الأحد 11/مايو/2025

مزيد من النقاط تخسرها فتح .. مع استمرار حملات الاعتداء في الضفة

مزيد من النقاط تخسرها فتح .. مع استمرار حملات الاعتداء في الضفة

مليشيات ترفع لافتات “فتح”، تنهمك في شنّ اعتداءات منظّمة في أنحاء الضفة الغربية. وإذا كان العنوان هو ملاحقة “حماس”؛ فإنّ المشهد الذي يواكبه العالم أجمع ليس سوى الاستهداف الضاري لمنشآت ومؤسسات تخدم عامة المواطنين الفلسطينيين.

مرّة أخرى تخسر حركة “فتح” نقاطاً إضافية عبر ممارسات كهذه. فمن ذا الذي بوسعه حصد المكاسب؛ بينما لافتاته تُرفع في الاعتداءات على دور تحفيظ القرآن الكريم، وعلى مدارس مُحترَمة يتسابق المواطنون لتسجيل أبنائهم وبناتهم في صفوفها، وعلى منشآت خيرية تعمل على تقليص فجوة الفقر والحرمان في منعطف فلسطيني شاقّ.

وهناك من لم يدرك مرّة أخرى؛ أنّ الاعتداء على مكاتب نواب الشعب وربما إحراقها بعد بعثرة محتوياتها، هو في الأصل تعدّ صارخ على من صوّتوا لأولئك النواب، أي جمهرة الفلسطينيين وأكثريتهم، في المدن والمخيمات والقرى.

تخسر حركة “فتح” أكثر فأكثر، وتندفع بهذه الممارسات وشبيهاتها بعيداً عن أجندة العمل الوطني الفلسطيني، فممارسات كهذه تضع القائمين عليها في تناقض مباشر مع خيارات المواطنين ومصالحهم. أما “حماس” فليست جهازاً أمنياً متخندقاً في حصون معزولة كي يتم الإجهاز عليها، لأنّها، وكما برهنت التجارب وأكدت التطوّرات، حركة متجذرة في جماهير الشعب الفلسطيني، وتستعصي على الاقتلاع على هذه النحو أو غيره.

وكم يبدو المشهد متردِّياً عندما تقوم عناصر المليشيات التي تستظل برئيس السلطة وقائد “فتح” العام، محمود عباس، باستهداف مكاتب نواب انتخبهم شعبهم بينما هم قابعون خلف قضبان الاحتلال. وكم تأتي الصورة أكثر قتامة عندما يتناوب أولئك الغلاظ في اعتداءاتهم مع جنود الاحتلال الصهيوني، فيجري استكمال المهمة وإتمام الدور: التوغل إثر التوغل، والاختطاف تلو الاختطاف، فالفعل هو الفعل وإن اختلفت اللافتة من العبرية إلى العربية.

لا تحقِّق ممارساتٌ كهذه أيّ مكسب فعلي لحركة “فتح”، التي تفقد المزيد من الغطاء الشعبي؛ جراء هيمنة مليشيات استئصالية على ميدانها بالتزامن مع إمساك تيار مدعوم أمريكياً بزمامها. بل إنّ تلك الاعتداءات الواسعة التي تُعَدّ بالمئات في غضون أيام قليلة؛ تضع “فتح” في تناقض مباشر مع المواطنين الفلسطينيين ومصالحهم، فضلاً عن أنها لا تعود سوى بمزيد من التعاطف الشعبي على “حماس”، والمزيد من الالتفاف حولها وحول خيارها، باعتبارها مستهدفة بشكل مزدوج: من جانب الصهاينة، ومن طرف أولئك الذين يصولون ويجولون تحت حراب الاحتلال.

حملات الاعتداء والترويع التي تتسارع على قدم وساق في أنحاء الضفة؛ ستلقي بظلالها من المسؤولية على عاتق محمود عباس وكاهله، خاصة وأنه ذاته الذي تحدّث عن ما سماها “حالة طوارئ”، ولوّح ببسط الأمن والنظام، ومعه “حكومة” مُفترَضة تشكّلت على نحو كاريكاتوري. لكنّ الذي يبدو واضحاً اليوم، أنّ التعويل لا يجري على قناعات المواطنين وخياراتهم، طالما أنّ الورقة التي يرتكز إليها هذا الفريق تتمثل في مزيد من التخندق ضمن مربّع “الراعي الأمريكي” والحصول على تسهيلات من الاحتلال الصهيوني.

إنها الوصفة البائسة التي لا تعود على أصحابها سوى بمزيد من العزلة الشعبية، لأنّ حرارة اللقاءات مع الأمريكيين ودف الإشارات الودية من المسؤولين الصهاينة؛ لها حساباتها المؤكدة في الوعي الشعبي الفلسطيني، المحكوم بأجندة وطنية لا تُخطئ البوصلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات