تقرير تفصيلي حول أساليب التعذيب في المعتقلات الصهيونية

نشرت اللجنة الشعبية ضد التعذيب في دولة الاحتلال ومقرها القدس تقريرا هو الأول من نوعه الذي يصف التعذيب من رؤية معتقلين فلسطينيين كانوا ضحايا هذا التعذيب، وجاء تحت عنوان “قنابل موقوتة”، ادعت المخابرات الصهيونية أنهم كانوا يعدون ويجهزون أنفسهم للقيام بعملية تفجير، حيث يعرض التقرير تسع حالات مفصلة من التعذيب منذ اللحظة الأولى للاعتقال وخلال التحقيق وحتى الإجراءات القضائية ضدهم، ونهاية بالقرار الطبيعي في جميع الحالات لوزارة القضاء بعدم فحص شكوى هؤلاء ضد محققي الشاباك باستعمالهم التعذيب لأخذ شهاداتهم.
أهم ما يكشفه التقرير الجديد لهؤلاء الضحايا ان دائرة المشاركين في التعذيب تتسع كثيرا في الحالات التي سميت “قنابل موقوتة”، فيتعدى الأمر محققي الشاباك إلى الجنود والضباط والسجانين وأفراد الشرطة والأطباء في المستشفيات التي يرسل إليها هؤلاء المعتقلون ومعسكرات الاعتقال العسكرية ودهاليز التحقيق والنيابة العامة، وحتى قسم التحقيق في شكاوى المعتقلين ليصل إلى أعضاء لجنة القانون والدستور البرلمانية، وجميع هؤلاء، عن قصد أو غير قصد، عن معرفة أو جهل، عن صمت مقصود أو غير ذلك، مشاركون في مراحل التعذيب المختلفة.
ويشكك التقرير في فرضية “القنابل الموقوتة” التي تسمح حسب قرار العليا من عام 1999 بوجود التعذيب، وان الحالات التسع الواردة في التقرير هي من أصعبها للغاية خلال الفترة بين 2004 وحتى 2006.
نعرض في هذا التقرير الحالات التسع ملخصة وبتصرف من التقرير، الذي فصل كل حالة على حدة مع كل التطورات التي حصلت.
1- المعتقل بهجت يامن
وهو من سكان مدينة قلقيلية، من مواليد عام 1977 اعتقل يوم 19 أيار 2004 بعد أشهر معدودة من زواجه، ويقول عن تعذيبه: انتظرني الكابتن “افري” الذي طلب مني ان اعترف وأسلم السلاح، فأجبته ان ليس عندي سلاح، فضربني على وجهي مهددا إياي بالتحقيق العسكري.
ثم نقلت إلى مركز تحقيق الشاباك في منطقة بيتاح تكفا، حققوا معي حتى الساعة الرابعة فجرا، ثم أعادوني بعدها للمعتقل، وفي الثامنة صباحا أعادوني للتحقيق الذي استمر من 46 إلى 51 ساعة كانت بينها استراحتان فقط لمدة ساعتين ونصف الساعة.
كان التحقيق صعبا جدا وشمل عددا من أساليب التعذيب منها: ربط يدي بالمعصم من خلفي ورجلي مربوطة من الخلف بكرسي، وخلال ذلك كان المحقق يضربني مرة على بطني ومرة على ظهري، وتعاقب على ذلك ثلاثة محققين.
ويتابع بهجت شهادته حول طريقة أخرى في التعذيب، وهي ربط يدي من المرفق والضغط عليها بقوة ثم تركها، وهكذا عدة مرات حتى بدأ الدم يسيل من يدي بعد انتفاخها واحمرارها.
الطريقة الثالثة كانت إجلاسي بصورة ركوع على كف قدمي، وفي كل مرة دفعوني للخلف حتى شعرت ان ظهري انكسر، كنت أصرخ كثيرا من الأوجاع وتوسلت إليهم لكنهم لم يتوقفوا، وخلال التعذيب كانوا يسمعونني ضجيجا هائلا كانوا يسجلونه خلال التحقيق، والطرق على باب غرفتي بشكل هائل.
ورافق التحقيق طوال الوقت ضرب على الجسم وصراخ وشتائم وتهديدات، محقق باسم “ارئيل” قال لي بالحرف الواحد “لدينا قرار بإعاقتك وسنرى ماذا ستفيدك حماس”.
يقول بهجت: من كثرة الآلام والتعذيب قلت لهم في النهاية سأكشف لكم عن موقع السلاح، فأخذوني إلى قلقيلية مع قوة عسكرية كبيرة، وهناك بدأت أحفر لأخرج السلاح لكني لم أجد شيئا، لأنه لا يوجد أصلا سلاح، وأنا متأكد من ذلك، فقال لي احدهم: دخلنا إلى قلقيلية وقتلنا طفلا بسببك، وطوال الوقت كانوا يهددوني بأمي وزوجتي، وكان ذلك يزعجني كثيرا .
2- المعتقل أمين شقيرات
من سكان السواحرة الشرقية، ومواليد عام 1975، اعتقل يوم السبت 27/11/2004 في الساعة الواحدة ليلا، وهو متزوج وأب لأربعة أولاد، يقول عن طرق التعذيب التي تعرض لها: وصلت معتقل المسكوبية في القدس حيث وضعوني في زنزانة، في غرفة التحقيق كانت ثلاث طاولات وثلاثة محققين، أجلسوني على كرسي من حديد مع مقعد بلاستيك مثبتا باتجاه الأرض بواسطة قفل حديدي، ثم ربطوا يداي من خلف الكرسي بالقفل وكذلك رجلاي ربطت بالحديد، بدأ المحقق “غور” بتهديدي إذا لم اعترف بالتهم، استمر التحقيق ثلاثة أيام متتالية دون نوم إلى ان شعرت بالترهل وصعوبة بالتنفس، ثم جاء محقق آخر وقال لي: ستبقى في السجن بقية حياتك، ثم بدأوا بضربي بالأقدام والصياح العالي وشعرت بأوجاع في بطني ومعدتي إلى ان فقدت وعيي.
لم اعترف بشيء، وصمدت أمام التعذيب، ثمّ غيروا أسلوبهم فأحضروا كلبشات طويلة، ولفوها على يدي وربطوا يدي للخلف وفي كل مرة كانوا يضغطون عليها أكثر حتى يؤثر على لحمي، وشعرت ان يدي قطعت وعندما صرخت بدأوا بالضحك والاستهزاء، ثم استعملوا طريقة تعذيب جديدة عندما أوقفوني بزاوية 45 درجة، بحيث قاموا بلي ركبتي بزاوية 45 درجة، وأنا واقف على رؤوس أصابعي، مما سبب لي أوجاعا شديدة جدا، ويضيف: هددني المحققون بأنهم سوف يعتقلون زوجتي ويعذبونها، وبعد ذلك حدثوني أنهم احضروا زوجتي للمعتقل، وعذبت ونتيجة لذلك أسقط جنينها.
وفي إحدى المرات وبعد أن زارني ممثل عن الصليب الأحمر وشكوت له سوء المعاملة والتعذيب، وبعد خروجه أعادني المحققون للزنزانة وخلال ذلك ضربوني بشدة على أعضائي التناسلية حتى فقدت وعيي، وعندما ذهبت للمرحاض كان لون البول أحمرا، وقد انتفخت أعضائي كثيرا.
3- المعتقل لؤي الأشقر
مواليد العام 1976، وصل جنود الاحتلال يوم الجمعة 22/4/2005 الساعة الثانية ليلا إلى بيته في قرية صيدا بمدينة طولكرم، واعتقلوه وهو المتزوج حديثا.
يقول لؤي: شارك في التحقيق معي تسعة محققين، حيث أجلسوني على كرسي مع ظهر مقوس، وكان الكرسي مربوطا بالأرض وكل رجل من رجلاي مربوطة بإحدى رجلي الكرسي ويداي مربوطة بظهر الكرسي، ودفعني المحقق بصدري إلى الخلف حتى وصل رأسي إلى الأرض، فقدت وعيي من شدة الألم، هذه العملية تكررت كثيرا، وفي أحيان أخرى كانوا يجبرونني الوقوف على أصابع قدمي لأكثر من ساعة، ويدي خلالها تكون مربوطة ومشدودة لتصبح زرقاء من شدة الألم.
في عدة أيام احضروا لي الماء فقط بدون طعام، ولم يسمحوا لي بالنوم، حيث كان المحققون يتبدلون كل أربع ساعات، وفي إحدى المرات طلبت منهم علاجي من وجع ظهري، فقال المحقق لي: إذا اعترفت سنأخذك للعيادة، في نهاية الأمر أخذوني ورفض الطبيب فحصي، بل أعطاني مهدئات فقط.
4- المعتقل محمد برجيه
البالغ عمره 22 عاما، وهو طالب سنة رابعة في جامعة بيت لحم، اعتقل يوم 17/6/2005، يقول عن التحقيق معه: بدأ المحقق بتهديدي والبصق بوجهي وإصدار الكلمات البذيئة جدا بحقي، ثم شتم أبي وأمي وهدد بهدم بيتي، أجلسوني على كرسي مع رجلين قصيرتين جدا ورجلاي مربوطتان بالكرسي، المحقق “أوسكار” أمسكني من كتفي وبدأ يهزني لأكثر من عشر دقائق وهو يصرخ بان اعترف، ارتفعت حرارة جسمي كثيرا نتيجة الهز.
ثم أجلسني المحققون على كرسي، وشدوني للخلف بكلبشات طويلة ربطت بيدي وكان احدهم يمسكني من الخلف ويبدأ بشدها حتى تصبح يداي زرقاء من شدة الوجع، وقد أصبح ظهري مقوسا.
يضيف محمد: استعملوا طريقة أخرى في التعذيب حين أجلسوني على الأرض ووضعوا يداي المربوطتين بالكلبشات على كرسي وضعوه أمامي، ثم رفعوا رجلاي على كرسي خلفي وربطوا رجلاي بالكرسي حتى أصبح رأسي معلقا بالهواء ووجهي للأرض، وأحدهم ضغط برجله على ظهري المعلق كالجسر في الهواء، طلبت الذهاب للمرحاض ورأيت الدم ينزل محل البول، عندما عدت طلبت الفحص الطبي في العيادة فاستهزءوا مني وتابعوا تعذيبي، كان هناك ممرض شكوت له وضعي فقال لي خذ أكامول ويكفي.
5- المعتقل عبد الحليم عز الدين
يوم الخميس 27/10/2005 اعتقل في بيته بمدينة جنين، يقول عن التحقيق معه: عندما حضروا للبيت لاعتقالي ضربوا زوجتي الحامل في شهرها الثاني ونتيجة للدفع وقعت على الأرض، وأجهضت نتيجة ذلك، وعندما أخبرت المحقق “العاد” بما جرى لزوجتي وأنها فقدت جنينها قال لي هذه وحدات خاصة ويحدث مثل هذا الأمر معها.
أجلسوني على كرسي بدون ظهر فربطوا رجلي تحت الكرسي، وبدؤوا بشد ظهري للخلف مع ضربي على بطني، خلال ذلك سقطت على الأرض من شدة الأوجاع، ثم دفعني احدهم للحائط وكان يضع يده على حلقي ويضغط كثيرا حتى كدت اختنق.
ويتابع: نتيجة الضرب على معدتي بدأت ابصق دما وفقدت أجزاء من أسناني نتيجة الضرب، وأوجاع ظهري لم تتوقف لأكثر من ثلاثة أشهر وشعرت بكسر بأحد أضلاع ظهري، شكوت ذلك أمام القاضي في المحكمة وعندما عدت قالوا لي نحن لا نخاف الاعتراف أننا استعملنا هذه الطرق، نحن لسنا مثل جهاز الأمن الفلسطيني يضرب وينكر.
6- المعتقل أمجد أبو صالحة
من مواليد 31/10/1973 من نابلس، وهو أعزب، اعتقل يوم السبت 19/11/2005 الساعة الثالثة فجرا، يقول: منذ اللحظة الأولى للاعتقال وعندما أجلسوني في الجيب العسكري بدأوا بضربي وشتمي، وعندما أنزلوني من السيارة أوقفوني بشكل صليب، حيث رفعوا يدي وفرشوا رجلي ثم ضربني أحدهم بين رجلي فصرخت من شدة الألم، وكنت معصوب العينين.
خلال التحقيق فتح احدهم فمي بأصابعه وشده قدر استطاعته ثم ضربني بعد ذلك على وجهي بقوة، كانت رجلاي مقيدتين بالكرسي الحديدي وكانوا يشددونني من رجلي حتى سال الدم وانتفخت رجلي اليسرى، وشعرت ان ظهري مفكك من جلسة الكرسي الحديدي نتيجة الضغط عليه طوال الوقت للخلف وتقويسه.
في طريقة تعذيب أخرى كانوا يضعون يداي للخلف ثم يربطونهما بالكلبشات من الذراع في وسط اليدين مما سبب لي بانتفاخ في اليدين لأكثر من عشرين يوما، وهذا الشد في يدي سبب لي ألما شديدا في أضلاع صدري، ومن شدة الآلام اعترفت بأشياء قمت بها وأشياء لم أقم بها، وبالإضافة للتعذيب المادي فقد مورس علي تعذيب نفسي عن طريق العصافير في المعتقل، وقد التبس علي الليل والنهار من شدة التعذيب حتى أنني لم أكن يعرف متى أصلي.
7- حالة أ
الاسم ممنوع من النشر، وهو أعزب 24 عاما من نابلس عمل مصورا صحفيا، اعتقل يوم 7/3/ 2006 الساعة الثالثة فجرا، يتحدث عن اعتقاله وتعذيبه فيقول: بقيت في البداية ثمانية أيام في المعتقل دون ان يحقق معي احد، ثم مددت المحكمة اعتقالي 16 يوما ب
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير من انهيار القطاع الصحي بغزة مع تعمق النقص الحاد بالتجهيزات الطبية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ باتت تعمل بأدوات طبية مستهلكة وفي ظل غياب أصناف...

سجن جندي احتياط إسرائيلي لرفضه القتال في الضفة الغربية
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة البث الإسرائيلية إن جندي احتياط إسرائيليا سجن 5 أيام بعد رفضه المشاركة في القتال في الضفة الغربية...

رفض حقوقي للخطة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام عبر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان عن رفضه التام للخطة الجديدة التي تروج لها الولايات المتحدة الأميركية، بالتنسيق مع دولة...

33 شهيدًا و94 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 33 شهيدا، منهم 29 شهيدا جديدا، و4 شهيد انتشال)، و94 إصابة، إلى مستشفيات غزة خلال...

أبو عبيدة: الإفراج عن الجندي الأسير عيدان ألكساندر اليوم الاثنين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قرارها، الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل...

16 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة فجر اليوم الاثنين، بعدما استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة،...

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...