حقيقة الصراع في الضفة وغزة

بعد ما حدث في غزة أخيراً من تطورات سريعة كان الإنجاز فيها كبيراً حيث تم رفع الظلم الذي أحاق بالشرفاء وآن لهم أن يرفعوا السكين عن رقابهم ويوقفوا آلة القتل التي سلطتها عصابات أبو مازن ليكمل تصفية المقاومة الفلسطينية وتخلو له الساحة لينفذ خطة دايتون ويتمتع بإيرادات شركاته المسجلة بإسم (فيرست أوبشن للمقاولات ) لصاحبها ياسر عباس وكذلك «مجموعة فالكون القابضة» وتضم مجموعة فالكون تحت لوائها عدداً من الشركات، هي: «فالكون للاستثمارات العامة» و«فالكون إلكترو ميكانيك كونتراكتينغ» و«فالكون غلوبل تلكوم» و«فالكون توباكو كومباني» و«   فيرست فالكون» للهندسة المدنية والكهربائية والمقاولات والتجارة و« FEMC » أما شركة شركة فالكون توباكو تستورد هذه الشركة كافة أنواع السجائر من فايسروي ولاكي سترايك وغيرهما للأراضي الفلسطينية. منذ أواخر التسعينات أما شركة (سكاي للإعلان) المملوكة بنفس الطريقة وبقية الشركات التي أسسها محمود عباس وأولاده من خلال مدخراتهم الشخصية بالملايين وبدون أن تمتد أياديهم العفيفة إلى قرش واحد من أموال منظمة التحرير وبعدها من أموال سلطة أوسلو التي يعتبرها هؤلاء اللصوص أموالاً خاصة وحقوقاً شخصية استطاعوا استجلابها من مساعدات الاتحاد الأوروبي بشطارتهم وحسن سياستهم لذا فهي من حقهم وحدهم وأن كل من يتصدى لهم ويحاسبهم يعاقبوه بتهمة الخيانة والانقلاب على الشرعية كما فعلوا مع حماس .

وبينما تعاني غزة والضفة من أزمة مباني المدارس حيث يتناوب الطلاب الفلسطينيون في كثير من المدارس في المبنى الواحد ثلاث فترات يومياً بسبب أزمة المباني المدرسية لأن السيد ياسر عباس نجل الرئيس غير الحرامي الذي تتعهد شركات المقاولات التي يملكها ببناء المباني بخمسة أضعاف القيمة الحقيقية لهذه المباني هذا بالإضافة إلى المنازل الاحتياطية التي يملكها عباس في غزة والضفة و القاهرة ودمشق والدار البيضاء والدوحة وعمان ومدن أوروبية عديدة والتي تبلغ تكلفتها حوالي ثلاثين مليون دولار غير تكاليف تشغيلها السنوية بينما لايمتلك امبراطور اليابان كل هذه الأبهة و الرفاهية !!!! 

أما شركة سكاي المملوكة لأبناء عباس ، ياسر وطارق ، فقد كثفت حملاتها لتشويه حركة حماس منذ فوزها في الانتخابات التشريعية بل إنها الآن محطات انقلابية تحريضية ضد الإسلام ودائما ما تطلق عل أي مسلم مناصر للجهاد انه من أصحاب الفكر الظلامي ويقصدون بالفكر الظلامي عقيدة الإسلام والحملة تُبًث في منطقة قلقيلية ورام الله و بيت لحم و نابلس و الخليل و كل أنحاء الضفة الغربية وبالتعاون مع قناة( العربية ) وقناة فلسطين الفضائية الرسمية وهذه الحملات الإعلامية الحاقدة على الإسلام والتي تروج للفكر الاستسلامي والتقليل من أهمية الأقصى والسخرية من الدين الإسلامي والاستهزاء بمفاهيم الجنة والنار والقيامة، وقد توَّج محمود عباس شخصياً هذه الحملة بترديد عبارات أراد منها النيل من الدين الإسلامي وكرر في خطابه الأخير عبارة (الحمساويون أصحاب الفكر الظلامي يقتلون الناس لأنهم يريدون دخول الجنة ويقتلون المواطن ويقولون له أفوت فيك الجنة ) ويقول أيضا( إن الحمساويين قتلوا الشاب أبو قينص ورموه من الدور 14 ويقول أيضاً (أنهم حرقوا كنيسة النصارى في غزة) ولم يترك عباس فرصة للكذب إلاّ واغتنمها ولكن مع انحطاط مستوى عباس الأخلاقي  واستعماله الكذب فقد عرف الكثيرون أن الإسلام هو الفكر التنويري والظلامية تأتي من أسياده هو (أتباع التلمود) وظهر والد الشهيد أبو قينص ليقول للناس بالحرف الواحد لا تكذب أيها الرئيس عيب عليك القوة 17 هي التي ألقت ابني عن الدور 14 لأنه أعفى لحيته فألقوه ظناً منهم أنه من حماس وبعدها بقليل وفي مؤتمر صحفي عقده رئيس كنيسة غزة وأيضاً وجه كلامه لمحمود عباس( لاتكذب يا عباس نحن نصارى غزة لم نجد أنبل من عناصر حماس ولم يحرق كنيستنا أحد ونحن نخاف من رجالك المجرمين ).

ولعل معرفة أسماء قادة الحملة التحريضية تعطينا فكرة حيث يترأس الحملة عن الجانب الصهيوني كل من يوسي بيلين وإبراهام بورغ وعمرام متسناع ، فيما يترأسها عن الجانب الأوسلوي الشيء المدعو ياسر عبد ربه و قدورة فارس و جبريل الرجوب و عبد القادر الحسيني و صائب عريقات وزهيرة كمال ويساندهم السعودي المتصهين عبد الرحمن الراشد .

بالإضافة لكل ما ذكرنا نشير إلى التدهور الخطير في مستوى معيشة الفرد الفلسطيني حسب تقرير الأمم المتحدة 1997فقد انخفض متوسط دخل الفرد بأكثر من 39% منذ اتفاقية أوسلو، ووصل تدهور الأوضاع للحد الذي دفع العديد من الأسر إلى تسريح أطفالهم للتسول في شوارع غزة، وأشار التقرير بقلق إلى انتشار عمالة الأطفال بشكل “منذر بالخطر”. وفى ظل هذه الظروف البائسة، تسارعت في أحد بقاع غزة “المحررة” حركة التشييد؛ وخاصة تشييد الفيلات الخاصة والقصور الفخمة في حي “الرمال “ ففي هذا الحي الراقي، تتناثر الوزارات، ومؤسسات السلطة، والفيلات، والقصور، وأماكن الترفيه مثل كباريه “زهرة المدائن” الذي يكتظ أسبوعياً برجال عرفات وباقي أعضاء النخبة الفلسطينية، أو “التوانسة” كما يطلق عليهم أهالي غزة -نسبة إلى قدومهم من تونس تعبيراً عن الكراهية الشديدة التي تكنها لهم جماهير غزة ولنا أن نتصور أن زهرة المدائن هو أحد أسماء القدس ويطلقون هذا الاسم على وكر دعارة .

في هذا الحي أيضاً، يتواجد مكتب عباس المطل على البحر، ويوجد أيضا “نادي المنتدى ” الفخم الذي يعد إحدى الأماكن الترفيهية الأساسية لحاشية عرفات. ويتضمن الحي فيلا محمود عباس (أبو مازن) -مهندس اتفاق أوسلو- التي زادت تكلفتها عن 2 مليون دولار والتي كتب الناس على سورها الخارجي “هذا ثمن بيعك لفلسطين”. أما نبيل شعث وزير التخطيط الأسبق فقد تزوج أخيراً وأقام 4 حفلات زفاف الأولى في القاهرة، والثانية في غزة، والثالثة في القدس الشرقية، ولكي يرضي أصدقاءه الإسرائيليين لأنهم لم يتمكنوا من حضور حفله بالقدس الشرقية بسبب إقامته في “بيت الشرق” الذي تعتبره إسرائيل مقراً “غير شرعي”، فأقام لهم الحفل الرابع في فندق “الأمباسادور “! واتباعاً لمبدأ “إن لم تستح فافعل ما شئت”، يشارك وزير الشئون المدنية الأسبق بالسلطة الفلسطينية جميل طريفي (وهو أحد كبار المقاولين) في عمليات بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، لاهثاً وراء أرباح المقاولات، وغير مكترث بتسليم الأراضي الفلسطينية للمستوطنين الصهاينة أو بطرد أعداد ضخمة من الفلسطينيين نتيجة لعمليات البناء تلك .

ومع الكشف عن شراء النائب في المجلس التشريعي والقيادي في فتح محمد دحلان لبرج في مدينة دبي بمبلغ 100 مليون دولار، وقبل ذلك فيلا مؤجرة لرئيس المجلس السابق روحي فتوح بـ40 ألف دولار سنويا، وطلبه لسيارة مصفحة قبيل إنهاء مهامه تكلِّف خزينة الدولة نحو ربع مليون دولار النائب العام أحمد المغني في شهر آذار 2006 أن النيابة تحقق في 50 قضية فساد مالي وإداري، مشيراً إلى أن قيمة الأموال المهدورة والمختلسة فيها تبلغ أكثر من 700 مليون دولار، بينها قضية بمبلغ 300 مليون، ونوَّه إلى أن الأمر يتعلق بمسؤولين كبار ومتنفذين وهناك ملف الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والفضائية الفلسطينية، حيث وجد أن هناك اختلاسات بما يعادل 20 مليون دولار أمريكي، وملف دائرة الترخيص لإساءة استعمال السلطة الوظيفية، وملف خاص بأحد المتهمين تمَّ جلبه من عمان حسب الأصول، ووجهت له 20 تهمة تزوير مستندات وبيع أراض بطرق غير قانونية،

وملف المتهمين في بيع أراضي الدولة إلى “دولة” أجنبية( الكيان الصهيوني)، وملف مسرح الطفل الفلسطيني، أيضا هناك تجاوزات مالية، وملف مؤسسة الزير للمقاولات، وملف الهيئة العامة للبترول . ويكفي دليلاً على انغماس عباس وعصابته في الخيانة والفساد وقوف الولايات المتحدة الأمريكية معه ودعمها له وكذلك و قوف أولمرت ومعهم الاتحاد الأوروبي صاحب المعايير الديمقراطية أما الدليل الآخر فهو سقوط معاقل الفاسدين في غزة خلال ساعات ودون مقاومة .

نائب رئيس الوزراء د. ناصر الدين الشاعر أكد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن حكومته جاءت للقضاء على كل مظاهر الفساد، داعياً إلى رفع الغطاء السياسي عن الفاسدين لأن الفساد لا هوية له، ولن يكون مصيره سوى الاجتثاث.

بعد كل ما ذكرناه نتمنى أن يستيقظ الغافلون الذين يقفون الآن بكل غباء مع خطوات عباس الانقلابية وأن يفهموا حقيقة الصراع بين رئيس سلطة وبين طليعة الشعب المنتخبة والنزيهة والتي تريد تخليص الشعب الفلسطيني من الفساد والحفاظ على عروبة القدس وأن ما حصل هو ثورة شعبية على الظلم والقهر و ضد بائعي فلسطين للصهاينة ولم يكن مقاتلو القسام سوى أداة شعبية استخدمها الشعب الفلسطيني للقضاء على المتصهينين المعششين في قصر الرئاسة وعباس الآن يدافع عن مصالحه الخاصة الاقتصادية وأعوانه الآن يتصدون للشعب الفلسطيني من أجل مكاسبهم المادية والمالية التي لن يتركوها إلاّ بثورة عارمة تطيح بهم وبمناصبهم فهل فهمتم الآن حقيقة الصراع في الضفة وغزة ؟ وهل أنتم أيها السادة مع الصهيوني دايتون أم مع القسام؟