الأحد 11/مايو/2025

الخذلان هو حليف أعداء شعبنا مهما طغوا وتجبروا

أ.د. محمد اسحق الريفي
عوَّل كل من الاحتلال والولايات المتحدة على ما يسمى “مؤسسة الرئاسة” بزعامة رئيس سلطة أوسلو محمود عباس لتقويض حركة حماس وإجبارها على الرضوخ لإملاءات ما يسمى “المجتمع الدولي” المتمثلة في شروط الرباعية الدولية والتي تتضمن نبذ المقاومة والاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني الغاصب وحقه في كل ما اغتصبه من أرض فلسطين والالتزام باتفاقيات الذل والعار التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية في أوسلو، وهي اتفاقيات عملت على شرخ الصف الفلسطيني وشقه من رأسه إلى أخمص قدميه.

عباس بدوره عوَّل على التيار المتصهين الذي يحظى برعايته ورعاية العدو الصهيوني والأمريكي، هذا التيار الذي أنشأ أذرعا له من فرق الموت وعصابات تعمل ضمن الأجهزة الأمنية التي يقودها عباس والتي نشرت على مدار سنوات أوسلو الموت والفساد والفوضى والفلتان في مجتمعنا الفلسطيني وأوصلتنا إلى ما نحن فيه من حال مؤسف.

ولا شك أن هذا التيار المتصهين عوَّل كذلك على الدعم المادي والمعنوي الذي يقدمه له الاحتلال والاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي صنعت هذا التيار على عينها وأمدته بمئات ملايين الدولارات والأسلحة المتطورة والذخائر والعتاد ورسمت له الخطط الأمنية والعسكرية وشاركته في المؤامرات حتى أصبحت أجندته أمريكية خالصة.

واليوم، وبعد أن طفح الكيل وتجاوزت جرائم هذا التيار كل المعايير الأخلاقية والإنسانية، وقف أحرار شعبنا وشرفاؤه خلف حركة حماس في وضع حد لهذا التيار وقلع جذور الإجرام والفلتان الذي أذاق شعبنا المصابر الويلات وحول حياته إلى رعب وفوضى وإجرام، وقد أفلح شعبنا في ذلك، واستطاعت كتائب الشهيد عز الدين القسام والقوة التنفيذية المساندة لوزارة الداخلية والألوية الشعبية أن تكبح جماح هذا التيار المتصهين وتوشك على إحكام السيطرة على كافة الأجهزة الأمنية التي تمكن العدو الصهيوني والأمريكي من توظيفها لخدمة أمن الكيان الصهيوني وقمع المقاومة الفلسطينية وملاحقة المجاهدين والمقاومين وقمع الشعب الفلسطيني وإنجاز المخططات الأمريكية في إطار ما يسمى “مشروع الشرق الأوسط الكبير”.

ونحن الآن نعيش لحظات نصر مشرقة في مسيرة جهاد الشعب الفلسطيني، في ذات الوقت نشهد يوم الخذلان الأكبر لأعداء شعبنا، حيث خذل أعداؤنا بعضهم بعضا، فقد خذل هذا التيار المتصهين العدو الصهيوني والأمريكي ومؤسسة محمود عباس وكل داعم له من أعداء شعبنا، إذ أن هذا التيار المتصهين لا يستطيع الوقوف في وجه إرادة شعبنا ومقاومته الباسلة، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف الآن خائبة وعاجزة عن إنقاذ هذا التيار وتنفيذ خططها الأمنية والعسكرية…

أما بالنسبة للعدو الصهيوني، فإن الضربات الموجعة والقاسية التي تلقاها من كتائب القسام في الأسابيع الماضية قد لقنته درسا لن ينساه ومرغت أنفه في التراب وأسقطت هيبته، وهو بطبيعة الحال قد أصابته الدهشة والخوف والذعر من قوة كتائب القسام وتسليحها وتنظيمها وحسن أدائها وفعاليتها، ولذلك فالعدو الصهيوني لا يجرؤ على التدخل أو عمل أي شيء غير الخذلان لتياره المتصهين الذي طالما عوَّل عليه، لأن أي تدخل منه سيجره إلى مستنقع لا يخرج منه إلا مدحورا بعد أن يتكبد الخسائر الفادحة ولا يجني من وراء تدخله أي فائدة تذكر، فجيش الاحتلال الصهيوني لا يريد الدخول إلى حرب خاسرة.

لقد خذل كل هؤلاء الذين يعادون شعبنا بعضهم بعضا وحاق بهم سوء مكرهم… وأثبت شعبنا بمقاومته القسامية وإرادته الصلبة، وصبره وثباته، أنه أكبر من مؤامرات الأعداء وأقوى من حلف الشر الدولي الذي جندته امبراطورية الشر والطغيان والفساد والاستبداد والهمجية والزعرنة والفلتان، الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه يستعصي على الهزيمة، وأن الخذلان هو حليف أعداء شعبنا مهما طغوا وتجبروا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات