السبت 10/مايو/2025

سيطرة حماس فرصة للفلسطينيين لأن المشكلة في قادة فتح الفاسدين

سيطرة حماس فرصة للفلسطينيين لأن المشكلة في قادة فتح الفاسدين

توجد للولايات المتحدة ولحليفاتها في الشرق الأوسط، أسباب جيدة للذعر، حيث تعلو أعلام حماس فوق غزة، وقوات فتح التي دربها وموّلها الأمريكيون هربت من مواقعها، الآن قد يسيطر مبعوثو إيران وسوريا على الضفة الغربية أيضا ويكيدون للحكومات المشايعة للغرب.

بدأت الولايات المتحدة، تل أبيب ودول أوروبا تحوّل ملايين الدولارات للسلطة الفلسطينية برئاسة زعيم فتح، محمود عباس، وبتعجيل المحادثات لإنشاء دولة فلسطينية في الضفة، بقصد إعطاء الفلسطينيين بديلا عن حماس، وإقناع سكان غزة بالعودة إلى حضن فتح، لكن هذه السياسة تتجاهل دروس المسيرة السلمية التي فشلت إلى الآن، بسبب الفساد الذي ساد حركة عند فتح، كل جهاز ذي سيادة يُبنى على أسس السلطة العفنة مآله أن يتحطم وأن يعزز حماس.

منذ 1993 حصلت السلطة على مساعدة دولية بقدر عظيم، لكن أكثر هذا المال ذهب إلى جيوب قادة فتح، وقادة العصابات المسلحة شبه المستقلة الـ16، أو للإنفاق على نحو من 60 ألف حامل سلاح من لابسي البزات العسكرية، في هذه الأثناء، يذوب الفلسطينيون فقرا وتهيج الجريمة في شوارعهم.

كان فساد قادة فتح، العامل الرئيس في فوز حماس في انتخابات 2006 وسيطرتها على غزة، منذ تأسيس فتح حتى بداية التسعينيات طمحت علنا للقضاء على دولة الاحتلال، وإقامة دولة علمانية ديمقراطية غربي الأردن.

ولا ريب في أن السلطة التي تسيطر عليها فتح ستضيع المال الذي تحصل عليه الآن من الأسرة الدولية، ستشتري سلاحا آخر وتستأجر جنودا آخرين، يُظهرون نفس التنفيذ الفاشل الذي أظهروه في غزة، وسيواصل عباس التنديد بالمقاومة وتجاهل مخربيه، وسيواصل أئمة السلطة الدعوة للجهاد، ولن تستطيع تل أبيب إزالة الحواجز، على نحو غير ممتنع ستُفشل الهجمات الفلسطينية والوسائل الصهيونية المضادة المحادثات السلمية، وفي نهاية المطاف سيبقى الفلسطينيون ذوي أحوال رثّة ومُنقسمين وبلا دولة وسيؤيدون حماس أكثر مما كانوا قط.

لا يمكن تقديم حياة رسمية فلسطينية قبل إصلاح مالي، وعقائدي وبنيوي في فتح، وهذا إجراء سيستمر سنين طويلة، إن اقتراحات إقامة قوة دولية على حدود القطاع لوقف تأثير حماس مآلها الفشل، لكن الحاجة لمحاربتها والى منح الفلسطينيين أفقا دبلوماسيا بقيت على حالها في هذه الأثناء يوجد حل للمشكلة.

تستطيع الولايات المتحدة والرباعية إنشاء مناطق ذات حكم ذاتي واسعة في الضفة، يُدير فيها قادة محليون الحياة اليومية، يجتمع مؤتمر ممثلي جميع الألوية اجتماعا راتبا لبحث المسائل المشتركة، ويكون الأمن مسؤولية صهيونية أردنية مشتركة.

قد يكون سيطرة حماس على غزة “فرصة للفلسطينيين”، كما قال رئيس الحكومة ايهود اولمرت، لكنها لن تُستغل بإحياء سياسة أخفقت، اعتمادا على فتح الفاسدة التي لا قدرة لها، على مقرري السياسات، من الأمريكيين، والإسرائيليين والفلسطينيين، أن يزنوا مخططات جديدة وتقدماً بخطوات صغيرة متراكمة نحو إنشاء سلام قابل للوجود.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات