حسبك أيها العباس !!

وظهر عباس.. أخيراً بعد سلسة المواقف التي أطل علينا بها مجموعة ” الطراطير ” ظهر كبير سحرتهم ملقياً ما في جعبته من حبال و عصي قائلاً لها كوني ثعابين و أفاعي لنرد بكِ أيتها الأفاعي القوم عن اتباع حماس ..

أطل كبير السحرة ظاناً نفسه ” رامبو ” الذي لا تقف في وجهه أعتى قوى الظلام و الاستعباد فحماس أصبحت مجموعة ظلاميين حالها كحال المحاربين الفيتناميين أو الكمبوديين و هذا يتطلب ” رامبو ” جديداً يستطيع إنفاذ القرارات المستحيلة ..!

أطل محارب النور هذا الذي أخذ على عاتقه محاربة كل قوى الظلام ليفضح تآمر ” المتآمرين الخونة الظلاميين ” على حياة رأس الشرعية في فلسطين فقد رددوها ثلاثاً و هم يزرعون اللغم _ هذا لأبي مازن _ فلتقدي ثيابك يا فلسطين و ليسمع العالم كله عويلك و صياحك فمن يزرعون له اللغم ليس بشخص هامشي عابر بل هو حامي الحمى ” رامبو ” الدفاع عن القرار الوطني المستقل و المهندس الأمثل لصياغة المشروع الوطني القائم على الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف !!

أتساءل هنا حقاً هل من سبيل للدولة و القدس لمن انعقد إجماعهم على خيار واحد يتيم يتمثل في المفاوضات ؟! معذرة فقد نسيت أن هذه المفاوضات يقوم عليها رجل صنديد يعرف من أين تُأكل الكتف هو كبير المفاوضين صائب عريقات .. لذا فلا حرج أن ينعقد إجماعنا على خيار واحد يتيم هو المفاوضات فنحن نتكئ في هذه المفاوضات على هذا الصنديد !!

أطل علينا رأس الشرعية ليرتكب الآن جريمة قانونية أخرى لا و الله فهذه ليست جريمة و حسب بل هي جريمة كل العصور هذا العابث نصب نفسه و بكل خفة إلهاً يحيي العظام و هي رميم ! فأحيا مؤسسات ما يسمى زوراً و بهتاناً ” منظمة التحرير الفلسطينية ” لينتزع صلاحيات المؤسسات الشرعية للشعب الفلسطيني و يضعها في قائمة حقوق هذا الكيان المسخ الفاقد لشرعية التمثيل أصلاً !!

لكن لنعذره فهو يريد الحفاظ على القرار الوطني المستقل من العبث الذي يقوم به هؤلاء القوم الظلاميون الذين جاؤوا من مجاهل التاريخ .. و بما أنه ينتمي لأحد مدارس عهر السياسة الميكافيلة فلا حرج هنا على الوسيلة أمام قدسية الغاية و أي غاية تلك إنها القرار الوطني المستقل “بجلال قدره ” فهل يضيرنا هنا أن نسحق مؤسساتنا الشرعية حفاظاً على غايتنا المقدسة ؟!

أطل علينا هذا البرجوازي و تحدث مردفاً عن التنازلات الجسام التي قدمها لأولئك الظلاميين حتى يكون لهم دور قيادي في ” مزرعة آل عباس ” فقد كان يستطيع أن يبقيهم أبد الدهر دون أي موقع قيادي في مزرعته لكن قلبه الكبير و إشفاقه اللامتناهي حتم عليه أن يمنحهم بعضاً من تلك المواقع القيادية في مزرعته لكن المثل هنا لم يكذب حين تحدث عن إكرام اللئيم فكيف و إن كان هذا اللئيم ظلامياً ؟!
حقاً أيها البرجوازي كان لزاماً عليك من البداية أن تتخذ من المنهج الساداتي في التعامل مع ” مزرعة آل السادات ” قدوة و عبرة لكن الخيرة في ما اختاره الله عز و جل .

أطل علينا مانديلا فلسطين الذي قضى نصف عمره بين خنادق المعارك و نصفه الآخر في زنازين العزل الانفرادي ليستحضر لنا تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة و شهداءها الذين قضوا دفاعاً عن القرار الوطني المستقل قمة الانحطاط و اللاأخلاق أنه أخذ يسرد سيرة آل الحسيني في الوقت الذي كان يجلس أمام منصته ” راغب النشاشيبي ” هذا الزمان مصفقاً و مهللاً لسيده و ولي نعمته على قراراته الجريئة ..

فسبحانك ربي حين تُعيد لنا التاريخ .. فلا فرق هنا بين عباس و الجنرال اللنبي أسياداً و بين سلام فياض و راغب النشاشيبي أدوات !!

خرج علينا ولي الأمر و حامي حياض الإسلام العظيم من عبث العابثين و تغول الظلاميين التكفيريين ليؤكد و بما لا يدع مجالاً للشك أن الحوار مع هذه الجماعة الظلامية من قادة حماس مرفوض جملةً و تفصيلا و لن نقبل الجلوس معهم إلا بتنفيذ الشروط فيجب أولاً أن يعتذروا للشعب الفلسطيني ..

نعم يجب عليهم أن يخرجوا مطئطئي الهامات أمام شعبهم و لسان حالهم يقول عذراً أيها المسحوقون فقد أجرمنا بحقكم حين خلصناكم من عرابي التآمر و مرتزقتهم عذراً أيها العرابون فقد أجرمنا بحقكم و دفعنا القرار الوطني المستقل نحو الهاوية و ها هي أسلحتكم الأمريكية الصهيونية خذوها كي توغلوا في غيكم و ضلالكم خذوها كي تنضموا بها لصفوف جيش (الدفاع ) الصهيوني للانقضاض على مقاومتنا و على مجاهدينا !!

صدقاً لم أر و لن أرى انحطاطاً أخلاقياً بهذا الشكل فهذا الوغد يرفض الجلوس مع حماس لأنها طهرت قطاع غزة من مرتزقته و في نفس الوقت يمد يده القذرة لشريك السلام أولمرت الذي تلطخت أيديه اليوم فقط بدماء ست شهداء في جنين و غزة !! أعتقد أن قواميس البذاءة في كل لغات الكون لتعجز أن تخرج مصطلحاً يناسب حجم العهر الذي يوغل فيه هذا الشخص .

إن كنت لا تجرؤ أيها الوغد أن تقف في وجه أسيادك في تل الربيع و إن كنت تصر على خيارك اليتيم خيار السلام ” الإستراتيجي ” فهل يجوز لك أيها الوغد أن تملي الشروط على من صرع مرتزقتك في ليلة و ضحاها … لا و الله فاعلم وزنك الحقيقي وإن كان يؤهلك هذا الوزن لفرض الشروط !!

هذا الشعب العظيم عاصر الكثير من مؤامرات التآمر و التصفية و استطاع و بكل جبروت و قوة و بتوفيق من الله عز و جل أن يسحق كل تلك المؤامرات و أن يبقى دوماً المحافظ على أرضه المخلص لعقيدته و ثوابته الوفي لكل الدماء الزكية التي سالت و نحن نخط معالم الفجر ..

فستر نفسك أيها العباس و لا تطل علينا بهذه السوءة .. فبئس السوءة .. وبئس ما صنعت .. بئساً لك ما فعلت أيها العباس .. سئت وساء صنيعك ..!!