الثلاثاء 13/مايو/2025

الصهاينة والأمريكان: متفقون على ضرب حماس مختلفون على إيران

الصهاينة والأمريكان: متفقون على ضرب حماس مختلفون على إيران

مع زيارة ايهود أولمرت للرئيس الأمريكي جورج بوش، وفور عقد قمة شرم الشيخ، يكثر تركيز العناوين الإخبارية حول العالم على التنسيق السياسي بين دولة الاحتلال والولايات المتحدة حيال الواقع الجديد في غزة، الا ان أهمية الأحداث المستجدة في غزة لا يجب أن تلغي مناقشة المسائل الرئيسة العالقة بين الحليفتين والمتعلقة بالأمن القومي الصهيوني، تحديدا المشروع النووي الإيراني.

صحيح أن الطرفين لديهما نفس الهدف يتمثل بمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، إلا ان لكل منهما أولوياته الإقليمية ومشاكله السياسية المختلفة عن الآخر، فدولة الاحتلال تعتبر السلاح النووي الإيراني خطرا يهدد وجودها، في حين يعج جدول الأعمال الأمريكي بقضايا أخرى تعتبرها الولايات المتحدة أكثر استعجالا من قضية السلاح النووي الإيراني.

الاهتمام الأمريكي الأول هو استقرار العراق وانسحاب القوات الأمريكية، لذا فإن أي قرار أمريكي في الشأن الإيراني سيتلون حسب ملاءمته للمصالح الأمريكي في العراق، في الواقع، ان الجدل لم يحسم بعد في الولايات المتحدة بين السعي لاحتواء إيران بعد تحصيلها النووي أو الحؤول دون وصول التقنية النووية لإيران، فيما يعتقد معظم صانعو القرار الصهاينة أن النووي الإيراني أشد خطرا من تصور الأمريكيين، وان لا جدل حول أي رأي من هذين نسلك.

إضافة إلى هذا، لا تتمتع الولايات المتحدة بحرية تصرفاتها حيال إيران بسبب الأوضاع الإقليمية والمحلية، إذ تنفرد إيران بدورها في أمن واستقرار العراق نظرا لتبنيها للحركات العراقية الشيعية، كما تملك إيران أوراق أخرى ضد الولايات المتحدة، عرفناها مما زعم أخيرا من دعم إيران لحركة طالبان في أفغانستان، وبالتالي قدرتها على ضرب المصالح الأمريكية في الخليج في حال فكرت واشنطن في استهداف إيران عسكريا.

كما تعاني إدارة بوش من ضغوط محلية داخلية، فالحرب على العراق قضت على الدعم الشعبي للتحرك العسكري الأحادي، وعرضت بوش لضغوط هائلة من داخل وخارج إدارته لاعتماد القرارات المشتركة في عمليته السياسية في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من رفض بوش لتوصيات بيكر-هاميلتون إلا إن إدارته تبنت فعليا الدعوة للتوصل إلى نهج دبلوماسي إقليمي، كما شهدنا في اللقاءات الجارية بين المسئولين الأمريكيين والإيرانيين بشأن العراق.

كيف ينعكس التوجه الأمريكي نحو السياسة المتعددة الأطراف في المنطقة على حرية تحرك دولة الاحتلال، حتى لو أحاديا أو عسكريا إذا دعت الحاجة؟ إن تفاوض إيران والولايات المتحدة، بشكل مباشر أو غير مباشر، قد يتضمن ضغطا أمريكيا على تل أبيب، كذلك قد تجد الولايات المتحدة صعوبة في الحصول على ما تريده في العراق نظرا لتحالفها مع الكيان الصهيوني التي ترفض وجود النووي الإيراني، وتشهد الدور الإيراني لدى حزب الله وسوريا وحماس.

طالما حبذت تل أبيب حلا دوليا للأزمة الإيرانية، لكن اذا كان الحل الدولي يتضمن نوعا من الاتفاق الأمريكي الإيراني، فعليها أن تعمل على ألا تمس الصفقة الأمريكية الإيرانية مشروع الأمن القومي الصهيوني الذي تطمح إليه، أو حرية التصرف الإسرائيلية أو علاقتها مع الولايات المتحدة.

وبينما طغت مستجدات فتح وحماس على جدول محادثات أولمرت وبوش، يجب أن توضح دولة الاحتلال وتشدد على اختلافها مع الولايات المتحدة في الشأن الإيراني، وعلى الرغم من اختلاف بعض وجهات النظر بينهما، على تل أبيب أن تحصل على ضمانات من حليفتها الولايات المتحدة أنه حين تحين اللحظة الحاسمة للمحادثات الإيرانية الأمريكية لن تنسى الولايات المتحدة مصالح الأمن القومي الصهيوني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات