الأحد 11/مايو/2025

أشرف مروان..تجسس للكيان الصهيوني أم عمل على تضليله؟

أشرف مروان..تجسس للكيان الصهيوني أم عمل على تضليله؟

أثارت الوفاة المفاجئة لأشرف مروان في لندن، فضول الصحافة الإسرائيلية ومحاولتها البحث عن حقيقة هوية المتوفى، سواء بطبيعة الوفاة، هل هي انتحار أم اغتيال، أم البحث في طبيعة الدور الذي قام به خلال حرب أكتوبر 1973، وجاءت التعليقات الصهيونية على النحو التالي.

سمدار بيري أشارت في هآرتس أن التحقيق في ملابسات الموت الغريب للدكتور أشرف مروان كشف عن سلسلة أمور حول شبكة علاقاته مع محافل استخبارية رفيعة في العالم العربي، العلاقات الأكثر وثاقا لمروان، صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، كانت مع قائد الاستخبارات السعودية كمال أدهم، ومع رئيس الاستخبارات الليبية أحمد قذاف الدم، ومع تجار سلاح عرب، وعلى رأسهم الملياردير السعودي عدنان الخاشقجي.

جثمان مروان البالغ من العمر 64 عاما، وجد بجوار مبنى في لندن كان يسكن فيه مع زوجته منى في الطابق الخامس، وفي القاهرة نشرت تقارير متضاربة في مسألة اذا كان مروان وحده في البيت أم أنه كانت معه الخادمة ولم تلحظ ما حصل.

الخبراء الذين يتابعون “لغز مروان” لسنوات طويلة ادعوا بان شكل الجنازة ومكانها سيحسمان الجدال، إذا كان مروان عميلا للموساد فقط، أم أنه كان عميلا مزدوجا، وعمل في خدمة المخابرات المصرية بغرض تضليل دولة الاحتلال عشية الهجوم المصري في حرب 1973 في يوم الغفران.

وقال استراتيجي عربي كبير لـ “يديعوت احرونوت”: “اذا دفن مروان في القاهرة بمراسيم رسمية وبحضور قادة الحكم، فسيكون هذا دليل قاطع ونهائي على أن الرجل كان بالفعل عميلا مزدوجا”.

إحدى المعلومات التفصيلية التي كشفت أفادت بأنه تلقى وسام الامتياز من الرئيس أنور السادات على مساهمته في نجاح الهجوم المفاجئ في الحرب، وأن مروان امتنع عن زيارة مصر على مدى سنوات طويلة، ولكن قبل شهرين، كما كشف النقاب، جاء إلى مصر كي يشارك في عرس جمال مبارك، نجل الرئيس المصري.

من جهته، قال “تسفي زمير”، رئيس الموساد السابق: ليس لدي فكرة اذا كان مروان انتحر أم قتلوه… ولكن واضح أن النشر في تل أبيب وكشف أسمه من خلال ايلي زعيرا (رئيس شعبة الاستخبارات في حرب يوم الغفران) هي التي أدت إلى موته.

وادعى زمير على مدى السنين بان ايلي زعيرا كشف النقاب عن حقيقة أن مروان هو مصدر استخباري، وكرد على ذلك رفع زعيرا ضد زمير قضية تشهير، القاضي المتقاعد في العليا ثيودور أور قضى مؤخرا في هذا الشأن وقرر بان زعيرا بالفعل سرب أم مروان، وشدد زمير على أنه “على المستشار القانوني للحكومة أن يقدم زعيرا إلى المحاكمة، لديه شكوانا ولديه الأدلة كافية الوضوح”.

هذا وقد ألقت شرطة لندن بظلال من الكتمان على التحقيق في وفاة مروان، وأفادت مديرة منزله للشرطة بوصول مجهول إلى الشقة بعد الظهر وإبلاغها بان جثة مروان ملقاة في الأسفل، وروى أصدقاء مروان بأنه كان تعبا بعد انكشاف هويته واهتمام الصحافة المصرية بذلك، وقالوا انه “قدر بان محافل مصرية في مصر تقف خلف الحملة الإعلامية ضده بهدف المس به.

من جهته، أكد يوسي ميلمان، الصحفي المتخصص بالشؤون الأمنية، بدأ تقريره من النهاية، وبرأيه لم يكن أشرف مروان عميلا مزدوجا، ووفاته في الملابسات الغامضة تعزز هذا التقدير، الذي شاركت فيه لجان الفحص في الموساد وأمان (شعبة الاستخبارات) ومعظم كبار المسئولين في أسرة الاستخبارات.

فقط ايلي زعيرا وحفنة من الصحافيين والمؤيدين أخذوا بهذه النظرية، التي ترمي لخدمة الكرامة الضائعة لرئيس “أمان” الأسبق، فلو كان عميلا مزدوجا، فانه لم يخن وطنه مصر وخدمه بإخلاص، وان لم يخن فلماذا ينبغي له أن يضع حدا لحياته او كبديل لماذا ينبغي لأحد من الاستخبارات المصرية ان يصفيه في يوم الانتحار.

مروان لم يكن عميلا مزدوجا لاعتبار جوهري آخر، ما كانت أي دولة لتبعث بعميل مزدوج لان ينقل للعدو معلومات عن خطتها للمهاجمة بعد يومين، وبالتأكيد ما كانت مصر لتفعل ذلك، خشية أن تسمح المعلومات لدولة الاحتلال بان تشن هجوما مسبقا وتشوش خططها الحربية التي انكبت على إعدادها مع سوريا في سرية كبيرة على مدى سنتين.

صحيح أو مروان كان مريضا وقبل بضعة أيام من وفاته عاد من علاج له في الولايات المتحدة، إلا ان إمكانية أن يكون قد اختل توازنه فسقط من الشرفة غير معقولة، من المعقول أكثر ان يكون انتحر أو صُفي، إذا كان انتحر يمكن افتراض فرضيتين: إحداهما أنه فعل ذلك بعد وقوعه في أزمة شديدة، وبالفعل روى أصدقائه بان ما نشر في تل أبيب واعتبر فيه كعميل للموساد أثر فيه، لاسيما في الأسبوعين الأخيرين.

وحسب أصدقائه فقد افترض بان المنشورات السلبية في مصر مغذاة من القيادة السياسية، الفرضية الثانية هي أن جهاز الاستخبارات والمؤسسة السياسة العليا في مصر ألمحا له بان من الأفضل له أن يضع روحه في كفه فينقذ بذلك شرفه وشرف عائلته وأعماله التجارية لن تتضرر.

أما إذا كان صُفي فان هذه ستكون تمت في عملية ذكية وجريئة من الاستخبارات المصرية التي سعت الى أن تثبت بان من يخونها لن يخرج نظيفا.

ملابسات موته مشوقة، ولكن من الأهم هو أن تفحص تل أبيب نفسها، كيف حصل أن كشف اسم أحد عملائها النوعيين في أي وقت مضى، ولماذا لم تنجح في حمايته، وبعد أن تقرر في تحكيم لقاض من المحكمة العليا أن ايلي زعيرا هو الذي كشف النقاب بمنهجية وبثبات على مدى السنين اسم العميل، فهل ستتخذ الدولة الخطوة الصحيحة وترفع ضده لائحة اتهام لكشفه أسرار للدولة؟

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات