أين تقف حركة حماس بعد يوم الحسم وما هو المطلوب عسكريا في غزة ؟

كان توفيقاً من الله أن تكلل زحف المجاهدين أبناء القسام المؤمنين بالنصر و التمكين، فهو من عند الله،فكان القرار الصائب الذي لا تشوبه لحظات الارتجاف أو احتمالات التردد التي تفترضها الدراسات والمواقف العسكرية التي تضع بالحسبان الموقف السياسي و تشعباته ومخارجه وما يفترضه من تحديد المواقف والاستنتاجات التي يفترضها الإقدام على أي قرار عسكري مهما كان صغيرا أو كبيراً .
أظهرت كتائب القسام قدراً كبيرا من الوعي السياسي وتقدير الموقف المطلوب الذي يتلاءم مع مجريات الأحداث السياسية التي تسارعت على طريق ما سُمىّ ” الفلتان الأمني” حينها ، والذي اختلط فيه الحابل بالنابل لدى الكثير من القيادات الفصائلية ، والتي أحجم معظمها عن إنصاف حماس وكتائب القسام المؤمنة ، ولم يكتف هؤلاء بذلك فقط ،بل كالوا لها الاتهامات بالتصعيد ووصفوها بألفاظ قاسية مجحفة بحق شهدائنا، غريبة في مفرداتها التي لا تصلح إلاّ لعصابات لا نتشرّف أن تطأ أقدامها أرض فلسطين.
كانت مجمل المعلومات التي تتصدى للعمل الجهادي المنطلق من غزة تشير بوضوح لا يقبل الشك، أن الأجهزة الأمنية التي تنتشر على عدّة مراكز رئيسية في قطاع غزة تُعتبر إحدى العقبات الرئيسية التي تنتصب أمام المجاهد الذي يريد القيام بعملية جهادية على أطراف القطاع ،بدءاً من عمليات التتبع الاستخباري وليس انتهاءً بمنعه أو اعتقاله وفى ابسط الإجراءات إطلاق النار عليه تحت ستار مُسمى “القوات الخاصة” المنتشرة بالمكان.
صبرت كتائب القسام عدّة أعوام على تلقيها ضربات قاتلة بفقدان أعز قادتها و مجاهديها خلال مسيرة الجهاد المباركة ضد العدو الصهيوني ، وتعالت عن “الصراخ ” من شدّة الضربات المتتالية للقادة المخلصين واستهدافهم جواً و براً ، ولم يرحمهم الإعلام الأوسلوي الموجّه لخدمة مخططات صهيوامريكية تتغنى بظاهرها بقيادات اوسلو الوحيدة التي تبسط الأمن و تجلب الخير للشعب الفلسطيني و “لبيت حانون” بعكس صواريخ القسام “على حد زعمهم” التي تُدمِّر سديروت الصهيونية منطلقة من مشارف تلك المدينة المبارك أهلها و أرضها.
اليوم، حماس و كتائبها القسامية ، كتائب كل الشعب الفلسطيني، تقف على طريق لا يحتمل الحواجز ولا الخيانات ولا المؤامرات الدولية التي شكّلت سابقا ومنذ أيام قلائل فقط سمة الواقع الفلسطيني في قطاع غزة ومنهجه و محددات افقه السياسي والاجتماعي و الأخلاقي وصولا لتكوين ثقافة مجتمعية مغلوطة عن المقاومة والمجاهدين أرادها البعض حاجزا نفسيا يقف سداً أمامها باعتبارها سبب قطع أرزاقهم و مرتباتهم و أنها السبب المباشر للحصار الدولي المحيط بقطاع غزة من الوريد إلى الوريد؟؟!!
هذا الطريق هو بداية الانطلاق من قاعدة صلبة تقع على موقع استراتيجي حصين تلتف حوله الجماهير تحميه بأجسادها التي خنقها الحصار وأذاقها تعذيب أجهزة أمنية “كانت منذ أمد قريب ” الويلات لتجبرها على الركوع “لغير الله”!!
حماس اليوم لم يطرأ عليها تغيير سياسي كما يعتقد البعض ، وإنما اكتسبت صلابة و أفقا سياسيا ثقلته عقيدتها الإسلامية الراسخة التي تنطلق منها لكي تجيب على كافة المُستجدات و المتغيرات الراهنة وما تفرزه الظروف الموضوعية المحيطة بفلسطين و ما يشكّله التنوّع الفصائلي من ” غُصّة” تحلم بالقضاء عليها بإيجاد إصلاحات جذرية لقيادة جماهير الشعب الفلسطيني عامة في كل أماكن تواجده وهي إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية لتكون الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني بقيادة “جماعية مجاهدة” تفتح ذراعيها لكل الشرفاء و المقاومين.
أما على الصعيد العسكري، فالحديث هنا يطول ولا تجدي الدخول بالتفاصيل نفعا سوى “تنميق” التعبيرات و شحن العواطف والهمم الوقتية لمتابع أو قارئ ؟؟؟ وعليه فإن التطرّق للخطوط العريضة كأساس و ترك التفاصيل للمجموعات القسامية وقياداتها لتلائمها بما يناسبها لتصب في الهدف العسكري العام و الأمني أيضا ومنها:
– القيام بعملية تقييم شاملة للأداء العسكري العملياتي العام الذي رافق أيام الحسم المُظفّر على أوكار التجسس والخيانة والعمالة مع الأخذ بعين الاعتبار الابتعاد عن تمجيد الذات التي يختفي وراءها “الغرور” والذي يعمي القيادة عن النواقص ويُشوّش الخطط والقرارات المستقبلية التي سيتم اتخاذها لمواجهة المرحلة القادمة بكل “مساوئها وحسناتها”.
– اعتبار استمرارية البناء العسكري والتدريب و تأهيل الكوادر “القيادية” القسامية العسكرية هو بند ثابت لا يتأثر بأي متغيرات سياسية ، وما يجري على الأرض.
– مكافأة العناصر المجاهدة على أعمالهم وانجازاتهم كتقدير لهم، والاستفادة من تجاربهم الميدانية خاصة في مجال السيطرة والتحرّك فيما يتعلّق بحرب المدن ” اعتلاء العمارات والمنازل” .
– العمل على تكوين “مجموعات الأنصار المجاهدة” العسكرية ممن يرغب بالالتحاق من عناصر الأجهزة الأمنية العسكريين ممن حُرموا من الجهاد ، وأيضاً من العناصر المخلصين بالأجهزة الأمنية والاستفادة من خبراتهم، واعتبار هذه المجموعات إحدى مجموعات كتائب القسام المنفصلة “شكلا” عن هياكل التنظيم الرئيس العسكرية، ولا مانع من جعلها نواة جيش وحدوي من كافة الفصائل كتجربة وليدة أيضا.
– ردف القوة التنفيذية والشرطة بأعداد مؤهلة وتنطبق عليها المؤهلات الشرطية و الجهادية من عناصر الأجهزة الأمنية و غيرهم من الراغبين بأداء مهام تخدم الوطن وتخضع لانضباط عسكري و شرطي صارم ذو أهداف واضحة و تدريبات معينة تتلاءم مع حاجات هذا الجهاز.
– تشكيل “مجموعات الأحياء” والتي تهتم بالجانب الحياتي والإنساني للمواطنين كلٌ حسب منطقته و تتمتع بقيادة سياسية عليا ضمن تشكيل معيّن يخضع للشورى في اتخاذ القرارات “الإنسانية ” التي ترفع تقاريرها و توصياتها للقيادات السياسية المعنية.
– زيادة الاهتمام بالتوثيق الإعلامي البعيد عن المؤتمرات” المسلوقة” لناطقي القسام الإعلاميين بحيث تتم بدون “شوشرة ” إعلامية ناتجة في الغالب عن المكان و طبيعة المتواجدين فيه غير الصحفيين. خاصة وأن العالم يشاهد و يسمع قيادات أول بذور مشروع إسلامي في فلسطين و مصداقية كل معلومة ينطق بها مجاهديه و بتحديد للحدث و توقيته و الدلائل إن وجدت الخ .
ليس المطلوب كثرة الأخبار والمعلومات، بل تنظيمها و تحديد كيفية الاستفادة منها و توقيتها ، ونسبة المعلومات التي يتم الإفراج عنها “مؤقتا” حسب المردود والنفع على الحركة والمقاومة والمجاهدين.
– عدم الالتفات للإعلام المضلل الذي تقوم به الفضائيات ” فضائية فلسطين” كمثال ، بل ابتكار أساليب الرد بالصورة والتعليق كالذي تمارسه فضائية الأقصى والمطلوب تعميقه و تكثيفه و الاهتمام بنوعية و سهولة الفكرة والجواب الذي يفهمه المواطن المشاهد دون عناء.
” الاستفادة من (اسكتشات) قناة المنار التلفزيونية” بعد انتصار المقاومة اللبنانية المجاهدة. سيكون مفيدا.
– الاستعداد الدائم للقسام للمعركة المتدحرجة التي يتبعها العدو دون أن يؤثر ذلك على بعض “المهام” الضرورية التي يتطلبها الموقف لحسم بعض الظواهر على الجبهة الداخلية، ولو أنني اقترح تولي التنفيذية كافة المهام التي تخص الجبهة الداخلية وان تُفرد لها ناطقاً إعلامياً خاصاً بالتوجيه والتوعية إضافة إلى الدور التعبوي.
– تشكيل “جيش مشترك” من المجاهدين للتصدي للعدو والاجتياحات تحت قيادة عليا عسكرية مشتركة بإعلام موحد تعبوي يساهم بالتفاف جماهيري تثقيفي بأهمية الوحدة العسكرية و السياسية ضد العدو الصهيوني وأذنابه و مخططاته.
اللهم انصر مجاهدينا
وثبّت أقدامهم و قلوبهم على الحق والشهادة في سبيلك
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يقتحم مجمع المدارس في حلحول ويشدد إجراءاته العسكرية في الأغوار
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الطلبة بالاختناق، اليوم الأحد، جراء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة مجمع المدارس في بلدة حلحول...

إصابة مواطنين برصاص الاحتلال في بنت جبيل جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شخصان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، في بلدة مارون الراس الحدودية، قضاء بنت جبيل، جنوب لبنان....

حماس: الموقف العربي من حرب التجويع والإبادة لا يرقى لمستوى الجريمة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام شددت حركة "حماس" على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جريمة حرب مركبة في غزة، باستخدامها التجويع سلاحا ضد...

السلطة تقطع رواتب عدد كبير من الأسرى في سجون الاحتلال
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام أقدمت السلطة على قطع رواتب عدد من الأسرى والأسيرات، والمحررين والمحررات، في خطوة أثارت استياء واسعًا في...

الأورومتوسطي: إسرائيل تقتل امرأة فلسطينية كل ساعة في قطاع غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل بالقصف المباشر على قطاع غزة ما معدله 21.3 امرأة...

الصحة تحذر من تسارع مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وزارة الصحة من أن مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية في "تسارع خطير"، فميا أفادت بأن مستشفيات القطاع استقبلت...

الأونروا تحذر من ضرر غير قابل للإصلاح مع إطالة أمد الحصار الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إطالة سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال المساعدات إلى...