الإثنين 12/مايو/2025

المجتمع الدولي يتحمل جانباً من مسؤولية الاقتتال الفلسطيني!

المجتمع الدولي يتحمل جانباً من مسؤولية الاقتتال الفلسطيني!

صحيفة الوطن القطرية

ما يجرى من سفك للدم الفلسطيني في قطاع غزة، لا يتحمل الفلسطينيون وحدهم مسؤوليته، وإن كانوا هم المعنيون بصيانته وحقنه وحمايته من المؤامرات والمخططات التي تحاك للايقاع به وجره إلى حرب فاسدة مهما كانت الذرائع والمبررات والاغراءات، والعوامل الدافعة إلى فقدان الصواب والسقوط في المحظور والهاوية، وإنما يشاركهم في تحمل هذه المسؤولية وبقدر كبير المجتمع الدولي الخاضع بالكامل للإرادة الأميركية التي تقود بدورها الصراع العربي ـ الإسرائيلي عبر احتكارها العملية السلمية التي تسد الطرق إليها بشروطها التعجيزية.

والحرب الدائرة بين حركتي فتح وحماس هي إفراز حقيقي للموقف الذي اتخذه المجتمع الدولي المنافق بقيادة الإدارة الأميركية صاحبة المواقف المنحازة على الدوام لصالح الاحتلال الإسرائيلي من الخيار الديمقراطي الفلسطيني الذي عبر عن رغبة في التغيير والإصلاح والدخول في عهد جديد يختلف تماماً عما سبقه والذي اختبره هذا الشعب لأكثر من عشر سنوات دون نتائج إيجابية ودون تحرك ولو خطوة واحدة إلى الأمام أن لجهة التسوية أو لتحسين الأوضاع الأمنية والمعيشية للشعب الفلسطيني.

وهذا الصراع الدموي المؤسف بين حركتي فتح وحماس، والذي يثير الأسى والألم لكل عربي ولكل محب للسلام والعدالة والديمقراطية الحقة لا الديمقراطية ذات المقاسات الإسرائيلية ـ الأميركية المتطابقة مع المشروع الصهيوني بالمنطقة، هو نتاج طبيعي للحصار المتعدد الرؤوس والذي وصل الى مستويات خطيرة جداً وهو ما أدى الى افقار وتجويع الشعب بهدف اسقاط خياره في تحد لإرادة هذا الشعب الذي انقسم على نفسه بانتصاره بخياره وقبوله التحدي المكلف كثيراً، في نفس الوقت الذي تقدمت فيه المصالح الفصائلية والشخصية وحب الثأر من خيار الشعب الديمقراطي، بالمساهمة في الحصار عبر طرق عدة فكان حقن الشارع الفلسطيني بالتوتر التدريجي وزرع الفتنة بوسائل متعددة.

فأي شعب يتعرض لحرب تجويع وافقار تكثر في أوساطه التحديات وتعزز احتكاكات واضطرابات خصوصاً عندما تغيب العدالة، وتسقط الأقنعة وتنكشف حقيقة الديمقراطية والإصلاحات والتغييرات المطلوبة، وعندما يغيب الأمل، ولا نرى في نهاية النفق أي شمعة أو إضاءة وانفراجة.

فالدم الفلسطيني الذي يسفك يتحمل مسؤوليته بالمقام الأول المجتمع الدولي الذي رفض الاعتراف بإرادة وخيار هذا الشعب، ولم يعط الفرصة لاختبار هذا الخيار ومفاهيمه على الأرض لصناعة السلام وما إلى ذلك من متطلبات المرحلة.

فاقتياد الفلسطينيين الى حرب أهلية سياسة خاطئة تمامـاً فهي سياسة ترحيل للمشاكل والصـراع إلى الأمام وإلى الأجيال المقبلة، مع أن الفرصة كانت متاحة، وقد تكون متاحة حتى هذه اللحظة وذلك برفع الحصار عن الفلسطينيين والانفتاح على حكومة الوحدة الوطنية والاعتراف بالخيار الشعبي الفلسطيني الديمقراطي.. وإطلاق العملية السلمية من معتقلها الأميركي ـ الإسرائيلي المشترك وذلك بالاعتراف بالحقوق الفلسطينية ابتداء.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات