الأربعاء 26/يونيو/2024

حوار مع الشيخ رائد صلاح في الذكرى الأربعين لاحتلال المسجد الأقصى وشرقي القدس

حوار مع الشيخ رائد صلاح في الذكرى الأربعين لاحتلال المسجد الأقصى وشرقي القدس
= هناك حاجة لخطة استراتيجية تحفظ القدس وتنقذها من التهويد ، وتحفظ المسجد الأقصى المبارك وتنقذه من مؤامرة المؤسسة الإحتلالية الإسرائيلية

= على الحاضر الإسلامي والعربي أن يتعاون على إقامة صندوق إسلامي عربي عالمي لإنقاذ القدس الشريف من التهويد

= لا شك أن الاقتتال الفلسطيني الداخلي يبشر بالسلب على المسجد الأقصى المبارك

= اتفاق أوسلو كان ضربة ثقيلة على القدس الشريف والمسجد الأقصى وأعطى فرصة أطول لتهويد القدس

= لا زلت على يقين أن الحاضر الإسلامي والعربي فيه الخير وسيبقى يملك القابلية في داخله لنصرة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك

= نشاطاتنا الرافضة لجريمة هدم طريق باب المغاربة كانت سبباً بمنع جرائم هدم  مستقبلية كانت المؤسسة الإسرائيلية ستقوم بها

= الإعلام العربي والإسلامي لم يعطِ الذكرى الأربعين لإحتلال شرقي القدس والمسجد الأقصى القدر والإهتمام الكافي

= لا زلت أطمع أن تصرّ السلطة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية على تعيين وزارة للقدس ترعى الواقع اليومي وتكون عنوانا للمقدسيين في القدس

= كان لأهل القدس الشريف موقف شجاع في التصدي لجريمة هدم طريق المغاربة 

= مؤسسة الأقصى : محمود أبو عطا
 
أربعون عاماً مرت على إحتلال المؤسسة الإسرائيلية لشرقي القدس والمسجد الأقصى ، تعرض فيها المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس لمسلسل طويل من الإعتداءات ، في وقت أخذت الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني ورئيسها الشيخ رائد صلاح على نفسها التصدي لكل المخاطر التي يواجهها المسجد الأقصى ما استطاعت إلى ذلك سبيلا ، عملاً لا قولاً وبإرفاد المسجد الأقصى والقدس بمشاريع الإعمار والإحياء ، ويظل الأمل يراود كل مسلم وعربي حرّ أن يزول الإحتلال الإسرائيلي عن المسجد الأقصى المبارك ، في هذه المقابلة الشاملة مع الشيخ رائد صلاح – رئيس الخركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني –  نحاول أن نستخلص عبر الماضي ونتنبه للحاضر ونستقرأ المستقبل آملين أن تلقى زفرات شيخ مهموم آذاناً صاغية تسعى لحفظ المسجد الأقصى المبارك ولإنقاذ القدس الشريف .

س1: لوحظ أن الأربعين سنة التي مضت على الإحتلال الإسرائيلي للقدس والمسجد الأقصى تميزت بردود الأفعال على الإعتداءات الإسرائيلية ، إلا من ما ندر، بإعتقادك ألم يحن الأوان لوضع خطة إستراتيجية لحفظ المسجد الأقصى ولإنقاذ القدس الشريف؟

= الشيخ رائد صلاح : في الوقت الذي نؤكد فيه أننا على يقين أن الإحتلال الإسرائيلي سيزول عن القدس الشريف وعن المسجد الأقصى المبارك كما زال كل احتلال عبر التاريخ الماضي القريب والبعيد ، إلا أننا  يجب أن نؤكد في نفس الوقت أن هناك واجباً علينا يجب أن نقوم به سواء كنا من المرابطين في القدس الشريف وأكناف القدس الشريف ، أو سواء كنا من الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني،  وهذا الأمر نعم يستدعي خطة استراتيجية نجتهد من خلالها أن نحافظ على القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك ونقف في وجه المؤامرة الإسرائيلية التي ما عادت سرية ، بل إن القائمين على هذه المؤامرة الإسرائيلية يصرحون أنهم يعملون على تهويد القدس الشريف ويعملون على بسط سيطرتهم الإحتلالية المطلقة على كل المسجد الأقصى وعلى كل ما يدور في المسجد الأقصى ، ولذلك هذا يدفعنا أن نؤكد مرة بعد مرة أن هناك حاجة لخطة استراتيجية تحفظ القدس وتنقذها من التهويد ، وتحفظ المسجد الأقصى المبارك وتنقذه من مؤامرة المؤسسة الإحتلالية الإسرائيلية
 
وفي تصوري في الوقت الراهن وهو الوقت الذي يشهد الوهن الإسلامي العربي ، هذا الوقت الذي يشهد الوهن السياسي الإسلامي والعربي ، في هذا الوقت أنا من المقتنعين أننا كأمة إسلامية وعالم عربي إن لم نستطع أن ننقذ القدس الشريف والمسجد الأقصى الآن فعلى الأقل يجب علينا ألاّ نضيعهما ، ولذلك فهناك حاجة أن يتعاون الحاضر الإسلامي والعربي أولا على إقامة صندوق إسلامي عربي عالمي لإنقاذ القدس الشريف من التهويد، هناك حاجة أن يقوم الإعلام الإسلامي والعربي على صعيد منابره المختلفة المرئية والمسموعة والمكتوبة ، على صعيد القنوات الفضائية والإذاعات والمجلات والصحف يجب أن يقوم هذا الإعلام اليوم على إحياء قضية القدس الشريف والمسجد الأقصى الشريف وتعميق هذه القضية في عقول وقلوب كل مسلم وكل عربي وكل الفلسطيني ، سيما وهناك آلاف الفضائيات في الحاضر الإسلامي والعربي ، وكذلك في تصوري فإن للعلماء دورا كبيرا ، العلماء ملح الأمة في الماضي والحاضر،  يجب الاّ يكفوا في يوم من الأيام متحدثين عن مأساة القدس الشريف والمسجد الأقصى ، ومحرضين الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني  كي يلتف حول قضية القدس الشريف والمسجد الأقصى ، وكي يحفظوا هذه القضية حية في العقول والقلوب لا تموت بل تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل
 
وكذلك في تصوري هناك مهمة ثقيلة جدا للأحزاب والحركات على صعيد الحاضر الإسلامي والعربي يجب عليها أن تحفظ في الجماهير المسلمة والعربية الأمل واليقين والتفاؤل والتوكل ، يجب أن تحفظ فيها إرادات وعزائم وهمما لا تيأس ولا تخور ولا تستسلم ولا تدع القدس وحيدة ولا تترك الأقصى وحيدا ، وهذا يحتاج من الأحزاب والحركات إلى دور شجاع ودور مكثف ونفس طويل كي يتقنوا هذه المهمة ، ومما لا شك فيه أن هناك دوراً للمؤسسات الأهلية كي تقوم بدور إرفاد كل مشروع صادق بدعمها المالي والمعنوي ، هذه المؤسسات الأهلية في الحاضر الإسلامي والعربي ما أكثرها والبعض منها يملك مقدرات مالية ضخمة جدا،  إذن لا عذر لها إذا وقفت متفرجة على مأساة القدس الشريف والمسجد الأقصى ، بل يجب عليها أن تدعم أولا الصندوق الإسلامي العربي العالمي لإنقاذ القدس الشريف والمسجد الأقصى ، ثانيا عليها أن تدعم كل مشروع من شأنه أن يصب في نصرة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك ، في تصوري هذه المكونات التي ذكرتها والتي تكوّن حقيقة الحاضر الإسلامي والعربي يجب أن يكون لها هذه الأدوار وزيادة ، يجب أن تبتكر ، يجب أن تبدع مشاريع من اجل القدس الشريف ومن اجل المسجد الأقصى المبارك ، أقول ذلك ليس من باب المتفرج ، بل حقيقة نحن نجتهد أن نقوم بدورنا في الداخل الفلسطيني ، واقصد بذلك المثلث والجليل والنقب والمدن الساحلية عكا وحيفا ويافا واللد والرملة ، ويجب أن نقوم بدورنا على صعيد الأهل المرابطين في القدس الشريف ، ومن أهم ما يجب أن نقوم به في هذا الوضع الراهن الشائك والصعب يجب علينا أن نقوي دور مسيرة البيارق حتى تتحول إلى عشرات الحافلات يوميا ، وحتى تتحول إلى الألوف يوميا يدخلون المسجد الأقصى
 
كذلك في تصوري هناك حاجة أن نتعاون على إنجاح مشروع رباط حمائل القدس الشريف في المسجد الأقصى ، والبوادر تبشر بخير ، تبشر أن أهل القدس بدأ كل واحد منهم على صعيد منطقته وعلى صعيد حمولته بدأوا يبحثون عن اليوم المطلوب منهم كل شهر كي يشدوا الرحال فيه صغارا وكبارا ونساء إلى المسجد الأقصى ، والحمد الله رب العالمين في هذا الاتجاه هناك استجابة طيبة من أهلنا في القدس الشريف والمطلوب أكثر وأكثر كما هو واضح  ، شيء طيب جدا بدأنا به قبل أشهر وهو تجميع تواقيع عائلات القدس الشريف على وثيقة سميناها وثيقة العهد والوفاء ، في هذه الوثيقة يؤكد كل أهل القدس الشريف مقسمين بالله أنهم سيحافظون على الأرض ، وعلى البيوت ، وعلى الأسواق ، وعلى الدكاكين ،  وعلى المقدسات كي لا تبتلعها المؤسسة الإحتلالية الإسرائيلية ، وهذا يحتاج إلى جهد ليل نهار ، ومن هنا فأنا أؤكد أننا بحمد الله رب العالمين نجتهد أن نقوم بدور مناصر للقدس الشريف والمسجد الأقصى محليا  ، وأقصد محليا نحن المرابطين في القدس الشريف وأكناف القدس الشريف ، وآمل في نفس الوقت أن يكون هناك دورا عالميا على صعيد الحاضر الإسلامي والعربي بنصرة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك وفق الخطوط التي بينتها خلال إجابتي .

س2 : المؤسسة الإسرائيلية وصحفها تحدثت مؤخراً عن تسع حفريات جديدة في محيط الأقصى ، وهذا ليس بجديد حسب ما ذكرتَ في أكثر من مقابلة صحفية لك ، إذن لماذا هذا التوقيت الإسرائيلي وما هدفه ؟

= الشيخ رائد صلاح : الحفريات الإسرائيلية تحت حرم المسجد الأقصى المبارك بدأت منذ عام 1967م ، وهو اليوم الذي وقعت فيه فاجعة احتلال المسجد الأقصى المبارك ، منذ ذلك اليوم بدأت الحفريات ، وبذلك أقامت المؤسسة الإسرائيلية شبكة حفريات تحت المسجد الأقصى المبارك وما كشفوا عنه في صحيفة “هآرتس” العبرية حيث ادعت أن المؤسسة الإسرائيلية تحفر تسعة أنفاق هذا ليس بجديد ، هذا معروف لدينا  ، نحن على علم ودراية بكثير من مواقع الأنفاق التي تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية ، لا بل أؤكد أن العدد الحقيقي للأنفاق هو أكثر بكثير جدا مما أعلنته الصحيفة العبرية  “هآرتس” ، ومعنى ذلك أن جريمة حفر الأنفاق  ليس قضية ستقع بل قضية وقعت منذ عشرات السنوات ، ولا تزال المؤسسة الإسرائيلية ماضية في تنفيذ هذه الجريمة ، الآن يبقى السؤال لماذا أعلنت صحيفة “هآرتس”   عن هذا الرقم ، هناك تحليلات مختلفة ، هناك من المجتمع اليهودي من هو معني بعدم تحويل قضية المسجد الأقصى المبارك  إلى معركة صدام ديني عالمية مع الحاضر الإسلامي والعربي ، فهؤلاء اليهود اذ كانوا قلة شاذة ، إلا أنهم يدركون أن تحويل المسجد الأقصى إلى دافع لهذه الحرب الدينية العالمية مع الحاضر الإسلامي معنى ذلك هو زوال دولة إسرائيل كاملة ، وذلك يوم أن يكشفوا عن الأنفاق إنما هم يحاولون تدارك الخطر الذي توقعه المؤسسة الإسرائيلية على المسجد الأقصى صباح مساء ، هؤلاء الذين كشفوا عن الأنفاق يظنون أنهم قد ينجحون بوقف جرائم الإحتلال الإسرائيلي بالمسجد الأقصى المبارك وبذلك يطمعون بوقف الإحتمال القوي والذي يزداد قوة يوما بعد يوم ، والذي يقول أن صداماً كبيراً واقعا بين العالم الإسلامي والعربي والمؤسسة الإسرائيلية .

س3 : بنظرة إلى الحاضر والمستقبل : ما هي أهم المخاطر الحالية التي يتعرض لها المسجد الأقصى والقدس ، وهل يمكن التصدي لمثل هذه المخاطر ؟

= الشيخ رائد صلاح : المخاطر التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك تستهدف مباني المسجد الأقصى وتستهدف الحياة في المسجد الأقصى المبارك ، لذلك المخاطر التي تقع على المسجد الأقصى من حيث المباني سعي وإصرار المؤسسة الإسرائيلية بإقامة شبكة أنفاق تحت المسجد الأقصى المبارك ، وعملية هدم تدريجي للمسجد الأقصى المبارك ، فقبل أشهر وتحديدا في 622007 م بدؤوا بهدم طريق المغاربة بكل ما يضم من آثار إسلامية، من مدارس من مساجد من أمور أخرى ، المؤسسة الإسرائيلية لم تكتف بهذه الجريمة بل هي تسعى لمواصلة جرائم الهدم في المسجد الأقصى المبارك وأبسط مثال على ذلك المناقصة التي كشفت عنها مؤسسة الأقصى والتي تبين ما كتب فيها أن المؤسسة الإسرائيلية تستعد لمرحلة هدم جديدة في طريق المغاربة  ، الآن هذه عينات من جريمة هدم مباني المسجد الأقصى المبارك ، إلا أن هناك خطرا آخر ، وهو هدم الحياة اليومية في داخل المسجد الأقصى ، من اجل ذلك ها هي المؤسسة الإسرائيلية الإحلالية تسعى إلى فرض سيطرتها الكاملة على كل بوابات المسجد الأقصى المبارك ، ها هي المؤسسة الإسرائيلية بدأت تقوم بدور الحراسة للآلاف من السائحين والسائحات الذين يدخلون إلى المسجد الأقصى المبارك شبه عراة ويقومون بحركات غير أخلاقية حركات مشبوة وحركات هابطة ،  بالإضافة إلى ذلك فإن المؤسسة الإسرائيلية توفر السلاح والحماية لآلاف اليهود الذين بدأوا يؤدون طقوسهم الدينية   في داخل المسجد الأقصى المبارك وهذا أمر خطير جدا وغي

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...