مزيد من النقاط تخسرها فتح .. مع استمرار حملات الاعتداء في الضفة

مليشيات ترفع لافتات “فتح”، تنهمك في شنّ اعتداءات منظّمة في أنحاء الضفة الغربية. وإذا كان العنوان هو ملاحقة “حماس”؛ فإنّ المشهد الذي يواكبه العالم أجمع ليس سوى الاستهداف الضاري لمنشآت ومؤسسات تخدم عامة المواطنين الفلسطينيين.
مرّة أخرى تخسر حركة “فتح” نقاطاً إضافية عبر ممارسات كهذه. فمن ذا الذي بوسعه حصد المكاسب؛ بينما لافتاته تُرفع في الاعتداءات على دور تحفيظ القرآن الكريم، وعلى مدارس مُحترَمة يتسابق المواطنون لتسجيل أبنائهم وبناتهم في صفوفها، وعلى منشآت خيرية تعمل على تقليص فجوة الفقر والحرمان في منعطف فلسطيني شاقّ.
وهناك من لم يدرك مرّة أخرى؛ أنّ الاعتداء على مكاتب نواب الشعب وربما إحراقها بعد بعثرة محتوياتها، هو في الأصل تعدّ صارخ على من صوّتوا لأولئك النواب، أي جمهرة الفلسطينيين وأكثريتهم، في المدن والمخيمات والقرى.
تخسر حركة “فتح” أكثر فأكثر، وتندفع بهذه الممارسات وشبيهاتها بعيداً عن أجندة العمل الوطني الفلسطيني، فممارسات كهذه تضع القائمين عليها في تناقض مباشر مع خيارات المواطنين ومصالحهم. أما “حماس” فليست جهازاً أمنياً متخندقاً في حصون معزولة كي يتم الإجهاز عليها، لأنّها، وكما برهنت التجارب وأكدت التطوّرات، حركة متجذرة في جماهير الشعب الفلسطيني، وتستعصي على الاقتلاع على هذه النحو أو غيره.
وكم يبدو المشهد متردِّياً عندما تقوم عناصر المليشيات التي تستظل برئيس السلطة وقائد “فتح” العام، محمود عباس، باستهداف مكاتب نواب انتخبهم شعبهم بينما هم قابعون خلف قضبان الاحتلال. وكم تأتي الصورة أكثر قتامة عندما يتناوب أولئك الغلاظ في اعتداءاتهم مع جنود الاحتلال الصهيوني، فيجري استكمال المهمة وإتمام الدور: التوغل إثر التوغل، والاختطاف تلو الاختطاف، فالفعل هو الفعل وإن اختلفت اللافتة من العبرية إلى العربية.
لا تحقِّق ممارساتٌ كهذه أيّ مكسب فعلي لحركة “فتح”، التي تفقد المزيد من الغطاء الشعبي؛ جراء هيمنة مليشيات استئصالية على ميدانها بالتزامن مع إمساك تيار مدعوم أمريكياً بزمامها. بل إنّ تلك الاعتداءات الواسعة التي تُعَدّ بالمئات في غضون أيام قليلة؛ تضع “فتح” في تناقض مباشر مع المواطنين الفلسطينيين ومصالحهم، فضلاً عن أنها لا تعود سوى بمزيد من التعاطف الشعبي على “حماس”، والمزيد من الالتفاف حولها وحول خيارها، باعتبارها مستهدفة بشكل مزدوج: من جانب الصهاينة، ومن طرف أولئك الذين يصولون ويجولون تحت حراب الاحتلال.
حملات الاعتداء والترويع التي تتسارع على قدم وساق في أنحاء الضفة؛ ستلقي بظلالها من المسؤولية على عاتق محمود عباس وكاهله، خاصة وأنه ذاته الذي تحدّث عن ما سماها “حالة طوارئ”، ولوّح ببسط الأمن والنظام، ومعه “حكومة” مُفترَضة تشكّلت على نحو كاريكاتوري. لكنّ الذي يبدو واضحاً اليوم، أنّ التعويل لا يجري على قناعات المواطنين وخياراتهم، طالما أنّ الورقة التي يرتكز إليها هذا الفريق تتمثل في مزيد من التخندق ضمن مربّع “الراعي الأمريكي” والحصول على تسهيلات من الاحتلال الصهيوني.
إنها الوصفة البائسة التي لا تعود على أصحابها سوى بمزيد من العزلة الشعبية، لأنّ حرارة اللقاءات مع الأمريكيين ودف الإشارات الودية من المسؤولين الصهاينة؛ لها حساباتها المؤكدة في الوعي الشعبي الفلسطيني، المحكوم بأجندة وطنية لا تُخطئ البوصلة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، حملة دهم واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، تخللها...

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...