطاوي
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشهيد نور عبد الكريم البيطاوي، القائد في "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس،...