الأحد 11/مايو/2025

احذروا الفوضى الخلاقة

مصطفى الصواف
نقف حيارى أمام ما يجري وما جرى، ولا نجد الكلمات التي نعبر بها عن ذلك، فالمسألة رغم أنها واضحة للعيان، ورغم أن الدم يراق الآن والنار تشتعل في كل مكان، اختلط فيها الحابل بالنابل، وعلى ما يبدو أننا على وشك أن نصل إلى ما يخطط لنا وهو الفوضى الخلاقة التي رسمتها رايس وزيرة الخارجية الأمريكية، والتي تنفذ على أيدي مجموعة من أبناء شعبنا.
 
هذه الفوضى الخلاقة التي يراد لها أن تسود في الشارع الفلسطيني تهدف إلى الوصول إلى نتيجة تقول إن الأرض الفلسطينية، وتحديداً قطاع غزة، بحاجة إلى التدخل الدولي وان هناك ضرورة لتواجد قوات دولية تحمي الشعب الفلسطيني، هذه هي الرغبة الأمريكية الإسرائيلية والتي تشاركها فيها الرؤية بعض الأطراف الإقليمية، والهدف هو القضاء على مشروع المقاومة، بغض النظر من يقود هذه المقاومة، فأي نوع من المقاومة مستهدف، لأن المشروع الأمريكي في المنطقة بات معطلاً والأوضاع في فلسطين ملتهبة، وأمريكا تريد أن تبرد المنطقة من خلال القضاء على المقاومة.
 
 حاولت أمريكا أن تقضي على مشروع المقاومة الفلسطينية بطرق متعددة، عبر سياسة التهديد والوعيد والحصار، إلا أنها فشلت في ذلك، والآن بدأت تخطط في إغراق المنطقة في حالة من الفوضى، هذه الفوضى التي أصبحنا أسرى لها لا يمكن لها أن تتوقف إلا بتدخل قوات حفظ الأمن في المنطقة، ولن تدخل أمريكا المنطقة برجال لها أو بقوات دولية، لأنها لا تريد أن تستنسخ تجربة العراق وأفغانستان، ولكن المراد استبدال ذلك بقوات عربية، ممن يسمى بـ”الرباعية العربية”، مهمتها هو القضاء على عناصر القوة والصمود في الشعب الفلسطيني وتجريده من المقاومة، تمهيدا لتنفيذ المخطط الأمريكي في المنطقة والتي تقف المقاومة حاجزاً منيعاً أمامه.
 
 وعليه نحن نطالب القوى الفلسطينية أن تدرك حجم المخطط الذي تسعى إليه أمريكا و(إسرائيل) لنا، والهادف إلى تصفية القضية بما يخدم المصلحة الإسرائيلية والتخطيط الأمريكي، ويجب أن يتوقف ما يجرى على الأرض، لأن خطر ما تخطط له أمريكا لن يتوقف عند المقاومة ولا عند حماس، ولن تكون فتح في مأمن منه، فالجميع يقع تحت الهدف الأمريكي.
 
 لذلك نعيد ونذكر أن ما يجري من قتل سواء على الهوية أو الانتماء أو اللحية وغيرها من عمليات إطلاق النار المتبادل يجب أن تتوقف، وأن يتذكر الجميع حجم المخاطر التي تحيط بالقضية الفلسطينية، وان تسيطر هذه القوى على الشارع الفلسطيني وتقف سداً منيعاً أمام هذه الشرذمة التي تريد أن تجرنا نحو المخطط الأمريكي الإسرائيلي.
 
يجب أن ننتبه إلى أن هناك مشروعاً أمريكياً إسرائيلياً إقليمياً يرسم وهذا الذي يجري جزء منه، لذلك يجب أن نستدرك الأمر قبل أن يستفحل ويغرقنا بالفعل في هذه الفوضى التي تريدها رايس.
 
نقطة مهمة أيضا توجب علينا أن نوقف ما يجري بأي ثمن كان، وهو هذه الآلاف من أبنائنا في الثانوية العامة وهم يستعدون للامتحانات، يجب أن لا نشغلهم بالذي يجري ويجب أن نعض على جراحنا ونضمدها ونهيئ لهم الأجواء المناسبة، فهم أمانة في رقاب الجميع.
 
من أجل ذلك كله يجب أن يتوقف هذا الذي يجري من قتل واستهداف للآمنين، وأن نعيد اللحمة لشعبنا وأن نتوحد جميعاً لنواجه ما يراد لنا من سوء، فجميعنا مستهدف ولن يستثني الأعداء أحداً وسنقول” أُكلْتُ يوم أُكِل الثور الأبيض” وعندها لا ينفع ندم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات