السبت 10/مايو/2025

ضرورة الحسم العسكري مع حماس الآن

ضرورة الحسم العسكري مع حماس الآن

في السنين الأربعين الأخيرة ساد إجماع بين اليسار واليمين في الكيان الصهيوني، على أنه مهما يكن حل النزاع بيننا وبين جيراننا، فإننا لن نوافق على وجود جيش أجنبي بين البحر والأردن، ووافقت أشد الحمائم بياضا على أن الدولة الفلسطينية التي أملوا قيامها ستكون منزوعة السلاح، لأنه لا يخطر في البال أن توجد مدافع للعدو على بعد كيلومترات من مدننا.

يبدو الآن أن هذا الخط الأحمر أيضا، مثل خطوط حمراء قبله، زال ولم يعد موجودا، تسيطر حركة حماس على قطاع غزة وهي المنظمة التي نقشت على رايتها كأساس تأسيسي القضاء على دولة اليهود، في غضون عدة أشهر وربما أسابيع ستزود غزة نفسها بسلاح أكثر نجاعة من صواريخ القسام، يهدد عسقلان، وبعدها أسدود، وبئر السبع، وفي غضون سنين معدودة تل أبيب.. وماذا سيكون آنذاك؟

أحد الإمكانيات هو التخلي، في واقع الأمر على الأقل، عن طلب نزع السلاح، وتأميل ردع متبادل، والإمكان الثاني غزو بري واحتلال جديد للقطاع كله، إن الأمل في ردع متبادل وهْم، مأخوذ من مكان آخر ومن واقع آخر.

ولن تكتفي قيادة حماس بتحسين اقتصادي تدريجي، والأنباء التي تزرعها وحدة الاستخبارات العسكرية عن طريق المراسلين العسكريين، وعن قدرة الاغتيالات المركزة على إخافة مسئولي منظمة حماس الكبار إلى حد الموافقة على وقف دائم لإطلاق النار، تنبع من هوى القلب أكثر من نبوعها من المعلومات، لأن جزءا كبيرا من قيادة حماس أصلا محمي في الخارج من إصابة الجيش الإسرائيلي، وهم يعلمون أيضا أنهم في اللحظة التي يخضعون فيها لإغراءات حكم مدني، سيحل محلهم آخرون أكثر جرأة وتصميما منهم.

في الواقع الحالي، العودة بلا سفك دماء الى الوضع الراهن لـ “عِش ودعنا نعِش” ليست ممكنة، يزعم معارضو العملية البرية، وبحق، أننا لن نستطيع حتى لو احتللنا القطاع أن نُغيب سكانا عددهم مليون ونصف، وكل ما سنحرزه سيكون العودة إلى الوضع الذي كنا فيه قبل 15 سنة، سنضطر في أفضل الحالات لإقامة برج مراقبة في كل ميدان، والى أن نهدم مئات البيوت والى أن نورط أنفسنا في خلال ذلك مع الرأي العام في أوروبا؛ وفي الحالة الأسوأ، أن نغرق في حرب عصابات متواصلة في شوارع غزة، وهكذا لا يوجد حل جيد للوضع الذي نشأ، يوجد حل صعب وأصعب، من يتوقع قوة دولية أو عربية تحجز بيننا، أو يعتقد أنه يمكن إغراء حماس بتهدئة متواصلة، يعيش في وهْم.

يجب علينا أن نحتل غزة الآن، لأن كل يوم يمر يرفع الثمن الذي سندفعه: تجري على حماس في القطاع الآن عملية صياغة قواتها لمواجهة غزونا، في كل يوم يمر يتزودون بسلاح أكثر نجاعة، وكل يوم يمر يُطيل الوقت الذي سيُحتاج إليه لتجفيف القطاع من مستودعات السلاح والمواد المتفجرة التي تُحشد فيه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات